بقلم – م. شريف منصور
ما أصعب البناء وما أسهل التدمير، كما قال الأجداد "الفاحت نازل والباني طالع"، أننا جميعًا نعتز بما تركه لنا أجدادنا القدماء المصريين من أعمال خالدة دلائل علي حضارة كميت.

والآن أصبحت مصدر هامًا من مصادر الرزق لأهل مصر من سنين طويلة، وشاهد علي تاريخ أقدم وأكبر حضارة إنسانية في العالم.

طلب دير الأنبا أنطونيوس إقامة تمثال للأنبا أنطونيس يليق بما قدمه للرهبنة كأول راهب في تاريخ المسيحية، أرادوا ان يضعوه أمام الدير كعلامة من علامات التاريخ وليس للعبادة لأن الأقباط لا يعبدوا لا تماثيل ولا صور ولا أشخاص، ولم هذه فكرة جديدة بل كان متوارثه وكان بالفعل تمثال بارتفاع مترين تقريبًا.
أليس من وافق علي إقامة التمثال وشاهده أثناء العمل هو المسؤول الأول والأخير .

دون الخوض في صحة أو غير صحة إقامة التمثال عقائديا لأن مهما كان القرارين أن كان قرار الإقامة غير عقائدي فمن أخذ القرار اتخذ قرار غير عقائدي وبالتالي يجب أن يحاكم من المجمع المقدس وقرار الإزالة هو الاخر قرار في منتهي العنف وعدم اللياقة ، لانه تم تدمير التمثال وهو في حد ذاته قيمة فنيه رائعة .

وكان لابد و يجب أن تتم الإزالة عن طريق خبير في الاهتمام بمثل هذه الأعمال الفنية .  هذا قرار خطأ وخطأ بالغ . اثر هذا القرار قد يتعدي موضوع  تمثال و يفتح باب الجدال والاختلاف بين مؤيد ومعارض و ينقسم كل الاكليروس والشعب معهم.

من هو المسؤول عن هذا التخبط هل هو نيافة الأنبا يسطس رئيس الدير أم الأنبا آبرام أسقف الفيوم؟ وهل استشاروا قداسة البابا أو المجمع المقدس قبل الإقامة أو الإزالة؟ أي كان لماذا نفتح الباب لعدو الخير ان يقسمنا بين معارض ومؤيد. هذا بخلاف تكاليف الاقامة والإزالة.. ارحموا أنفسكم من التشدد والتسرع لأنها ليست من اخلاق الرهبان .