الأقباط متحدون | الثورة نفسيًا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٠٦ | الخميس ١٠ مارس ٢٠١١ | ١ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٢٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الثورة نفسيًا

الخميس ١٠ مارس ٢٠١١ - ٥٤: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: هاني رمسيس
الثورة .. كلمة لها وقع خاص فى ضمير المصريين ، جعلت من 25 يناير 2011 حدثاً حتمياً و دراما قدرية خاصة  ؛ فهى فى كتب التاريخ و فى رقوق الحفائر وعلى وجوه المومياوات ، منقوشة على الجدران فى المعابد و الكنائس و المساجد . تتراقص على أوتار الربابة فى حكايات أبى زيد الهلالى ، تسكن المواويل و تقتحم خيال الأطفال و هم جلوس فى مدارسهم . هى رسالة الأنبياء و الأولياء و القديسين ، مدفونة فى وجدان الكهول ، ثائرة فى نفوس الشباب . هى حديث السمر فى ليالى القمر بين الفلاحين . هى دائما تراود أحلام العذارى . هى غضب البحر و فيضان النيل و شموخ النخيل .
لكل هذا و أكثر ظهر ميدان التحرير كمعبد فرعونى ، بجدرانه و مسلاته ينادى من يملأها نقشاً بالحروف و الرسوم و النغمات .

الكل يبحث كيف يكون جزءاً من التاريخ ، تراوده صورته المستقبلية التاريخية أمام عينيه و يستشرفها فى أعين الأحفاد و بين شفاههم ، فكان من ثار و من شجع و من صفق و من شاهد و من سجل و من صور و من كتب و من غنى و من عالج و من صرخ و من بكى و من هتف و من أطعم و من حلق للناس مجاناً و من وقف أمام الدبابة ملوحاً بعلامة النصر ليلتقط صوراً تذكارية .
وكان من نادى إلي الثورة و من أشعلها و من بدأها و من ركب على موجتها و من استغلها و من استفاد منها و من راقبها تنضج و من حاول قطف ثمارها .
الكل فى الصورة ينظر نحو الكاميرا ، لكن عند التدقيق تجد كل عين تنظر فى إتجاه مختلف ، فليس كل من فى الصورة قد ثار ، و ليس كل من ثار قد ثار لنفس أسباب ثورة الآخرين .

ثمة نوع من الصمت الملفوف فى الخوف و الممزوج بالأمل ، يخيم على الصورة ، أمل الليبراليين فى خلق وطن ليبرالى و قلق الأقباط من تمكن قوة إسلامية راديكالية من حكم مصر ، يوازيها أمل و طاقة متفجرة داخل جماعات الإسلام السياسى للتسلط و فرض أجنداتهم .

بالوقت تتضح الفوارق أكثر فأكثر ، فلابد من لون أن يتفوق على الآخر ، فمصر الآن فى حالة شد بين دعاة المدنية و دعاة الرجعية ، بين قوى الليبرالية و قوى الفاشية الدينية ، و بالوقت قصر أو طال فحتمية الصراع بين الطرفين لابد منها .
و لأن حبة الحنطة إن لم تمت فى بطن الأرض لا يمكن أن تنبت و تعطى ثمراً ، هكذا مصر و هكذا كانت الثورة  المصرية حتمية الحدوث عاجلاً أم آجلاً .... لكن السؤال : هل الثورة هى مرحلة الإنبات أم مرحلة الموات .... هل هى الخلاص أم ننتظر ثورة أخرى ... هذا ما سوف تجيب عليه الأيام القادمة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :