الأقباط متحدون | حوار بين النفس والقلم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٥٧ | الثلاثاء ١٦ نوفمبر ٢٠١٠ | ٧ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٠٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حوار بين النفس والقلم

الثلاثاء ١٦ نوفمبر ٢٠١٠ - ٣٧: ١١ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القمص أفرايم الأورشليمي
جلست أكتب في هذا الصباح على مكتبي وأمام جهاز الكمبيوتر الصغير، أخذت أضرب بأناملي علي الكيبورد لأكتب إليكم أعزائي.. توقَّفت قليلاً لأحضر شيئًا من درج المكتب؛ فوجدت قلمي الحبيب لسنوات طوال يبكي! إنه ينزف وكأنه ينزف دمًا أحمر أو دموعًا غريزة.. وجدته يسألني: هل أصبحت مرفوضًا؟ هل لم أعد صالحًا بعد للخدمة؟

غيَّرت موضوع الكتابة لأكتب لكم هذا الحوار الذى دار بين جنبات نفسي. تذكَّرت كم كان عزيزًا عليّ، فقد أهداه لي شخص عزيز على قلبي وفي مناسبة عيد ميلادي منذ عشرين سنة! قلت له: لست بمرفوض يا قلمي العزيز؛ لأني أحتفظ بك ولك لدي عزيز الذكريات.
قال لي: لم تعُد تأخذني معك في كل خروج لأزين جيبك؟ ولم تعد تكتب بي أجمل الكلمات؟ قلت لقلمي العزيز: لقد تطوَّر العلم ولم يعد الإنسان يكتب في دفاتر مذكرات، ولا بالقلم الحبر، ولا حتي بالقلم الجاف.. قال لي: كنت كاتب أسرارك ورسائلك، والصديق الوفي لجيبك ولأصابعك، وسأبقى وفيًا لك حتي لو لم تستخدمني، ربما يأتي اليوم الذي تستخدمني فيه. ويكفي منك الوفاء في الاحتفاظ بي، وتذكُّر أيامنا الحلوة..

قلت لقلمي وصديقي القديم: أعذرني يا صديقي على عدم استخدامك الآن، فأنا أحتفظ بك لما هو أهم.. وسأقوم بالتوقيع بك علي الأوراق الهامة، والتي أكتب فيها اسمي وما يحمله من سمة لا تُمحى عن شخصي وتعاملاتي مع الآخرين. لعل هذا يكون أفضل سبل الوفاء من وحي القلم.

لقد أثار فيّ الحوار بيني وبين قلمي القديم، العديد من الأفكار والأشجان. عندما خلقنا الله واهتم بنا، كان ذلك لهدف نبيل في فكر الله..  وعندما اهتم بنا الأهل لننمو ونتعلم، توقَّعوا منا الكثير..  وفي الكنيسة أيضًا حبوْنا نرضع لبن الإيمان، وشببنا وبلغنا نحيا محبة كنيستنا وأسرارها، وتتوقَّع منا الكنيسة أن نكون أوفياء لإيمانها وتراثها ونهضتها.. فهل نكون القلم الذي يكتب به الله علي صفحات قلوب الآخرين؟ وهل نعمل علي إدخال البسمة والسعادة وروح التضحية والمشاركة داخل أسرنا؟ وهل نكون حاضرًا مقروءًا لكنيستنا العريقة ومستقبل مشرق في ازدهارها؟ هل يستخدمنا الله لتوصيل كلمته ومحبته لمن نقابلهم.. أم يحتفظ بنا لمهام ربما تأتي أو لا نستغلها نحن؟ هل أنا أو أنت نمثِّل حالة هذا القلم المحتفظ به في الأدراج؟

هناك أناس يمكننا القول أن لا تأثير لهم في من حولهم، وهناك من لهم الحضور الدائم البنَّاء والمفرح ولاغنى عنهم لنا. وهناك من نتهرب من مقابلتهم ونتحسر أننا عرفناهم يومًا ما! هناك من نحمل لهم أطيب الذكريات ونتمنى أن يعود بيننا ما فات، وهناك من أثار لنا المشكلات وحتى في البعد عنهم لا ننجو من كلماتهم الجارحة!

فلنفكِّر يا أحبائي أي نوع من الناس نحن؟ وماذا نكتب علي صفحات الزمان وفي قلوب الآخرين؟ والأهم، ماذا تكتب في حياتك لتجيب عنه أمام الله في اليوم الأخير؟

ربي، استخدمني لصلاحك إلهي المحب الذي خلقني ويرعاني.. ربي الحبيب الذي يهبني المواهب والوزنات، صغير أنا يارب عن جميع ألطافك والأمانة التي صنعت مع عبدك، اكتب بي يارب كلماتك المعزِّية لنفسي والآخرين، ولا تجعلني أصمت إلا لتسبيحك، ولا أتكلم إلا لأمجدك وأشجِّع إخوتي .
ربي، لا ترفضني من أجل خطاياي، ولا تتركني وميولي لئلا أتورط، ولا تقُل لي يومًا، لم تعد صالحًا لأكتب بك.. أو سأحتفظ بك لمجرد الذكريات.. فإني أريد أن أكون في خدمتك الدائمة. 

ساعدني أن أكتب عنك وعن محبتك، وأن أكون بسمة ونسمة ورائحة ذكية لكل أحد، اشترك في العمل معنا في كل عمل صالح.

إني أريد أن أسلِّم نفسي قلمًا بين يديك تكتب بي ما تشاء ومتي تشاء؟ وعندما تمضي الأيام وتنتهي مهمتي في الحياة، ضمني إليك يا حبيبي لنكتب أعظم أنشودة محبة في بيتك الأبوي مسبحًا إياك بأنشودة النصرة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :