الأقباط متحدون | طفل شهيد عراقي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٥٤ | الاربعاء ٢ فبراير ٢٠١١ | ٢٥ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٩١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

طفل شهيد عراقي

الاربعاء ٢ فبراير ٢٠١١ - ٣٥: ٠٦ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نوري إيشوع
انا آدم, شهيد عراقي قبل ميلادي, في رحم أمي سمعت صراخ رفاقي و أخواتي, صوت خيل و رصاص و بارود و ألهبت نار الظلم و القتل أرضي و بيت أجدادي, أفسدوا حتى مع أمي همساتي, انا آدم طفل بريء و لكن شهيد عراقي قبل ميلادي, غزت بلادي جنود الشر و راية ابليس رفعوها من البوادي, دخلوا بلادي, قتل و نهب, و سرقة و سلب, قتلوا الطفولة و نزفت دماءها في الكنائس و دور العبادة, سرقوا تاريخنا الخالد, زرعوا سمومهم في أرضنا الطيبة , رموا أقذارهم في الوادي, طاردوا حتى طيور بلادي و أسكتوا البلبل الشادي, جعلوا أرض بلادي مقابر, و الجثث كالروابي.

انا آدم طفل عراقي و لكن شهيد قبل ميلادي, عمري أربع سنين, جئت للدنيا, لأرض أمجادي, لغرض نبيل و لهدف سامٍ غير عادي, يوم الأحد بعيد القديسين, لبستْ لباس العرس, أبيض و أحمر و وردة بصدري, أبيض, لون السلام و الطهارة, و أحمر, لون الحب و النضارة, وردة, رمز العطر و البخور, و حامل شمعة و ماشي من البيت الى كنيسة النجاةِ, عيني تدمع و أنا حافي, اتضرع الى ربي و أعرف اني طفل و لكن شهيد عراقي, أصرخ بلهفة و عيوني تنظر لمجد الخالق و اتضرع بحرقة و خشوع, يارب, يا رب, يا رب : أحمي بلادي و عرض أهلي و مجد أجدادي من الجن الخارج من جحور الوادي, يارب : أقمع شر الظالم و أنقذ الطفل الحالم, طفل رضيع حتى عيونهْ لم تفتح بعد على العالم, يارب أحمي بيتك, أحمي شعبك من الوحوش, من الذئابِ, من ساكني القبور و المغاور و لرب الشر تسجد و باسمه تنادي.

أنا آدم طفل عراقي و لكن شهيد قبل ميلادي, دخلت كنيسة النجاةِ, علت وجهي بسمة حلوة و انا أدري اني طفل عمري أربعة, و لكن شهيد عراقي قبل ميلادي, بيني و بين رب المجد لحظة, ملهوف لرؤية نور الخالق و أحضنه بالايادي, بَدأتْ الصلاةِ, وأهل العرس فرحين, و كان أجمل يوم للتلاقي, عيد الأبرار, بخور و ترانيم و أحلى الصلواتِ, أختلطت أنغام الكهنة و الشمامسة مع أصوات االملائكة, و أرواحهم الطاهرة تناجي أرواحنا كالأخواتِ.

في لحظة, و نحن في خلوة مع ربنا, نصلي و نركع و ننادي : يارب أحفظ العراق و انشر فيه أمنك و سلامك و أدحر الأعادي, فتحوا باب النجاةِ, عساكر أبليس مدججين بالسلاح و يغطيهم لباس الموت و موشحين بالسوادِ, قتلوا أول طالبي السلام و المحبة, الأباء الكهنة, أسكتوا بسلاح ربهم كل من بالحق ينادي, طفل ذات الأربعة أشهر صرخ في وجه الرعب دون وجل, طارده الموت برصاصة دون رحمة للطفولة و دون خجل و غطت جسمهْ الطري ثوباً أحمر, أكملوا على أمه برصاص كوابل المطر, صرخوا نحن أتباع رب الفسق و الدجل و سوف نذبح كل من يتبع يسوع الفادي.

انا آدم طفل عراقي و لكن شهيد قبل ميلادي, علا صوتي و ساد المكان الصمت! قلت لهم بصوت طفل شهيد لا يخاف من الأعادي : كافي, كافي , كافي قتل أهلي و أمي و أخواتي و كافي عبث في أرض بلادي, دار أجدادي!

جسمي نزف من وابل الأوغاد, قبل الوداع علت وجهي بسمة فرح و قلت للقاتل: جسمي تراب و فاني, أقتل, أذبح, فجر, أنا آدم طفل و لكن شهيد عراقي, أنا حفيد ملوك العراق و العالم يشهد أني أبن الأمجادِ, و أبشركم يا أعوان ابليس : يومكم قريب و استعدوا ليوم الحساب عند الوقوف امام عرش رب الأربابِ و ملك الملوك يسوع الفادي!!

ودعتْ أهلي و أرض أجدادي, التقتْ روحي مع أرواح أخواتي و مثل رف حمام حلقنا فوق سماء العراق و توجهنا للقاء الفادي.

أنا آدم طفل عراقي و لكن شهيد قبل ميلادي, أبشركم يا أجدادي: اني عائد مع الفادي, و أبشركم بعد اللحظة, تبقى أرضنا خضراء و أنهارنا دمعة وأشجارنا يعود يسكنها طيرنا الشادي و الويل لكم ايها الأعادي عند مجيء الفادي ديّان العبادِ!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :