- هل القادم "أسداً"!؟
- الفجر يؤكد: "مرسي" سرق مشروع النهضة من شباب الثورةو الأب "رفيق جريش" لـ"فتشوا الصحف": الأقباط نجحوا في إقصاء من أقصاهم
- انتخابات الرئاسة.. الإعادة قائمة
- بالفيديو .. أســـر "أبو قرقاص "تصرخ للــحاكم العسكري أمام دار القضاء العالى
- علاء الأسواني: فلنتحد مع الإخوان والإسلاميين ضد شفيق الفاسد الدموي ومن ينتخبه مغفل!!
الفراعنة والثورة الاجتماعية
بقلم- لطيف شاكر
قامت الثورة الأولى في التاريخ في "مصر القديمة" عام 2280 ق.م، في أعقاب الأسرة السادسة، وأطلق عليها الفراعنة "ثورة الرعاع"، فقد انتهز زعماء الثورة فرصة انشغال الجيش في الدفاع عن حدود البلاد، وأخذوا يعملون على تنظيم صفوفهم وبث دعوتهم وجمع السلطة في أيديهم.
وقد ساعدهم على ذلك أن الملك "بيبي الثاني" عاش قرنًا كاملاً، وحكم البلاد 94 سنة، فكانت شيخوخته الطويلة حافزًا لهم على التمادي والتمهيد للثورة. فعندما تولى ابنه الحكم خلعه الثوار في السنة الأولى من اعتلائه العرش، واختلف المؤرخون في مصيره.
بدأت الثورة بمجموعة من المنشورات والشعارات كانت الأولى من نوعها في العالم القديم.. نص إحداها المنقوش على إحدى لويحات "الاوستراكا": "الأرض لمن زرعها.. والحرفة لمن احترفها، وليس للسماء وصاية على الأرض."
نادى الثوار بأنه ليس هناك سيد ومسود, وليس هناك رئيس ومرؤوس, الجميع سواء، والجميع أحرار.. ليست هناك محاكم أو سجون؛ لأن القوانين والأحكام ضد الحرية، وليس هناك تشاريع تقيد الناس بالسماء، لأن الإله لا وجود له.
بدأت الثورة بهجوم الرعاع على مخازن الحكومة، فقتلوا حراسها، واستولوا على ما كان بها، ونهبوا الأسواق والتجار، واستولوا على المساكن، ونهبوا محتوياتها، واعتدوا على السكان، وطردوا الموظفين من دواوين الحكومة.
استولى الفلاحون على محاصيل الأراضي وثماري البساتين، واستولى قطاع الطريق على المواشي الموجودة بالقرى والدواب الموجودة بالمدن والطرقات.
فتحت أبواب السجون ليخرج اللصوص والمجرمون للاشتراك في الثورة, وأغلقت المحاكم بعدما طردوا القضاة, وأُغلقت المعابد، وشُتت الكهنة وأُغلقت معابدها وبيوت الحياة، واُعتقل العلماء والمثقفون، وسارت البلاد بخطوات واسعة نحو التفكك والانحلال، وتسلل البدو والليبيون إلى بلاد الدلتا لينشروا الخوف والزعر. أما مناطق الصعيد، فقد انقسمت إلى ولايات استقلت عن بعضها البعض وتحوّلت إلى نوع من الإقطاع, وحاول كل منهم الانقضاض على الأقاليم والولايات المجاورة ليضمها إلى ملكه, فسادت الفوضى وفلت الزمام من أيدي قادة الثورة نفسها.
وقد نجح الحكيم "أبيور" في وصف الثورة وأحداثها في برديته التي تعتبر من أدق سجلات تاريخ الثورة، وقد وصف "مانيتون" المؤرخ المصري الشهير الثورة "بأن مصر حكمها سبعون حاكمًا لمدة سبعين يومًا، وأطلق عليهم في قوائمه بالأسرة السابعة"، وهو ما فسرته بعض المصادر بأن مجلس الثورة كان مكونًا من سبعين عضوًا، اتفقوا على أن ينفردوا بالحكم، كل واحد منهم لمدة يوم واحد على التوالي، وقد وصفهم الكاهن "نفرايهو" بقوله: "ذهب حاكم ليحل محله سبعون حاكمًا يملأ الشر قلوبهم".
ووصفهم "ايسوور" الحكيم بقوله: "لقد أصبح يجلس على كرسي العرش سبعون فرعونا بدلاً من فرعون واحد، كانوا دائمًا على خلاف فيمن يعلو صوته على الآخرين"، كما ذكر بعض المؤرخين أن مدة حكم الأسرة السابعة قد استمرت سبع سنوات، حلت محلها الأسرة الثامنة التي قامت خلالها الثورة الثانية.
كما ذكر "مانيتون": بدأت مرحلة جديدة من مراحل ثورة التصحيح التي حاول فيها الحكام التقرب من الشعب وإزالة الكثير من آثار الثورات، ومحاولة إعادة الأمن للبلاد، وفتح المحاكم, ولكن البلاد تعرضت- لسوء حظهم- إلى موجة من موجات القحط والمجاعة, حين توقف فيضان النيل لمدة سبع سنوات للمرة الثالثة، كان أولها مع بدء الثورة الأولى. وكان التدهور الاقتصادي سببًا في انشقاق الأقاليم على سلطة الحكام، وظهور نوع جديد من الإقطاع والحرب الأهلية بين مختلف الأقاليم، مما مهد لقيام أمراء طيبة بحملة تطهير البلاد.
يعتبر عصر تلك الثورة بمختلف مراحلها وتوالي أسراتها من الألغاز التاريخية التي اكتنفها الغموض، واكتفى المؤرخون القدماء بتسميتها بعصر الاضمحلال أو الظلام الحضاري، والتاريخ يعيد نفسه، وهذا هو حالنا اليوم.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :