بأسماء دينية معروفة، أو أسماء كهنة، تجنبا للشك والريبة تسعى بعض "الجروبات" على مواقع التواصل الاجتماعي للتلاعب بمشاعر الفتيات القبطيات، وبعدها الدخول معهن في حوارات غير أخلاقية لمعرفة أسرارهم، ومن ثم تبدأ رحلة طويلة من الابتزاز والضغط النفسي عليهن حتى يقعن فريسة للذئاب الخاطفة التي تقف وراء هذه الصفحات الوهمية.

 
كاهن يحذر من هذه المجموعات
علق الأب بطرس فؤاد  كاهن كنيسة الكوكبان الأنبا بيشوي والانبا كاراس مدينة النور "الزاوية الحمراء"، وقال يوجد العديد من الجروبات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك بأسماء مسيحية مستعارة لجذب الفتيات لها لابتزازهم.
 
وتابع في تصريحات خاصه له لـ "الفجر"، بالطبع كل شيء موجود في حياتنا له مميزات وعيوب فأيضا الماديات لها مميزات أكثر من رائعة للاستخدامات الصحيحة، كمل لها  عيوب صعبة جدا، ودائما أقوم بالتحذير قبل الاشتراك أو الانضمام في أي من الخدمات المنتشرة في السوشيال مديا بصفة عامة،  يجب معرفة هذه الجروبات والصفحات جيدا، لعدم التوريط أو الابتزاز أو التشويه والتلاعب في فلوس أو حسابات أو حياتك الشخصية بصور وفيديوهات  .. الخ  يجب تأخذ الحذر جيدا. 
 
وأكمل: يجب أن يكون لكل شخص "وعي" بمعنى تحديد حياتك الشخصية وعدم نشرها على منصات التواصل الاجتماعي، سواء كانت تلك الحياة تتعلق بصور العائلة أو الأماكن التي تم زيارتها أو المواقف. يجب أن تتخذ الحذر اللازم عند التعامل مع الأشخاص الذين لا تعرفهم جيدًا، وتكون حذرًا عند الانضمام إلى مجموعات تحمل أسماء مثل "جروب البشارة" أو "جروب أرثوذكس" وغيرها من الأسماء المفبركة التي يمكن أن تستخدم لابتزاز الفتيات المسيحيات بخاصة، من خلال أخذ صورهم الشخصية واقتحام صفحاتهم. يجب أن تتعامل فقط مع الجروبات المعتمدة من قبل الكنائس المعروفة. لا ينبغي أن ننخدع بالأسماء والصور المسيحية، فالكتاب المقدس يحثنا على أن نكون حكماء ونحمي حياتنا من الأخطاء التي قد تتسبب في ضياعها. يجب أن نتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتيك توك وواتساب بحكمة.
 
كما حذر المهندس نادر صبحي سليمان مؤسس ومسؤول حركة شباب كريستيان للأقباط الأرثوذكس الخاضعة للآباء أساقفة المجمع المقدس وقداسة البابا توا ضروس الثاني، البنات والسيدات المسيحيات من الجروبات المسيحية وبعض الصفحات الفيس بوك. 
 
وقال "سليمان" في تصريحات خاصة أن هناك الأغلبية العظمى من الجروبات التي تحمل أسماء مسيحية تعاني من اختراق واسع من قبل السلفيين والإخوان. للأسف، لا يستطيع مشرفو هذه الجروبات والصفحات السيطرة على تصفية الأعضاء والمنشورات بسبب الاختراق الذي تعانيه تلك الجروبات. يقوم المخترقون بنشر محتوى زائف يتعلق بالمواضيع المسيحية والقديسين والآيات الدينية، ويتم استخدام حسابات وهمية تحمل أسماء بنات لاستهداف الأشخاص. نحن ننصح بعدم المشاركة في أي نقاشات دينية معهم وعدم الاختلاف معهم، ففي النهاية، يستغلون هؤلاء الأفراد البسطاء وغير المتعلمين في اللاهوت ويصبحون سهلة الفريسة بالنسبة لهم. يجب على الجميع الابتعاد عن هذه المجموعات المشبوهة على الفور.
 
كما توجد بعض الجروبات المسيحية التي تنشر أسماء ومواعيد رحلات إلى الأديرة بهدف الربح، ويؤدي ذلك إلى كوارث، حيث يتم التواصل مع ناشر الإعلان عن الرحلة ومعرفة تفاصيلها ومواعيدها ونقطة الانطلاق والعودة وجدول الرحلة. وتتعرض الحافلات للاستهداف، كما حدث في حادثة رحلة شهداء دير الأنبا صموئيل المعترف.
 
تحذير من صفحات الفيسبوك
وأكد سليمان أن هناك صفحات وحسابات شخصية تنتحل شخصية الكهنة وتنشر منشورات مسيحية لإيهام الجمهور بأنها حقيقية، بينما في الواقع تهدف إلى خداع الناس. يقوم صاحب تلك الحسابات بالمشاركة في مناقشات ويثبت للآخرين أنه كاهن حقيقي، ولديه معرفة واسعة بالأسئلة المسيحية للرد عليها. هذا الشخص يستخدم هذه الخدعة للوقوع ضحية للآخرين.
 
وأشار القس رفعت فكري، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلي، والأمين المشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط، إلى أن موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يحمل العديد من السلبيات، مثل وجود جروبات وأشخاص يستخدمون أسماء مسيحية وصفحات وهمية لاستهداف الفتيات القبطيات وابتزازهن. وأكد على ضرورة أخذ الحيطة والحذر ومعرفة أهداف تلك الجروبات والصفحات ومنشئيها، وعدم مراسلة أي شخص غير معروف في الواقع. وأشار إلى أن المناقشات الدينية والمجادلات ليست المكان المناسب لها على مواقع التواصل الاجتماعي.
 
أهمية التوعية بين الأسر المسيحية
وقال كمال زاخر، الكاتب والمفكر القبطي ومؤسس التيار العلماني في الكنيسة، في تصريحات خاصة لصحيفة "الفجر"، إن الأهم من رد الفعل تجاه تلك الجروبات هو توعية الأسر وتعليمهم كيفية التعامل مع بناتهم بطرق غير عنيفة. يجب أن يجد الأفراد في بيوتهم الرحمة والحوار والتوعية داخل الأسرة، بدلًا من البحث عنها في مكان آخر. كما ينبغي زيادة الوعي الديني لتعميق العلاقة مع المسيح وفهم قيمته في حياة الأفراد.
 
كما علق حسام كمال، أمين خدمة بكنيسة السيدة العذراء بالفجالة، على كيفية اختيار الاشتراك في الجروبات وصفحات التواصل الاجتماعي، حيث يجب أن نقيس ونحلل هذه الموضوعات جيدًا وذلك لكي لا تتعارض مع مبادئنا وأفكارنا.
 
وأشار كمال في تصريحاته لصحيفة "الفجر" إلى أنه يجب أن يكون التواصل الفعال هو الهدف الأساسي لجميع الجروبات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي. وبطبيعة الحال، يحب الإنسان التواصل، وهنا يأتي دور الأسرة بشكل مهم حيث تعزز التواصل الطبيعي بين أفرادها. يمكن للأسرة أن تعمق التواصل من خلال الأصدقاء والأقارب على المستوى الضيق، مثل أفراد العائلة والأصدقاء المقربين.