الأقباط متحدون | عزيزي رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٥٠ | الخميس ٢ مايو ٢٠١٣ | ٢٤ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٤ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

عزيزي رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير

الخميس ٢ مايو ٢٠١٣ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم شريف منصور 
معقبا عليك احتراما لحق الحوار سأعقب عليه فقرة فقرة ولنجعل الحكم بيننا القارئ الكريم . 
الفقرة الاولي من ردك علي مقالي جاء فيه :- 
"لا أدري ما الذي جعل الكاتب شريف منصور في موقع الأقباط متحدون يستشيط غضبا هكذا من مقالي الأخير الذي يحمل عنوان "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!" هل لأني زيلت المقال بصفتي رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر، فلم تعجبه جملة "ولاية مصر"؟ أم لأني توجهت بالخطاب لتيار الإسلام المعتدل أو الوسطي بألا يخجلوا من المطالبة بالدولة الإسلامية، كما يطالب العلمانيون بالدولة العلمانية أو الدولة المدنية؟" 
الرد :- أولا أنا لم أستشيط غضبا . لان الغضب ليس من سمة من السمات التي أتحلي بها .  فالإنسان الذي يبغي حوار بناء بينه و بين إنسان ضل طريقه إلي حب الوطن. لا يستشاط غضبا منه. بل نحزن عليه و نشفق علي شتات ولاءه لأنه  كإنسان فقد عذرية وطنيته،. 
كونك زيلت المقال بصفتك كرئيس المكتب الاعلامي لحزب التحرير فهذا حقك أن تكتب بصفتك الحزبية او بصفة عملك . ولكن يا عزيزي ليس من حقك ولا من حق أي إنسان أن يصف مصر بالولاية. فمصر العظيمة بشعبها وحضارتها ليست ولاية ولن تكون ولاية. ولا يوجد دولة في عالمنا هذا تستطيع أن تحتوي مصر فيها علي أنها ولاية . 
اما عن المطالبة بالدولة الإسلامية بلا خجل كما يطالب العلمانيون بالدولة العلمانية او الدولة المدنية فهنا التبس عليك الأمر تماما. 
عزيزي هناك فارق عظيم بين  المطالبة بالدولة الإسلامية التي لا تحترم الاخر و تعاملة معاملة الذمي الاقل درجة من المسلم . فمطالبتك بالدولة الإسلامية تقصي الآخرين حقهم في دولة يكون فيها المواطنين سواء . 
فالدولة الإسلامية شرعها الذي يشرعه الإسلاميين بناء علي تفسيراتهم التي تحلل الحرام وتحرم الحلال متخبطين بين أربعه مذاهب فاحدهم يحلل والأخر يحرم نفس الشيء. هنا فقط تصبح دولتكم في مهب الريح. و تاريخ غزاة مصر من الفاطميين و المماليك و من هم علي شاكلتهم غيروا الاسلام في مصر عدة مرات. فقل لنا الدولة اليوم تتبع احد المذاهب فتميل إلي تفاعيل المذهب التي تميل إليه ، وغدا تميل الدولة ميل مذهب أخر فتميل الدولة حسب ميل المذهب الأخر. ورأينا من تاريخ مصر ما يكفينا ان نعرف النتيجة. ولا تنسي أن الدولة الإسلامية التي تتكلم عنها لا يوجد لها معالم محددة تتوافق مع ما وصل إليه العالم في القرن الحادي و العشرين. فالعالم أصبح اعقد بكثير من أن تتخيلوا أنكم تستطيعوا أن تحكموه بمبادئ أئمة و مفسرين و نصوص جمدتها عقول تقوقعت في مظاهر الدين ولم تخرج منه إلي حيز العالم. أنا لا أنكر عليك حقك في تفكيرك في دولة أسلامية كما تشاء. ولكن لا تنكر حقي في دولة تعاملني معاملة المواطن لا أتميز فيها بسبب عقيدتي ولا بسبب جنسي او لون بشرتي او مستوي تعليمي او حسبي ونسبي أو بسبب انتمائي الحزبي. لا يوجد أي عيب في الدولة المدنية فان الدولة المدنية لا تمنعك عن دينك ولا تردك عن عقيدتك ولا تتعدي علي حقوق ممارسة شعائرك الدينية. الفارق أنها تمنع تعدي أي عقيدة علي العقائد الاخري . الكل سواسية في الوطن. و لا تنسي أن أهم الفوارق بين الدولة المدنية و الدولة الإسلامية هو الفارق بين القلم و السيف . فالدولة المدنية تمرح فيها الأفكار و لا تمنع الإبداع و لا تكبت الحريات ولا تتستر عليها بقوانين مستقاة من دعاة الدين الذين نراهم اليوم يشترون ببخس ألاثمان وهم ضائعون مباعين لمن يشتري. 
 
الفقرة التالية من خطابكم جاء فيه :-
فهو قد كتب مقالا في الموقع المذكور يوم الجمعة 26-4-2013م بعنوان" أدوار الدولة الإسلامية"، وأنا لا أدري أهو مسلم أم قبطي، وإن كان تحديد هويته الدينية لن يغير من الأمر شيئا، فالكاتب على أية حال يهاجم الدولة الإسلامية ويتهكم عليها تهكما شديدا دون أن يقدم بديلا حقيقيا لها، ودون أن يبيِّن وجهة نظره هو في الحل الأمثل. فهو في بداية مقاله يعدد أسماء ولايات للدولة الإسلامية، وفي نهاية مقاله يطالبني بأن أفسر له ماذا أقصد "بولاية مصر"، ولعل كلامه في مقدمة مقاله يفسر له ماذا أقصد، إلا إذا كان الكاتب الهمام لا يعرف تاريخ بلده جيدا وأنها كانت مذ فتحها عمر بن العاص ولاية من ولايات الخلافة الإسلامية التي كانت الدولة الأولى في العالم لقرون عدة، وإلا إذا أراد السيد منصور أن يمسح كل هذا التاريخ العظيم بجرة قلم، ويؤرخ للدولة المصرية بداية من الحكم الروماني ثم البيزنطي لمصر الذي أذل الأقباط وغيرهم من أهل مصر ردحا من الزمن مستثنيا الفتح الإسلامي الذي غير مجرى التاريخ، وهل يبدأ هذا التاريخ بالنسبة للسيد منصور من الدولة العلمانية التي حكمت مصر بعد ثورة 23 يوليو مرورا بعصر السادات وانتهاء بعصر مبارك الذي أنهى حكمه الفاسد الجائر بجريمة تفجير كنيسة القديسيين بالإسكندرية؟! فيبدو أن للكاتب حنيناً لعصر الظلم والاضطهاد الذي طال جميع فئات الشعب المصري بما فيهم الأقباط، فالأقباط لم يتعرضوا لمثل هذا الاضطهاد في ظل دولة الخلافة الإسلامية.
الرد :- انا لم أتهكم علي الدولة الإسلامية لأنه لم يوجد و لا يوجد دولة إسلامية من أساسه . فكيف أتهكم علي شيء وهمي لا وجود له من الأساس. فالدولة الإسلامية التي تتحدثون عنها ما هي إلا وهم ومحض خيال لا يمكن تنفيذه علي ارض الواقع. و إلا فما رأيك أن تقول لي أين هي التجربة الإسلامية التي تستطيع أن تستشهد بها وتعطينا مثال من الواقع علي تلك الدولة الوهمية. فكل الدول الإسلامية التي نعرف انها تحمل الهوية الإسلامية نري العدل فيها منزوع و الفقر فيها مدقوع و الظلم الطبقي و الاجتماعي يرعى فيها بلا أي خجل. الشعب مملوك فيها لملوك اختصوا لأنفسهم بثروتها وملذات العيش ورغده  يأتمرون علي شعوبهم باسم الدين . 
و من فضلك لا تستخدم كلمة فتح عندما توصف غزو العرب لمصر. و لا تقول ان الدولة الإسلامية كانت الدولة الأولي في العالم. لان الدولة الإسلامية التي تعتقد أنها دولة لم تقم بالمعني الحقيقي للدولة التي تعامل مواطنيها علي قدم المساواة. بل هذه الدولة التي تتكلم عنها لم تكن دولة من الأساس بل مجموعة من قاطعي الطريق ناهبي ما لا يملكون عن طريق السيف. أن كانت الدولة الإسلامية خرجت من جزيرة العرب فقل لي يا عزيزي ما هي نظم الدولة التي أتت من جزيرة العرب ولم يكن يعرفها أهل مصر او أهل الشام . يا عزيزي لا يوجد مبني واحد قائم الي يومنا هذا يدل علي حضارة الدولة الإسلامية التي تتحدث عنها في منبعها في جزيرة العرب. كون العرب استعبدوا سكان الدول التي غزوها مثل مصر و بلاد الشام و العراق و شمال أفريقيا ما عرفتم معني الحضارة. ماذا اتي العرب لمصر من معرفه او صناعة ؟ نعم أنا لا اعرف تاريخي كما تعرفه أنت ،لأني  اعرف تاريخ وطني مصر بصورته الحقيقية  الغير مشوه كما شوهه تاريخها العرب عندما غزو مصر . 
الحكم الروماني او البيزنطي الذي أذل الأقباط ؟؟ عن أي شيء تتكلم يا عزيزي فالتاريخ الروماني أو البيزنطي في مصر تعلم من المصريين أكثر مما تتخيل و نقلوا عن مصر حضارة لم يعرفوها من قبل و الدولة الرومانية او الدولة البيزنطية لم تستطيع أن تغير من حضارة مصر أو لغتها أو عقيدتها كما فعل الغزاة. وهل تنسي أن تاريخ العرب حافل بالمذابح عندما دخلوا مصر و إلي  يومنا هذا. هل تعرف يا عزيزي أن جامع ابن طولون وهو من الآثار الإسلامية التي تتشدقون بها بناه معماري قبطي كانت مكافأته قطع يده حتى لا يبني مبني مثله ؟ ولا تذهب بعيدا هل تعرف أن أعمدة جامع ابن طولون مسروقة من الكنائس المصرية بعد أن دمرها العرب ؟ أن كنت تريد أن تتعرف علي تاريخ العرب في مصر لا تذهب بعيدا . انظر حولك ألان و أنت تعرف ماذا فعل العرب بمصر الحضارة . 
تتكلم عن تفجير كنيسة القديسين أنه فعله من أفعال النظام السابق ؟ تتكلم و كأنك واثق و تعرف معرفه حقيقة بهذا و تستطيع أن تقسم علي المصحف الشريف أنك متأكد مما قلت . فأن كنت تعرف شيئا وواثق منه ولديك الدليل فأين أنت من كتم الشهادة و دماء الأبرياء مازالت ساخنة. فلماذا لا تنشر لنا الدليل عوضا عن الكلام. أم لان من مات هم من الأقباط لا يهمكم الأمر ؟ 
الدولة العلمانية التي حكمت مصر منذ 1952 ؟؟ هل هذه كانت دولة علمانية او مدنية ؟ بالصراحة لم أكن اعرف أن دولة الانقلاب العسكري هي دولة مدنية. هل جمال عبد الناصر أو محمد أنور السادات أو محمد حسني مبارك كفار وليسوا بمسلمين ؟ وهل كل أعضاء الوزارات و مجالس الأمة ومن بعدهم مجلس الشعب من الكفار ؟ وهل بعد نكسة يناير 2011 أصبحت الدولة دولة يحكمها الإسلام و و العجيب أن كل موظفي الدولة مازالوا نفسهم هم من كانوا يعملون في الدولة و إلي يومنا هذا ؟ هل المباني التي كانت عليها المآذن تكبر باسم الله أكبر  تحولت إلي جوامع بعد أن أطيح بالنظام العلماني. هل تقول أن مصر التي وقف رئيسها أمام العالم قبل ذبحة علي الطريقة الإسلامية يقول أنه رئيس مسلم لدولة إسلامية لا يكفيك هذا أن تعترف أنها دولة إسلامية.  أذن ما هي الدولة التي سيحكمها الطبقة الإسلامية الجديدة. فهل من هذا نجد ان المسلمين درجات. مسلم و مسلم بشرطه و مسلم بشرطتين و أخر بدون شرط. اتقي الله يا رجل فأنت تصيب المؤمنين عن جهل.  سؤالك أن كنت قبطيا أو مسلما خير دليل لك علي مصريتي. فانا مصري أولا وأخيرا وهذا نيشان اعتز به ومصريتي لا يمكن أن تضاهيها أي عقيدة مهما كانت هذه العقيدة. عقيدتي مصري و ديني مصري.  
الفقرة التالية من خطابكم جاء فيه :-
نعم، كانت مصر ولاية في الدولة الإسلامية، وليس هذا انتقاصا لدورها التاريخي ولمكانتها، وأظن أنها عندما كانت ولاية في دولة الخلافة العظيمة كانت قلب العالم الإسلامي النابض، وكانت الصخرة التي تكسرت عليها كل أطماع المستعمرين، سواء أكانوا الصليبيين الكاثوليك الذين شنوا "حربا مقدسة" ضد الأمة الإسلامية وقتلوا أيضاً من المسيحيين الأرثوذكس، أم كانوا التتار الذين عاثوا في الأرض فساداً وأهلكوا البشر والحجر والشجر. فإذا كان الكاتب لا يرضى أن نجعل من مصر ولاية في دولة حضارية عظيمة لها كلمتها في المسرح الدولي، فهل يريد أن تكون مصر دولة مدنية علمانية لا قيمة ولا وزن لها في المسرح الدولي كما كانت في العقود الأخيرة؟ بل كانت تابعة للعم سام تنفذ ما يُطلب منها، ولم يكن لها من الهيبة شيء إلا أنها سميت زوراً وبهتاناً "بالدولة المستقلة".
الرد :-
لم تكن مصر ولاية في الدولة الإسلامية لان الدولة الإسلامية التي تتكلم عنها لم تكن دولة بالمعني الحقيقي للدولة . مصر كانت نهيبه للغزاة العرب الذي قال حاكمها ان كان في عمار المدنية خراب مصر فلتخرب مصر . اليس هذا هو كلام من تعتبرونه رمز من رموز العدل في دولتكم العنصرية. 
مصر كانت الصخرة التي تكسرت عليها أطماع المستعمرون ؟ لا مؤاخذة في السؤال اليس  العرب مستعمرين وغزاة  ؟ أم  بعد أن نهبت مصر أصبحت حكرا عليهم . مصر كانت ومازالت مطمع لكل العالم لأنها ارقي و اعلي و اغلي بقعة علي وجه الأرض. ولا تذهب بعيدا مصر مازالت مطمع من أناس لا ولاء لهم لدولة مصر مثل حضرتك  ولائهم للدولة الإسلامية اولا و اخيرا ... اليس هذا ما تنادون به  . 
لا تنسي أيضا أن المسيحيين الاثوذكس الذين تتكلم عنهم وطنهم مصر مطمع لكل من هب ودب ولا تتكلم عن دولة إسلامية حضارية وهمية . اين الحضارة التي تتكلم عنها يا استاذ شريف زايد في تلك الدولة الإسلامية التي تتوهم انها دولة حضارية . لم نري او نسمع عن الدولة الإسلامية غير أنها تري كل من هو علي غير موافقة تامة بما تحلمون به فهو ضد الإسلام. في حين أن الإسلام كعقيدة شوه تشويه  لا يصلح معه إصلاح بسببكم . 
 
الفقرة التالية من خطابكم جاء فيه :-
أما عن مقر الخليفة الذي نسعى لتنصيبه، فهذا في علم الله سبحانه، ونحن نأمل بل ونسعى ليكون مقره في القاهرة إن شاء الله، لتقود مصر العالم الإسلامي، وتحمي المسيحيين ومن هم في ذمتها في مصر وسائر البلاد الإسلامية، وهي حرية بذلك، وتقطع دابر التدخل الأجنبي في شؤون الأمة، إلا إذا كنت أنت يا سيد منصور ومن دار مدارك تريد أن تعيش في دولة ضعيفة مهترئة، المهم فيها أن لا يكون للإسلام فيها أثر...!
الرد :-
في علم الله سبحانه و تعالي ؟ عجيب أمركم يا سادة تأملون أن تكون القاهرة مقر الخلاقة ؟ اليس يكفي القاهرة أنها مقر للعلم و العلماء القاهرة مقر الازهر الشريف الذي خرج منه علماء يعلمون ويفقهون المسلمين في جميع أنحاء العالم شؤون دينهم ؟ 
ثم من قال لك ان المسيحيين المصريين  ذميين او في ذمة احد لقد خلقهم  الله أحرارا ، وهم اهل البلد الاصليين فهل هناك منطق يقول اننا نتخذهم ذميين ونحميهم ؟ نحميهم ممن يا رجل ؟ هل تعاملونهم علي انهم اغراب في وطنهم و تقول انكم تحموهم ؟ فلتبتعدوا انتم عنهم لان اللهم يحميهم وهم لم يطلبون منك او من غيرك أي حماية .  
 
الفقرة التالية من خطابكم جاء فيه :-
 
ثم من قال أن حرق الكتاب المقدس و التبول عليه في الدولة الإسلامية سيكون شيئاً طبيعياً والعياذ بالله؟! هل حدث هذا في ظل الدولة الإسلامية؟ أم قام به من قام في ظل دولتكم المدنية المزعومة التي لا تقيم للدين وزنا - أي دين؟ ألم يبتدع هذا العمل الدنيء المقزز في الأساس أصحاب العلمانية الذين يتشدقون بحرية الدين واحترامه من الأمريكان وجنودهم في جوانتانامو وأبو غريب وباغرام حين تبولوا على المصحف الشريف؟! ألم يقم بذلك قبلهم الصرب والروس حينما ذبحوا المسلمين في البوسنة والقوقاز وتتارستان وآسيا الوسطى؟! فيبدو أن الكاتب منصور يدفعه تصوره المشوّه عن الإسلام ليقول ما يقول، متغافلا التاريخ المضيء للدولة الإسلامية التي حمكت مصر منذ الفتح الإسلامي لها، فأقامت العدل وأنصفت المظلومين وساوت بين أفراد الرعية – مسلمين وغير مسلمين - فهم أمام القاضي سواء. ألم يسمع بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو داود: (ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة)، وهذا ينطبق على كل ذمي من أهل الأديان الأخرى يعيش في كنف الدولة الإسلامية.
الرد :-
انني متعجب منك يا سيد شريف زايد ؟ هل أتيت لي بمثال واحد لمصري مسيحي واحد قام بأي فعله من الأفعال التي تلصقها بالمسيحيين المصريين  ؟ الأمريكان ليسوا مسيحيين مصريين و الصرب و الروس ايضا ليسوا مسيحيين مصريين . 
عزيزي لما أتي لك بمثال واحد للمذابح الذي قام بها المسلمين خارج مصر وهي كثيرة و من مات بسببها الملايين . فهل أشرت لك مثلا علي مذابح الأرمن علي يد المسلمون الأتراك ؟ لم أشير إليها لا من قريب او بعيد هل نتكلم عن المذابح التي قام بها المسلمين السنة ضد المسلمين الشيعة في العراق او الأكراد. اذا بليتم فاستتروا. هل تعتقد أن لي دخل كمصري بكل هذا الهراء التذي تتكلم عنه سواء في أمريكا او الصرب او روسيا او باكستان او نجف او كربلاء .... 
ما يمنعك في أي وقت وزمان ان تكون مسلما منصفا و عادلا سواء في ظل دولة تضع لافته تقول انها إسلامية أو تضع لافته تقول أنها دولة ما . من حرق الكتاب المقدس يا رجل ؟ هل هو من النظام السابق ام هو من السلفيين ؟ اخجل من نفسك ولا تقل ما لا تستطيع أن تنفذه . فان كنت تستطيع تنفيذه و احد منعك من النظام السابق قل لنا من هو الذي منع المسلمين الشرفاء من التصدي لأفعال المدعو ابو إسلام ؟ ولماذا نذهب بعيدا ألستم انتم رجال مؤمنين لا يصدكم شيئا عن دينكم ، فلماذا لم تقم بواجبك كمسلم نحو من اعتدي علي المسيحيين في مصر. 
من حرق الكنائس و من هدم القبور و من تعدي علي حرمة المسيحيين و من يخطف بناتهم القاصرات في مصر ؟ من يسب عقيدة المسيحيين و يصفهم بالكفار في برامجه و في الجوامع و في الفضائيات. اتقي الله يا رجل ان كنت مسلما حق فلتقل كلمة حق ولا تكون من الظالمين. 
الفقرة التالية من خطابكم جاء فيه :-
 
ولعل الكاتب يذكر جيدا بابا الأقباط بنيامين الأول الذي ظل متخفيا وهاربا في الصحراء ثلاثة عشر عاما بعد أن قتل البيزنطيين أحد أخوته أمام عينيه، ولعله يذكر جيدا تلك الرسالة التي أرسلها عمرو بن العاص في أرجاء مصر والتي فيها: "الموضع الذي فيه بنيامين، بطريرك النصارى القبط، له العهد والأمان والسلام، فليحضر آمنا مطمئنا ليدبر شعبه وكنائسه"، وما أن وصلت أخبار عهد الأمان الى "الأنبا بنيامين" حتى عاد إلى الإسكندرية وإلى منصبه البابوي، ومعه عاد القساوسة الى أديرتهم، فقاموا بترميمها وإصلاح ما عبث فيها من خراب الفرس والبيزنطيين، وهذه الرواية وفق ما يرويه كتاب تاريخي مهم للأقباط أنفسهم اسمه "السنكسار" الموصوف بأنه "جامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين".
الرد :-
حقا هذه كانت طفرة لم تدم لوقت طويل بدليل أن الخليفة العادل عمر بن الخطاب قال عن أقباط مصر : " يأكلهم المسلمون ما داموا أحياء فإذا هلكنا وهلكوا أكل أبناؤنا أبناؤهم ما بقوا " راجع ما كتبه أبو يوسف المؤرخ وهذه العبارة لم تقال عبثاً لأن خالد بن الوليد سيف الله المسلول قتل إنساناً وقطع رأسه وطبخ عليه وأكل الطبخة. هل هذا هو عدل الدولة الإسلامية يا سيد زايد؟؟
و اليك هذه ايضا نقرأ فى كتب التاريخ الإسلامى  أن عمرو بن العاص أنشئ جامعه فى الفسطاط على أعمدة مئات الكنائس التي هدمها وكانت للأقباط,وكان بعد أن يسرق ثروة (كنوز) أغنياء الأقباط يقطع رؤوسهم ويعلقها على باب جامعة حتى كان  الأقباط يطلقون على جامع عمرو بن العاص جامع الجزارة البشرية .
وأشاعت أبواق الدعاية الإسلامية أن اجتياح المسلمين للبلاد المجاورة إنما كان لنشر الدين الأسلامى فقالوا فتحا للبلاد ولكن الحقيقة كانت على عكس ذلك ، لأن نشر الدين الإسلامي كان بالسيف والقهر والإذلال . وكان احتلال البلاد هو هدفا رئيسى أختبئ وراء نشر الدين الأسلامى . كما أن إحتلالهم بجيش لم يكن مرة واحدة فقط كما يظن البعض . فقد غزا مصر عمرو بن العاص بجيش فى خلافة عمر بن الخطاب وغزاها عمرو بن العاص بجيش مرة ثانية فى خلافة معاوية من الأسرة الأموية , وغزوها الغساسنة المسلمين بجيش فى خلافة الأسرة العباسية العجمية , وغزوها الفاطميون بجيش فى عصر خلافة الأسرة الشيعية ثم غزاها الأيوبيين السنيين بجيش فى سلطنة  الأسرة الأيوبية ثم غزاها العثمانيون المسلمين بجيش 
والملاحظ أن هناك أربعة أجناس رئيسيه استغلت دموية الدولة الإسلامية فى الحصول على المال والسلطة والأرض وهم على الترتيب : العرب القريشيين - قبائل شمال أفريقيا - قبائل شمال آسيا - وفى النهاية آثروا شراء العبيد المماليك وهم من الفرنجة وجعلوهم وقوداً لحروبهم حتى لا يدفعوا بأولادهم وقوداً لاستمرار سعير هذه الحروب .. وأختفي تماما دور مصر ورجالها إلا أنه ظهر أخيراً فى الحكم الملكي لأنه العصر الوحيد الذى تم فيه تمدين الأسلام و اقصاء ودمويته وكان من أزهى عصور الديمقراطية والحق والعدالة فى جميع أنشطة الحياة العادية فى مصر .
