- بركات الثورة.. "ماهر الجوهري" يغادر البلاد وضابط أمن دولة يعتذر له!
- الجيش يطلق سراح المقبوض عليهم من دير الأنبا بيشوي
- مصدر مطَّلع بدير الأنبا "بيشوي" يطالب بمحاكمة المسئول عن إطلاق الرصاص الحي على الرهبان
- انتقادات للكنيسة، ورمزي: ثورة 25 يناير أطاحت بالوصاية السياسية على الأقباط!
- بلاغ للنائب العام ضد "العادلي" يتَّهمه بالتواطؤ في جريمة اختفاء السيدة المختفية بأولادها بـ"العاشر"
لا بد مما ليس منه بد
بقلم: رمزى حلمى لوقا
*بعد إحتفالات رأس السنة كل عام ، ومع إحتشاد كل العوامل لإدخال البهجة والسرور والتفاؤل الى قلوبنا ، يداهم الكثير منا فى صبيحة اليوم التالى إحساس مُبهم ،هو أقرب الى الشجن أوربما القلق أو كليهما ، وهذا الإحساس ذاته هاجمنى ، وربما هاجم الكثيرين غيرى ، بعد بيان السيد عمر سليمان نائب الرئيس السابق، الذى أعلن فيه نهاية حقبة وبداية حقبة جديدة ، بتخلى الرئيس محمد حسنى مبارك عن منصبه الرئاسى، وترك صلاحيات المنصب الرفيع الى المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
*وكما يقولون ذهبت السكرة وجائت الفكرة
فقد أنهينا للتوّ مرحلة عانينا فيها جميعنا ما عانينا ، واُلـقِينا فى سفينة لا نعلم وجهتها على وجه اليقين ، فى بحر بدا هادئاً رائقاً متصالحاً معنا ومع الكون ، كما بدت السفينة كما لو كانت تشى للجميع أنها ستمر بهم الى بر الأمان، وستوفر لهم الراحة والرفاهية ، ولكن ما أن بدأت السفينة تتحرك الى وجهتها الغامضة ، حتى بدأ القلق والشك يتسربان الى البعض ، إعتقاداً منهم بأن الربَّان بدلا ً من أن يقوم بتسكين الركاب ، كلٌ فى قـُمرته ، ترك ذلك الأمر لطائفة من الركاب إختارهم بناءً على أسسٍ مبهمة ، بل ترك لهم دفة السفينة ، يوجهونها كيفما شاءوا، وجلس هو يرقـُب المشهد من طرفٍ قصِىّ .
* إن القلق الذى ينتاب بعض طوائف المجتمع ، تجاه بعض التيارات الدينية التى تتعاطى العمل السياسىّ ، لِهُـو أمرٌ قديم ٌ قِدَمْ نشأتهم ، وربما كان أمراً مبرراً، بسبب بعض أرائهم الفقهية التى تخص المرأة والفن والثقافة والبنوك و المغايرين لهم دينياً من أقباط وشيعة وبهائيين وغيرهم، بالرغم من تأكيدهم الدائم على أنهم يكفلون حقوق المرأة والأقباط والأقليات الدينية التى لم نسمع بوجودها فى مصر الا مؤخراً - وهو دليل واضح على ما كانت تعانى منه هذه الأقليات الدينية من تمييز وإقصاء فى الماضى .
