محمد حسين يونس
التطورات التالية للحصول علي المواطنة الكاملة في عشرينيات القرن الماضي جاءت مخيبة للأمال فقد ظلت تتقلص مع تنظيرات حضرات الضباط لتصبح (مواطنه منقوصة ) ..

ومع ذلك فحتي يناير 2011 كان أقباط مصر لازالوا رسميا و شعبيا مواطنون يسعون لإسترداد ما ضاع منهم من حقوق .

ما الذى حدث و جعلهم يعودون للمربع صفر أى (ذميين ) في بعض الاماكن التي قد تتسع لتصبح محافظات يسيطر عليها الفكر السلفي ..رغم أنهم كانو متواجدين يتصدرون الصفوف دائما في كل عمل وطني ولا يترددون عن خدمة قضايا إعادة حركة بلدهم إلي درب المعاصرة .

هل هو سقوط أجهزة الدولة باليد السلفية .. أم أن تلك التيارات الباغية التي تستسهل نهب ثروات الاخرين أصبحت الاقوى .. أم هو ضعف غيرمبررمن المجني عليهم يجعلهم يتنازلون عن حماية مظلة المواطنة !!

في تصورى .. أن جزء من الاحداث المسببه للصراع كان طبقيا تنافسيا ..
فألاقباط في الاماكن التي إبتليت بالردة كانوا متيسرى الحال و لديهم تجارتهم أو حرفتهم الناجحة نسبيا ..و أغلبهم متعلمين و ملتفين حول كنيستهم التي تنجدهم (ماديا و ثقافيا ) في وقت الزنقه .. مثل مساعدة الطلاب في الثانوية العامة ..

و سيداتهم و صباياهم ..لم تغيرهن الارشادات السلفية فظللن علي طزاجتهن
..وهكذا لانهم كانوا الاقرب عند الرغبة في الاستيلاء علي الاموال السهلة إختلق السلفيون أسبابا واهية إستولوا بها علي ثروات جيرانهم ومدخراتهم و معداتهم و منازلهم ..

وكل الشكر للمشايخ و للمتعاطفين الذين يقدمون لهم المبرر الاخلاقي ..الذى يجعلهم يجاهدون ضد (الكفار) .. ثم .. إذا كانت قد نجحت مثل هذه الهجمات في تغيير الوضع التنافسي في أماكن أخرى دون عقاب أو لوم فلماذا لا نجرب نحن و يجربون  !!.

بالطبع لا أستطيع أن ألوم من يتم الاعتداء عليهم .. و لكن الوم هؤلاء الذين يشاهدون ولا يتحركون لنجدة مواطنين مسالمين شرفاء يعيشون مأساة لا قبل لهم بمواجهتها في قرى و كفور محافظات مثل المنيا أو إسنا أو أسيوط.

الان ومنذ أحداث الزاوية الحمراء ..لم أعد أتعرف علي هذا المكان الذى نعيش فيه .. هل نحن في بلد له دستور وقانون وحقوق للمواطن .. ام هي طابونة يديرها هواة المجالس العرفية التي تنتهي إلي قرارات ظالمة يصدرها بشر غير مؤهلين لصالح بشر غير معاصرين ضد بشر مستسلمين لقدرهم .
إذا أخطأ مواطن يحاسب بقانون الوطن مش قانون قبائل الصحارى .. و ليس من حق اى بشرى أن يطلب إخراجي من منزلي و عملي و الاستيلاء علي اموالي و عرق جبيني و كدى مهما كان ما املكه بسيطا.

ولكنه الطاعون الوهابي السلفي الذى غزا عقول المصريين مع الريالات و الدولارات الملوثة
بعض الاصدقاء من المسيحين أرسلوا لي ((سيدى لن نحول مصر الى غابة نتقاتل فيها من اجل امور فانية .. لاكثر من 1400 سنة وهم يظلمون ويقتلون وينهبون .. فلا هم استراحوا .. ولا نحن تعبنا.. فليواصلوا ..وسنظل نحن فى سلامنا ... فلا توجد قوة على الارض تستطيع أن تنزعه منا )).
و لكن اصدقاء مسيحين (أيضا) سواء من المهجر أو يعيشون بيننا لهم راى أخرسجلته في الحوارات التالية.

((بماذا تنصح يا صديقي ..الاقباط في هذه المناطق لاحول لهم ولاقوة والاسلاميون مع الامن يفترسونهم لعدة اسباب دينيا وماديا ومعنوي))
((ما تسمونة في مصر بالتهجير والمجالس العرفية يعرف تاريخيا وسياسيا تحت مصطلح "التطهير العرقي" والصورة المرفقة لكتاب هتلر وبجانبة كتاب دولة الخلافة التقطت على رصيف في مصر دليل على مصدر ثقافتهم البدونازية)).

(( المخطط بدأ في نهاية السبعينات ومحاصرة سكان المقطم وزبالين القاهرة و ذبح الخنازير ..ما يحدث اليوم هو نتيجة هذا المخطط الذي باركه رئيس الجمهورية وبناء عليه تم طرد عدد من اقباط الصعيد من ديارهم وارضهم ولازال المخطط السلفي مستمر)).

((نعم انها الفاشيستية بجميع صورها زاولها المسلمون في اغلب الحقب التاريخية)).

الموقف هكذا اصبح شديد الصعوبة ..انا اتكلم عن مواطنه ومواطنين و اصدقائي يتكلمون عن تمييز ديني واضطهاد ، اتكلم عن فئه ضاله علينا مقاومتها وهم يتكلمون عن مجتمع ضال عليهم الصبر علي بلاويه حتي يزيح الرب الغمة..

((المساله الطائفيه كما يعيش ويتعايش معها المسيحى المصرى ..الذى يعرف بالتجربه العمليه ان السلفى ليس بجلباب قصير ولحيه فقط بل من الممكن ان يقابل سلفى مرتديا الكاب الميرى سواء كان شرطه او جيش أو حتى عسكرى مرور يكرمك بمخالفه سمينه لانك تضع الصليب فى السياره.

من الناحيه العمليه ..المسيحى المصرى من عيويه الجوهريه أنه يسلم بسهوله للمتعصب بينما فى كثير من الاحيان قد يحل المشكله التعصبيه شئ من التحدى والنديه))

((المسيحى المصرى يبحث عن الحل عند الكنيسه ورجل الدين المسيحى ويجلدهم اذا لم يجد الحل عندهم وهم ليسوا أطراف فى المشكله بل ايضا عندهم نفس المشكله وأكثر ويجلدهم لانهم لايحلون له مشكلته وفى نفس الوقت يقول لهم ابقوا فى معابدكم ولا تتكلموا فى غير الشان الدينى بإختصار المسيحى المصرى جزء أيضا من المشكله)).

في راى نحن جميعا نشكل المشكلة لو ان جارا مسيحيا تعرض لضغوط السلفيين الواضحين أو المختفيين فلن اتردد للحظه واحدة عن مساندته وهذا تكرر لأكثر من مرة اذ وقفت كحائط سد امام اضطهاد بعض الزملاء القبط ولكنني كنت افضل ان يكون هذا من خلال أحزاب و جمعيات المجتمع المدني التي تضم مصريين وليس متدينين
فعلا جزء من المشكلة استخدام الاسلام كسلاح يتراجع امامه الجميع ..

الظاهر إنها تقاليد مصرية لقد إستخدم قمبيز تقديس المصريين للاله (بس ) و وضع طابورين من القطط امام قوات الغزو فجعل المصريين يتراجعوا أمام مقدساتهم
((نحن شهود الواقع والشهادة للحق فرض وواجب خلقي علينا جميعا ..لسنا اغبياء لنعتقد ان كل الاقباط ملائكة وكل المسلمين شياطين ، نحن نعرف ومتأكدون ان مؤسسات الدولة ضالعة في الجريمة ولديها مرتزقة من الجانبين يعملون على طمس الحقائق وتهدئة وتخدير اقباط المهجر بنوع خاص.
وهذا ايضا ليس بسبق تاريخي، فالنازية الهتلرية كانت تستخدم اليهود الخونة والمرتعدين لخداع اليهود والرأي العام في الداخل والخارج بالتظاهر بالدفاع عن القضية اليهودية لتفتح لهم الابواب وبعد ذلك يمكنهم دس السم في العسل كما خطط لهم اسيادهم))

التأمر الحكومي ضد فئة معينه يبعد قليلا عن تصوراتي فالحكومة محتاسة فقط في مصائب السلفيين وغير قادرة علي مسايرتهم او ردعهم مما يجعلها تبدو انها تدير طابونه مش بلد

((اي الحكومات محتاسة؟ حكومة السيسي ام الحكومة السابقه، ام حكومة مبارك ولا حكومة السادات ولا عبد الناصر؟؟معلومة على الماشي المخابرات الامريكية لم تخاطر بخيرة جنودها لتقتل بن لادن في سريرة بباكستان بالقرب من اكبر معسكرات الجيش الباكستاني. الهدف كان دفاتر وكمبيوتر ومخازن معلومات زعيم الارهاب لمعرفة جميع خيوط المخطط الارهابي الاسلامي العربي.))

((لن ياتى الخلاص الا من خلال الكنيسة القبطية .. هذا ليس تعصبا منى او عنصرية دينية .. بل ان هذا يعنى ان تعود مصر لسابق عهدها .. عندما كانت ملاذا لابراهيم ابو الانبياء .. وليوسف الصديق ولكافة الاسباط .. ولكليم الله موسى .. وللمسيح وامه العذراء مريم .. وهذا لن يكون الا من الكنيسة القبطية ..)).

صديق أخر علماني أرسل يقول ((ما جدوي المسيحية للمصريين. هل انجزت شيئا علي طريق دفاعهم عن انفسهم او وطنهم او للارتقاء بثقافة المعرفة استخلاصا لها من بين انياب الكهنة الفراعنة محتكروا المعرفة والتي اخذها منهم اليونانيون. ؟ اسئلة تحتاج الي حفر من نوع آخر في العقل الباطن لهذه الكتلة البيولوجية المسماه المصريين )) .. و هو ما أرجو أن أعرضة في الحلقات التالية ..(( نكمل حديثنا باكر )).