 
ومن غير المعقول إذاً ان نطلق على كل غازى بجيش لمصر ومحتل ومستعمر من هذه الأسر فاتحاً لنشر دين الإسلام وهل هذه الأسر الحاكمة فعلت ذلك لنشر دينا فى الوقت الذي كان فيه الأغلبية الساحقة من سكان مصر من المسلمين؟؟؟؟ فكم مرة يكون الفتح لنشر دين الإسلام ؟؟؟ كما أنهم لم يكونوا يحملون بأيديهم كتاباً بل سيفاً  لأنه فى صحيح البخاري - باب الجهاد والسير - السفر بالمصاحف إلى أرض العدو قال حدثنا ‏ ‏عبد الله بن مسلمة ‏ ‏عن ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ [ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو(10)]] ‏ وشرطت علينا العهدة العمرية ألا نعلم أولادنا القرآن والسؤال الآن لماذا لم يرحلون بعد أن نشروا الإسلام بالسيف وتحريرهم مصر كما يتشدقون باقوالهم الحمقاء ؟ !!!!!
ومن العصر الحديث لاتنسي أن البابا شنودة نفي في عهد السادات وفي عهد حسني مبارك ، ولم يسلم من سباب السلفيين و ضرب صورته بالحذاء حتى وقت قريب ولا تنسي أن احد الدعاة قال فيه يوم وفاته اقاويل باطله ولم تتصدي له له سيادتك ولم يتصدي له علماء المسلمين او حتي الجماعات السلفية او الأخوان وهم من كانوا يحكمون مصر وقتها و الي يومنا هذا . فلا تأتي بنصف كلمة فيها أنصاف ظاهري لكسب ودة الشعب القبطي و تنسي كتاب تاريخ طويل عريض به من الإساءة و القتل و الذبح و النفي و هدم الكنائس . فنفس الكتاب الذي استقيت منه هذه المعلومة به ألوف الإحداث التي تدل علي عنصرية الدولة الإسلامية  تجاه أبناء مصر . ولماذا لا تعود الي نفس الكتاب لتري بنفسك ماذا فعل الحكام العرب بعد ذلك في باباوات الأقباط . هل نسيت ما اتت به الوثيقة العمرية و التي و الي الان تمنع بناء الكنائس او ترميمها ولماذا نسيت قطع لسان من كان يتلكم بلغة مصر القبطية . 
و اعتقد أن ردي السابق يكفي للرد علي بقية ما جاء في مقالك الذي يثبت انك لا تريد حقا بما تقول بل تريد وهما . فأن كنت كتبت ما كتبت لقلة المعرفة ، فعليك بالقراءة و تعلم . وان كان  ما كتبت عن معرفه مستقاة من مصادر كاذبة فعليك ايضا الرجوع الي مصادر تاريخية اخري كتبها مسلمين مؤرخين يثبتوا فيها دموية الخلفاء المسلمين .  
الفقرة التالية من خطابكم جاء فيه :-
 
هذا هو الإسلام العظيم الذي يغمز الكاتب فيه بقوله {لم يعرفها من أنزل القرآن أو بالأصح من كتبه أو من حفظه ثم كتبه} من غمز ولمز في القرآن الكريم من أنه ليس من عند الله. نعم هذا هو الإسلام العظيم الذي لم يتعامل مع غير المسلمين كما تعاملت الكنيسة الكاثوليكية من خلال محاكم تفتيشها في أسبانيا ضد المسلمين فأبادتهم وقتلتهم باسم الصليب. فأصحاب القرآن، أو "الذين كتبوه ... أو حفظوه ثم كتبوه" على رأي الكاتب، لم يعرفوا الإبادة الجماعية للشعوب كما عرفها ومارسها الصرب والروس "الأرثوذكس" ضد المسلمين في البوسنة وغيرها ...
