إعداد/ ماجد كامل
يعتبر  سليم حسن ( 1886 -  1961 ) وبحق هو  واحد من أهم  شيوخ الأثريين في  مصر دون منازع ؛ومازالت موسوعته الضخمة عن "مصر القديمة " تعتبر مرجعا بالغا الأهمية رغم  قدم عهدها نسبيا . .

السيرة الذاتية :
  ولد بقرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر محافظة الدقهلية في 15 ابريل 1886 ؛  توفي  والده وهو طفل صغير فقامت أمه برعايته واستكمال تعليمه  حتي حصل علي شهادة البكالوريا عام 1909 ؛ والتحق بمدرسة المعلمين العليا ؛ ولكن نظرا لتفوقه في مادة التاريخ ؛ أكمل دراسته بقسم الآثار وتخرج منه عام 1913 .

وتقدم بعدها للعمل بالمتحف المصري في وظيفة أمين مساعد ؛ لكنه لم يتمكن من العمل به نظرا لاقتصار الوظائف بالمتحف علي الأجانب فقط ؛ فعمل مدرسا للتاريخ في المدارس الحكومية فترة من الوقت ؛ وبعد مرور فترة من الزمن وتحديدا في خلال عام  1921 ؛تم تعيينه في المتحف المصري  بعد نجاح مساعي أحمد باشا شفيق وزير الأشغال وقتها ؛ وأثناء عمله في المتحف المصري تتلمذ علي يد عالم المصريات الروسي جولنشيف  (  1856- 1947 )) ؛ ثم أصطحبه عالم المصريات المصري الكبير أحمد باشا كمال (  1851- 1923 ) إلي أوربا خلال عام 1922 لحضور احتفالات الذكري المئوية لعالم المصريات الفرنسي الكبير فرانسو شامبلبيون (   1790 – 1832 )  ؛ وخلال هذه الرحلة قام  بزيارة بعض الدول الأوربية مثل فرنسا وإنجلترا وألمانيا ؛ وخلال تلك الفترة كتب العديد من المقالات الصحفية تحت عنوان ( الآثار المصرية في المتاحف الأوربية )  كشف فيها عن السرقة والنهب التي حدثت في الآثار المصرية مثل رأس نفرتيتي التي شاهدها في متحف برلين .

ولقد تكللت مساعي أحمد باشا كمال بالنجاح في عام 1925 حيث تمكن من إقناع وزير المعارف زكي أبو السعود لإرسال بعض المصريين لخارج لدراسة علم الآثار وكان من بينهم سليم حسن حيث درس في المعهد الكاثولويكي بباريس ؛ وحصل علي دبلوم اللغات الشرقية واللغة المصرية القديمة؛ كما حصل أيضا علي دبلوم الآثار من متحف االلوفر ؛ ثم عاد إلي مصر خلال عام 1927  ؛ حيث تم انتدابه لتدريس علم الآثار المصرية بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول ؛ ثم شارك بعدها في أعمال الحفر والتنقيب  في منطقة الهرم بالتعاون مع عالم  الآثار النمساوي يونكر ( 1877- 1926  ) ؛  لحساب جامعة القاهرة لتكون المرة الأولي التي تقوم فيها هيئة علمية منظمة بالحفر بأيدي مصرية .  وكان من أهم الاكتشافات التي نتجت عن أعمال  التنقيب مقبرة (رع ور ) وهي مقبرة كبيرة وضخمة وجد بها العديد من الآثار ؛ وأستمرت تلك الاعمال في منطقة أهرامات الجيزة وسقارة حتي عام 1939 ؛ حيث تمكن من اكتشاف مائتي مقبرة أهمها مقبرة  الملكة ( خنت كاوس  ) من الأسرة الخامسة ومقابر أولاد  الملك خفرع ؛بالإضافة إلي مئات القطع الأثرية والتماثيل ومراكب الشمس الحجرية للملكين خوفو وخفرع .

ثم تولي بعدها منصب وكيل عام لمصلحة الآثار المصرية ليكون بذلك أول مصري يتولي هذا المنصب ويكون المسئول عن كل آثار البلد ؛لكنه سرعان ما ترك المنصب  حين حاول الملك فاروق استعادة بعض القطع الأثرية التي كان يمتلكها الملك فؤاد كان سليم حسن قد أعادها للمتحف المصري ؛ لكن سليم حسن رفض مما أدي عرضه لمضايقات كثيرة أدت إلي ترك منصبه .

وفي خلال عام 1954  ؛ قامت الحكومة المصرية بالاستعانة  بجهوده وخبرته  ؛ فترأس البعثة المصرية التي زارت منطقة النوبة عام 1955 ؛ وقدم  للحكومة تقريرا هاما عن وسائل إنقاذ معابد المنطقة ومدي تاثير بناء السد العالي علي آثار النوبة ؛ كما أشرف علي حفائر مصلحة الآثار في النوبة عام 1959 . كما انتخب عضوا في   عملية جرد المتحف المصري خلال عام 1959 ؛وعضوا في أكاديمية نيويورك التي تضم أكثر من 1500 عالم من 75 دولة مختلفة .

ولقد توفي  سليم حسن في30 سبتمبر 1961 عن عمر يناير 75 عاما  .

قائمة كتبه ومؤلفاته :-
ولقد أثري العالم الكبير  المكتبة الأثرية بالعديد  من الكتب والمراجع القيمة نذكر منها في حدود ما تمكنت من التوصل إليه :-
1- موسوعة مصر القديمة في 16 جزء .
2- الادب المصري القديم في جزئين .
3- أبو الهول تاريخه في ضوء الكشوف الحديثة .
4- ترجمة كتاب " فجر الضمير " لجيمس هنري بريستد ( 1865- 1935 ) .
5- له العديد من المؤلفات الأخري باللغات الأنجليزية والفرنسية .
والجدير بالذكر أن مكتبة الأسرة قد قامت بإصدار طبعة خاصة من موسوعة مصر القديمة خلال عام 2001  ؛ كذلك كتاب الأدب المصري القديم .  كما أصدرت طبعة خاصة من كتاب أبو الهول   خلال عام 1999 .

محتويات موسوعة مصر القديمة :
ويبقي لنا فى المساحة  المتبقية من المقال عرض محتويات موسوعة " مصر القديمة "  .  وتشمل :-
1-المجلد الأول : من عصور ما قبل التاريخ إلي العصر الأهناسي .
2-المجلد الثاني :- مدنية مصر وثقافتها في الدولة القديمة والعصر الأهناسي .
3-المجلد الثالث :- العصر الذهبي في تاريخ الدول الوسطي ومدنيتها وعلاقتها بالسودان والأقطار الآسياوية   وليبيا .
4-المجلد الرابع :-عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية .
5-المجلد الخامس :- السيادة العالمية والتوحيد .
6-المجلد السادس :- عصر رمسيس الثاني  وقيام الإمبراطورية الثانية .
7-المجلد السابع  :- عصر مرنبتاح ورمسيس الثالث ولمحة في تاريخ لييبا .
8- المجلد الثامن :- نهاية عصر الرعامسة وقيام دولة الكهنة بطيبة في عهد اأسرة الواحد والعشرين .
9-المجلد التاسع :- نهاية الأسرة الواحد والعشرين وحكم دولة  الليبين لمصر حتى نهاية العهد الأثيوبي ولمحة في تاريخ العبرانيين .
10-المجلد العاشر :- تاريخ السودان المقارن إلى أوائل عهد بيعنخي .
11-المجلد الحادي عشر :- تاريخ مصر والسودان من أوائل عهد بيعنخي حتى نهاية الأسرة الخامسة والعشرين ولمحة في تاريخ آشور .
12- المجلد الثاني عشر :- عصر النهضة المصرية ولمحة في تاريخ الأغريق .
13- المجلد الثالث عشر :- من العهد الفارسي إلي دخول الأسكندر الأكبر  مصر .
14- المجلد الرابع عشر :- الأسكندر الاكبر وبداية عهد البطالمة فى مصر .
15- المجلد الخامس عشر :- من أوائل عهد بطليموس الثاني إلي آخر عهد بطليموس الرابع .
16-المجلد السادس عشر  : من عهد بطليموس الخامس إلي نهاية عهد بطليموس السابع .

ثم أضيفت إلي الموسوعة فيما بعد الجزء الأول والثاني من الأدب المصري القديم ، أما عن الجزء الأول من الأدب المصري القيد فيشمل :
1-الأدب المصري القديم الجزء الأول : في القصة والحكم والأمثال والتأملات والرسائل الأدبية .
2-الأدب المصري القديم الجزء الثاني : في الشعر وفنونه والمسرح .

الطبعات المتعددة التي صدرت عن الموسوعة :-
والجدير بالذكر أنه قد صدرت طبعات متعددة من الموسوعة نذكر منها :

1-1957 : مطبعة جامعة القاهرة .
2-1994 : الهيئة المصرية العامة للكتاب .
3-2000 : الهيئة المصرية العامة للكتاب – مكتبة الأسرة .
4-2001 : الهيئة المصرية  العامة للكتاب – مكتبة الأسرة .

بعض مراجع المقالة :-
1-   آرثر جولد شميث الأبن :- قاموس تراجم مصر الحديثة :- ترجمة وتحقيق  عبد الوهاب بكر ؛ المجلس الأعلي للثقافة ؛ المشروع القومي للترجمة ؛  الكتاب رقم ( 521 ) ؛  صفحة 206 ؛ 207 .
2- صلاح حسن رشيد:- قاموس الثقافة المصرية في العصر الحديث( 1798- 2020 ) مكتبة الآداب ،   2020  ، صفحتي 269 ،279 .
3- د . أحمد سعد الدين :- السيرة الذاتية للدكتور سليم حسن عميد الأثريين المصريين  ؛موقع سيجفريد للتاريخ والأثار ؛ الخميس 12 ديسمبر 2019 .
4- قراءة فى بعض مؤلفات العالم الكبير .