بقلم : محمد حسين يونس
 النقود لدى لها وظيفة وحيدة ..ألا تجعل صاحبها يمد يده للأخرين .. و يشحت ليغطي إحتياجات ما هو ضرورى .. في الحياة .

لذلك رغم أنني أعمل من سبتمبر 1962 أى حوالي 58 سنة لم أتوقف يوما  فيها عن الكسب..
 
 لم أراكم الأموال  و لا أملك سيارة أو قصر أو حتي شقة أو شالية ..
 
و لا أضارب في البورصة و أبيع و أشترى أسهمها و سنداتها ..و ليس لدى  عمل خاص حتي لا  أصبح فريسة سهلة يطلع  الجباة عين اللي جابوني لإستنزاف  عنوة أقصي  ما يستطيعون منه
لقد كفيت خيرى شرى و لم أعد أشارك في المولد اللي صاحبة غايب و أعجب أن هناك من يحاولون إنشاء بزينيس جديد ( حتي لو كان عربية فول  علي الناصية ) دون خوف من  الجباة و نطاعة المتطفلين . 
 
 كل ما إحتفظت به ( لمواجهة الأيام )  كان بضعة قروش كوديعة ..تحولت إلي ملاليم .. بعد الغزو الإقتصادى الظافر للبنك الدولي و صندوق النقد .. و تعويم الجنية و خفض قيمتة الشرائية . 
 
 الملاليم التي أمتلكها قابلة للتدهور مع الأيام بسبب  إستمرار إرتفاع الأسعار الجنوني خصوصا في قيمة الخدمات و الصحة و الدواء .. ولأن الفقر قد طال شرائح عديدة من أبناء الطبقة المتوسطة .. و زاد إحتياجهم .. فنصبوا شباكهم ليقع فيها الأخرون .. و  قد يأمل البعض منهم  في جزء  من ملاليمي علي إعتبار إن تحت القبة شيخ .
 
في الحق .. الحياة من بعد فبراير 2011 و إمتلاك القوات المسلحة لرقابنا .. أصبحت عسيرة  بين الضوارى ..و لا تناسب شخصا يحرص علي ألا يمتلك إلا ما يكسبة بالمعاناة و عرق الجبين .
 
أن تكون غنيا في هذا الزمن يطرح حولك الكثير من علامات الإستفهام  ..
 
 من أين له هذا .. و هو يعيش بيننا ..لم يهاجر أو يعمل بالخارج .. و لم يرث ..و لم يجد في مغارة بالجبل مصباح علاء الدين .
 
 أغلب الأغنياء في زمنا ..هذا .. طرقوا  في جمع ثرواتهم دروبا غير قانونية لا يستطيعون التصريح بها .. مهما حاولوا أن يلصقوا ثروتهم بالتجارة .. أو العمل الشريف  فعلامات الكسب  المشبوه غير المشروع تحيط بهم 
معظم المسنين في بلاد الواق الواق .. يرجون أن يطول عمرهم و لو أيام ..إلا حمادة ..فهو يرى أن العمر قد طال أكثر من اللازم .. ليشهد ما كان من الواجب ألا يراه ..
 
و يخشي أن يستيقظ يوما ليجد أن شياطين الحكومة قد فتحوا دولابة .. و إستولوا علي لباسة .. و تركوه حائرا يبحث عن مخرج .. يعملوها فهم (باجسين) .. وشهم مكشوف 
 
زبانية الحكومة  بمختلف أنواعهم يتفننون اليوم .. في كيفية عصر دماء المحتاجين .. و تدمير حياتهم بكل الطرق .. و سد كل المنافذ ..و طاقات النور علي من ينافسهم في إحتكار السوق ..
 
خصوصا أمام المخضرمين  ..و العاجزين عن سلوك الدروب المشبوهه .أو التحالف مع بتوع الكابات .
 
حتي في ليلة الكريسماس و الأعياد  ..( يا مؤمن ) ..أغلقوا كل منافذ الإحتفال  و لم يبقوا إلا علي واحدة تؤدى إلي (الماسة و ما يشبهها ) من الحفلات الميرى ..ليشهد من معه فضلة خيرهم .. حفل رأس السنة الجديدة علي ذوق الضباط ..و يستمتع بالفن الهابط الذى يرعونه . 
لم أتصور في اقصي كوابيسي ما حدث  لنا في العقد الماضي من تميز طبقي و غياب للعدل..رفع البعض بدون وجه حق .. و خفض بالجميع ..
بصراحة .. زهقت و أتمني الا يهل العقد الثالث من القرن الحادى و العشرين ..و أنا متيقظ .. فكفاني عشرسنين عجاف .. ذقنا فيها المر