*ولكننا يجب ان نعترف أن الإخوان المسلمين فصيلٌ سياسيٌّ له وجود فى الشارع المصرىّ ، وهوالآن الفصيل السياسى الأكثر تنظيماً وربما الأكثر عدداً فى الواقع المصرى الحالى بين المصريين المنضوين فى العمل العام ، وسبق لهم إعتلاء منبر البرلمان المصرى بخـُمس مقاعده، كما كانت لهم الغلبة فى مجالس إدارات عدد من النقابات والجامعات ، ونالوا إعترافاً سياسياً خلال ثورة يناير، وبالتالى سيكون لهم وجوداً سياسياً ملحوظاً - شئنا أم أبينا - فى الفترة القادمة ، وخاصة بعد إنهيار الحزب الوطنى، وتملص معظم أعضاءه و رموزه من شبهة الإنتماء إليه ، كما أن الأحزاب الأخرى لم تستطع فى هذا الوقت الوجيز ، أن ترتب أوضاعها وتعلن برامجها وتلتحم بشكل حقيقىّ مع الشارع المصرىّ ، إن مقدار تواجد الاخوان فى الأيام القادمة سيعتمد على فاعلية الأحزاب والبرامج الأخرى فى إجتذاب الناخب المصرى بعيدا عن البرامج والشعارات التى تتحد مع الدين أو تنطلق منه .
*ومع أخذ تلك الفرضيات فى الإعتبار لابد من الإعتراف بجماعة الإخوان كقوة سياسية صاعدة ، و التعامل معهم ، بل و ربما الترحيب بهم ، وإجراء حوار حقيقى بناء ،لاستجلاء المخاوف والشكوك، والوصول الى أرضية مشتركة للتعايش فى سفينة الوطن ، التى لن يستطيع أحد أن يلقى بالآخر- كل الآخر - فى لـُجـَّة البحر وينفرد هو بها ، كما إن تجاهل تيار بهذا الحجم والتأثير ،لا يعنى بالضرورة درأ دوره وتأثيره.
*كما على الاخوان الذين طالما أكدوا – إعلاميا - على كفالتهم لحقوق الآخر - المخالف لهم - ان يكشفوا ما استغلق على الآخرين ، ويعلنوا بوضوح برامجهم العملية ، بعيداً عن التنظيرات الشعاراتية المعروفة والمعلنة منذ زمن بعيد، ويحولوا تلك الطمأنة الأعلانية الشفهية الى اطمئنان حقيقى وواقعى .
كما عليهم أن يبرزوا التيار الأكثر إعتدالا الى الواجهة وينحوا جانباً التيار الأكثر تشدداً ، إن جاز لنا ان نمايز بين تيارات داخل الجماعة ، ولأنهم الفصيل السياسى الذى إستطاع ان يقتطف لنفسه - بطريقة أو بأخرى - النصيب الأوفر من ثمار الثورة ، فعليهم الدور الأكبر فى تهدئة المخاوف والشكوك المثارة حولهم ، وعليهم ان يسعوا هم بوتيرة أسرع الى الحوار، كما عليهم أن يكبحوا جماح تطلعاتهم ، ليحققوا الدولة المدنية التى نادت بها الثورة ، والتى شاركوا هم أيضاً فيها على ذات المبدأ.
ان الجماعة ربما تكون مسئولة عن الصورة الذهنية لدى المخالفين لها فى الرأى ، وإلا لماذا فشلت فى رد المتخوفين عن مخاوفهم وشكوكهم ، بالرغم من إشتراكهم الفعلى بنصيب وافر من مقاعد المجلس النيابى على مدار الخمس سنوات الماضية .
* اننا ننادى بالوحدة الوطنية ، و لا نسعى أبدا خلف خطابٍ طائفىّ، و نتوقع أن تتحرر عقولنا من أسر الماضى، كما تحررنا من ذل العبودية والظلم ، وننتظر أن ننطلق إلى الغد ، فى ظل دولة مدنية ، مصونين بحرية الرأى و الفكر والعقيدة، غدٌ يشارك فى صياغته مختلف ألوان الطيف السياسى بما فيهم الإخوان .
إننا عشنا تحت الحكم الاسلامى المدنى منذ دخول الإسلام الى مصر ، وسنظل كذلك بحكم التركيبة الديموغرافية للشعب المصرى ، فلا غضاضة فى ذلك طالما يتم ذلك وفق ممارسة ديمقراطية سليمة ، وطالما ظل حكماً مدنياً ،دون الإرتكان لنصوص دستورية وقانونية تكرس الفرز و التمييز .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :