الأقباط متحدون | ألستَ ظالماً...؟ بقلم المحامي نوري إيشوع
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٣١ | الأحد ٤ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٣ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ألستَ ظالماً...؟ بقلم المحامي نوري إيشوع

الأحد ٤ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم المحامي نوري إيشوع

في زمانٍ أنقلبت فيه الموازين, فقدنا فيه الآمان, تبكي العدالة و تناشد الظلم لاحقاق الحق و ترجيح كفة الميزان! ترتعش الحقيقة و تختفي وراء الجدران عندما يصرخ الظالم و يلبس ثوب الإيمان لانها تدرك جيداَ دموية الذئاب التي تلبس ثياب الحملان.
أنقلبت الموازين و غابت شمس الإنسان, أصبح الراعي يبيع خرافه للتجار بارخص الأثمان, والأمين على الأرواح خان الأمانة و سلمها لإبليس و فاز بجدارة في الإمتحان, و الخادم علموه الخطاب و كيفية العزف على إيقاع عقول البسطاء و الدخول الى جنات الخلد في الإحلام, أناشيد, أنغام و الحان, تناقضات, كلام غير مسؤول يتغير وفقاً للمستمعين و الأوقات و المكان.


أنقلبت الموازين و أصبحنا في عالم تسوده شريعة الغاب نزعوا منا مقاعدنا, رمونا على قارعة الطرق و احتلوا بيتنا و جلسوا غصباً عنا في صدر الديوان, نزعوا المحبة من القلوب, زرعوا البغضاء بين الأحبة و لم تنجو منهم حتى الشعوب, أستبدلوا النور بالظلمة, و غيروا جهات الإرض فجعلوا شروق الشمس من الغرب و غروبها من الشرق و نثروا بين الأشواك أجمل الورود.


أنقلبت الموازين فزاد الحزن و الأنين, تشردت المحبة و تاهت دون معين, تنتظر من الظالم نظرة حنين! الصدق أصبح كالأحجار الكريمة مدفوناً في المناجم, يتغنى به المنافق و صورته عن لسانه لا تفارق, النزاهة تخفت في ثياب الجشع لتقي نفسها من إفتراء الحاكم الظالم و هو بحاله المزيف عالم.
أنقلبت الموازين و تغيرت الألوان, الأبيض الناصع, عنوان الطهارة, اليوم يخجل و أخذ يتباهى بالسواد عنوان الديمقراطية المدنية و الإيمان و الحضارة, الأحمر الذي كان لوناً للحب, لا يتوانى عن التباهي بانه كان و لا زال رايةً للسيف و عنوان للعنف و لقرارات الأفتراء و ثيابه منسوجة من دماء الأبرياء و مغسولة بدموع المساكين الحيارى, الأخضر عنوان الخصب و النضارة يتنكر و يعلن على الملأ بانه مزيج من لون البارود و الدمار و الأضطهاد و أصله لم يكن إلا من رماد سيكارة.


أنقلبت الموازين, باع الأب للضياع البنين, خان الأمانة, أنكر البنوة, و غدر بالمؤمنين وطعن في عقيدة والديه و الأقارب و كل البسطاء بعد إيمان زاد عن مئات السنين و جعلهم بتمرده الغير مسبوق من المشركين.
أنقلبت الموازين و الراعي الأمين كما يدعي في كل حين, فتح بيت المال أمام المتهورين, فتح باب حظيرة الخراف للمتوحشين, طرد الخروف التائب المومن و أدخل الخائن و المتمرد و المخالف لأبسط الحقوق و أعطاه السلطة لحفر اركان البيت و هدمه على رأس الصادقين.
و لكن يا أمين: هل أنتَ فعلاً تستحق لقب الراعي الأمين؟ هل ينطبق عليك ما جاء في الكتاب المقدس مثل الراعي الصالح الذي لقي خروفه الضال و فرح به و خرج عن حاله الحزين؟


" و ياتي الى بيته ويدعو الاصدقاء والجيران قائلا لهم افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال" لو :6:15و لكننا نعود و نقول بان الرب صادق و وعوده صادقة و هو يمهل و لا يهمل. كو 25:3 "واما الظالم فسينال ما ظلم به وليس محاباة"
كندا مونتريال في3/12/2011

 

 

 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :