الأقباط متحدون | لا بد مما ليس منه بد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٢٥ | الخميس ٢٤ فبراير ٢٠١١ | ١٧ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣١٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لا بد مما ليس منه بد

الخميس ٢٤ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: رمزى  حلمى لوقا
                 *بعد إحتفالات  رأس  السنة  كل  عام ،  ومع  إحتشاد كل  العوامل  لإدخال  البهجة والسرور  والتفاؤل  الى قلوبنا  ،  يداهم الكثير  منا  فى  صبيحة اليوم  التالى   إحساس مُبهم ،هو أقرب الى  الشجن  أوربما   القلق أو  كليهما  ، وهذا  الإحساس  ذاته   هاجمنى  ، وربما  هاجم الكثيرين غيرى ، بعد  بيان  السيد  عمر  سليمان نائب  الرئيس السابق، الذى  أعلن  فيه  نهاية  حقبة  وبداية حقبة  جديدة ، بتخلى الرئيس  محمد  حسنى مبارك عن منصبه  الرئاسى، وترك صلاحيات المنصب الرفيع  الى  المجلس  الأعلى  للقوات  المسلحة.

                 *وكما  يقولون ذهبت  السكرة  وجائت الفكرة 
                 فقد  أنهينا للتوّ  مرحلة عانينا  فيها جميعنا ما عانينا  ، واُلـقِينا  فى  سفينة  لا  نعلم  وجهتها  على  وجه  اليقين  ، فى بحر  بدا  هادئاً  رائقاً متصالحاً  معنا ومع الكون ، كما  بدت السفينة كما  لو  كانت  تشى  للجميع  أنها  ستمر بهم  الى  بر  الأمان،  وستوفر  لهم  الراحة  والرفاهية ، ولكن  ما أن  بدأت  السفينة  تتحرك الى  وجهتها  الغامضة ،  حتى  بدأ  القلق والشك يتسربان  الى  البعض  ، إعتقاداً  منهم   بأن الربَّان بدلا ً من  أن  يقوم   بتسكين  الركاب ، كلٌ فى  قـُمرته  ،  ترك ذلك  الأمر  لطائفة  من  الركاب إختارهم  بناءً على  أسسٍ  مبهمة  ، بل  ترك لهم  دفة السفينة ، يوجهونها  كيفما  شاءوا، وجلس هو  يرقـُب  المشهد من طرفٍ  قصِىّ .

                *  إن  القلق  الذى ينتاب بعض طوائف  المجتمع ، تجاه بعض التيارات  الدينية  التى  تتعاطى  العمل السياسىّ ، لِهُـو  أمرٌ  قديم ٌ قِدَمْ  نشأتهم ، وربما   كان  أمراً مبرراً، بسبب بعض  أرائهم  الفقهية  التى  تخص المرأة  والفن والثقافة والبنوك و المغايرين  لهم  دينياً  من  أقباط وشيعة وبهائيين وغيرهم، بالرغم  من  تأكيدهم  الدائم على  أنهم  يكفلون  حقوق المرأة  والأقباط    والأقليات  الدينية التى لم  نسمع بوجودها  فى  مصر  الا مؤخراً - وهو دليل  واضح على ما  كانت تعانى  منه  هذه  الأقليات  الدينية من  تمييز  وإقصاء  فى  الماضى  .

                *ولكننا  يجب  ان  نعترف أن  الإخوان المسلمين فصيلٌ سياسيٌّ له  وجود  فى الشارع المصرىّ ،  وهوالآن  الفصيل السياسى الأكثر  تنظيماً  وربما الأكثر  عدداً فى  الواقع  المصرى الحالى  بين المصريين   المنضوين  فى  العمل  العام  ، وسبق  لهم  إعتلاء  منبر  البرلمان المصرى  بخـُمس  مقاعده، كما  كانت  لهم  الغلبة  فى  مجالس  إدارات  عدد من  النقابات   والجامعات  ، ونالوا  إعترافاً سياسياً  خلال ثورة يناير، وبالتالى  سيكون  لهم وجوداً سياسياً  ملحوظاً -  شئنا  أم  أبينا - فى  الفترة  القادمة ، وخاصة  بعد إنهيار الحزب  الوطنى، وتملص  معظم أعضاءه و رموزه من  شبهة  الإنتماء إليه  ، كما أن  الأحزاب  الأخرى  لم تستطع  فى  هذا  الوقت  الوجيز  ،  أن ترتب  أوضاعها  وتعلن برامجها  وتلتحم بشكل حقيقىّ مع  الشارع  المصرىّ ،   إن  مقدار تواجد الاخوان فى  الأيام  القادمة  سيعتمد على  فاعلية الأحزاب  والبرامج  الأخرى  فى إجتذاب الناخب  المصرى  بعيدا  عن  البرامج  والشعارات التى  تتحد  مع  الدين أو  تنطلق  منه  .

              *ومع  أخذ  تلك  الفرضيات  فى  الإعتبار  لابد  من الإعتراف  بجماعة الإخوان   كقوة  سياسية صاعدة ، و التعامل  معهم ،  بل  و  ربما الترحيب  بهم ،  وإجراء حوار حقيقى بناء ،لاستجلاء  المخاوف والشكوك، والوصول  الى  أرضية  مشتركة  للتعايش فى  سفينة  الوطن  ،  التى لن  يستطيع أحد أن  يلقى  بالآخر-  كل الآخر  - فى لـُجـَّة  البحر  وينفرد  هو  بها ،  كما إن  تجاهل تيار  بهذا الحجم والتأثير ،لا يعنى  بالضرورة  درأ دوره  وتأثيره.

              *كما  على  الاخوان  الذين  طالما أكدوا – إعلاميا  - على  كفالتهم لحقوق الآخر  - المخالف  لهم -  ان يكشفوا  ما استغلق  على  الآخرين ، ويعلنوا بوضوح برامجهم العملية ، بعيداً  عن التنظيرات الشعاراتية  المعروفة والمعلنة منذ  زمن بعيد، ويحولوا  تلك   الطمأنة  الأعلانية  الشفهية  الى  اطمئنان حقيقى وواقعى  .

كما  عليهم  أن  يبرزوا  التيار  الأكثر  إعتدالا الى  الواجهة وينحوا  جانباً  التيار  الأكثر تشدداً ،  إن جاز لنا  ان نمايز بين  تيارات  داخل  الجماعة ، ولأنهم  الفصيل  السياسى  الذى  إستطاع  ان  يقتطف  لنفسه -  بطريقة  أو  بأخرى - النصيب  الأوفر  من ثمار  الثورة ، فعليهم  الدور  الأكبر فى  تهدئة  المخاوف  والشكوك  المثارة  حولهم ، وعليهم  ان  يسعوا  هم بوتيرة  أسرع  الى  الحوار، كما  عليهم  أن  يكبحوا  جماح  تطلعاتهم ، ليحققوا  الدولة  المدنية  التى  نادت بها الثورة  ، والتى شاركوا  هم  أيضاً  فيها على  ذات المبدأ.

  ان  الجماعة  ربما  تكون  مسئولة  عن  الصورة  الذهنية   لدى المخالفين  لها  فى  الرأى ، وإلا لماذا  فشلت فى  رد  المتخوفين   عن  مخاوفهم  وشكوكهم ، بالرغم  من إشتراكهم  الفعلى  بنصيب  وافر من مقاعد  المجلس  النيابى  على  مدار  الخمس سنوات  الماضية .

            *  اننا  ننادى  بالوحدة  الوطنية ، و لا  نسعى  أبدا  خلف  خطابٍ  طائفىّ، و نتوقع  أن  تتحرر  عقولنا  من  أسر الماضى، كما  تحررنا  من ذل  العبودية  والظلم ، وننتظر أن ننطلق  إلى  الغد ، فى  ظل  دولة  مدنية ، مصونين  بحرية الرأى و  الفكر  والعقيدة،  غدٌ   يشارك فى  صياغته مختلف  ألوان الطيف السياسى  بما  فيهم  الإخوان   .

إننا  عشنا  تحت  الحكم  الاسلامى المدنى منذ  دخول الإسلام الى  مصر ، وسنظل كذلك بحكم  التركيبة  الديموغرافية  للشعب  المصرى ، فلا  غضاضة  فى  ذلك طالما يتم  ذلك  وفق  ممارسة  ديمقراطية  سليمة ، وطالما ظل  حكماً مدنياً ،دون  الإرتكان لنصوص دستورية  وقانونية تكرس  الفرز و التمييز .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :