بقلم : الدكتور مجدى شحاته
بدون أى انحياز لأى من طرفى الصراع بين روسيا واوكرانيا او الخوض فى اى تفاصيل عسكرية ، ولكن كواحد من بين ملايين البشر المتألمين جدا وبشدة لما يجرى فى هذه المنطقة من العالم ، له كل الحق ان يعبر عما يدور حوله .

حتى مدار الساعة ومخاطر الحرب الاوكرانية فى تنامى وتصعيد مستمر ، لتلقى بظلال بالغة العتامة على العالم برمته.

اتساع رقعة الصراع حتى قارب حدود بعض دول الجوار التابعة لحلف شمال الاطلسى . بدء توافد ووصول ألاف المتطوعون الاجانب والمرتزقة ( الى الجانبين ) للمشاركة فى القتال ، الأمر الذى يثير هواجس الأوروبيين بأن تكون اوكرانيا بوابة جديدة لدخول ارهابيون جدد على غرار ولادة ( داعش ) من رحم الحرب الافغانية . خروج أمين عام حلف الناتو بتصريحات مفادها  ثمة مخاوف من استخدام اسلحة غير تقليدية  فى العمليات الحربية . التلميحات بقرب دخول بلاروسيا فى الصراع الدائر بشكل مباشر . عزم حلف شمال الاطلسى فى ذلك التوقيت الحرج ، القيام بمناورات عسكرية واسعة النطاق وسط هذه المعمعة وفى ذلك التوقيت الخاطئ !! اما اذاعُرف السبب بطل العجب !!

بجانب كل تلك التداعيات و المخاطر،  تسعى الولايات الامريكية المتحدة بكل الجهد نحو تأجيج الصراع والسعى نحو مزيد من التصعيد المستمر دون مجرد التدخل بأى مبادرة سلام او اى حلحلة دبلوماسية من بعيد او قريب .

نلحظ تقارب جمهورى ديمقراطى مع دفع من الكونجرس الامريكى للرئيس بايدن على الاستمرار فى تقديم المساعدات العسكرية بشكل واسع النطاق بجانب الدعم المادى و المعنوى للجيش الاوكرانى كرسائل غير مباشرة لحث الرئيس الاوكرانى بعدم التراجع او التفاوض لمنع ووقف كارثة انسانية وازمة بالغة الخطورة تهدد بنشوب حرب عالمية ثالثة ... لتكون الثالثة و( والاخيرة ) !! .

مع كل اشراقة شمس  واشنطن مستمرة فى فرض مزيد والمزيد من العقوبات الاقتصادية الصارمة على روسيا ،  وهى تدرك و تعلم تماما ان تلك العقوبات لن تثنى الروس من الاستمرار فى الحرب حتى تنفيذ مطالبهم ، ولكن امريكا تسعى من وراء كل ذلك وبالدرجة الاولى نحواستمرار الحرب لأطول وقت ممكن لاستنزاف الجيش الروسى بقدر الامكان ( وكأن واشنطن تريد استنساخ الحرب الفيتنامية بصورة روسية – اوكرانية) . والواقع المر ان امريكا واوربا تحاربان روسيا بالوكالة على الاراضى الاوكرانية . ولا شك ان الموقف الامريكى المستفز ، يؤدى نحو زيادة وتيرة الغضب الروسى بشكل كبير وبالتالى مزيد من التصعيد حتى تحقق موسكو اهدافها التى سبق ان اعلنتها مرارا وتكرارا منذ سنوات طويلة .

الموقف الامريكى- الاوروبى ياتى بمثابة دعوة نحو استمرار التصعيد ليظل الخيار العسكرى هو السائد فى تلك الحرب الشرسة، ومزيد من دماء الابرياء وخراب ودمار للمدن المأهولة بالسكان ، مع تهديد جاد وشامل والذى يهدد الاعلان عن حرب عالمية ثالثة تتحارب فيها الدول العظمى بالاسلحة النووية ... بعدها ربما يشهد العالم حربة العالمية (الرابعة ) متحاربين بالحجارة والشوم والعصى  !!!