الرد:- لحظة من فضلك انا لا اغمز ولا المز فلا اعرف للغمز و اللمز سبيل . ولكن من امهات الكتب الاسلامية هناك قصص كثيرة موثقة . عندما جمع عثمان بن عفان قرآنه تخلص من قرآئين النبى (اصول القرآن) فقام بحرق 21 مصحف للنبي كانت مع ألصحابه وغيرهم وكانت هذه القرآئين كتبت فى أثناء حياة محمد وقد أملاها بنفسه لكتبة الوحى , وأعادوا الكره مرة ثانية فى التخلص من القرآن الغير منقط والغير مشكل فوضعوا أصول القرآن بالرسم العثماني الغير منقط ومشكل في الخل أيام الحجاج بحيث لا يبقى أصل من أصول القرآن الغير مشكل أو منقط , ولا يعرف مسلم واحد ما حدث من حرق أصول قرآن النبي وتحريفه أيام عثمان والحجاج , كما لا يعرف المسلمون تدخل يد بشرية فى تنقيط وتشكيل القرآن وأصبحنا نجد ألاف الأخطاء بالقرآن فأصبح الإسلام عصافة فى مهب الريح فاقد الأصول والجذور , فراح الشيوخ يتخبطون فى مناقشاتهم في عشوائية لا يتفقون أبدا على قرار أو نتيجة واحده وكثيرا ما تنتهى مناقشاتهم دائماً بـ الله أعلم . 
 
الفقرة التالية من خطابكم جاء فيه :-
وفي النهاية سأبين للكاتب شريف منصور لماذا للخليفة وحده حق تبني الأحكام، فهو يتساءل في نهاية مقاله ويريد إجابة على هذا السؤال، فأقول له: أولا يجب أن تعرف أن التبني في الإسلام هو قاعدة دليلها إجماع الصحابة ومنها أخذت القواعد المشهورة: "أمر الإمام يرفع الخلاف"، "أمر الإمام نافذ ظاهرا وباطنا"، "للسلطان أن يحدث من الأقضية بقدر ما يحدث من مشكلات"، إذاً هذه قاعدة مصدرها الوحي، ومن ناحية أخرى فإن واقع صاحب الأمر في كل شأن من شئون الدنيا أن له الكلمة الفصل لتسيير شئون جماعته التي وليها، وإلا اختلفت الكلمة وتفرقت الجماعة، فكان حتما أن تخضع الجماعة لرأي صاحب الصلاحية، فلا مجال للخروج من اختلاف الآراء إلا بالرجوع إلى رأي واحد في النهاية، ذلك أن القيادة فردية، إذ بها تنضبط الكلمة وتجتمع الأمة والجماعة فلا تتفرق كلمتها، وهذا ما أكده الرسول الكريم في قوله "إذا كنتم ثلاثة في سفر فأمروا أحدكم"، لتكون له الكلمة الأخيرة في حال النزاع والتفرق.
الرد:- 
أي وحي تتكلم عنه يا أستاذ شريف زايد ؟ هل هناك وحي يوحي به لإنسان ؟ هل سيكمل هذا الخليفة القرآن او سيضيف أحاديث للسنة ؟ الراي الواحد لشخص واحد هذا هو الخطر الجسيم الذي يصل بنا الي الديكتاتوريات . لعل هذا هو السبب الذي امتنعتم عن مهاجمة السيد حسني مبارك في بداية هوجة يناير 2011 ؟ و الان تقولوا عنه انه كان هذا وذاك ؟ دبر شؤون الجماعة التي لا عقل لهم ولا فهم فما هي التدابير التي يستطيع إنسان ما أن يفكر فيها أفضل من شعب بأكمله ؟ 
 
في ختام مقالك تتمني ان تكون أوضحت لي ما التبس علي في مقالك السالف. في الحقيقة لم يلتبس علي أي شيء، بل لقد اثبت لي أنكم لا تعرفون إلا الحكم الفردي الديكتاتوري . ولكي ننهي هذا الحوار بطريقة بناءه . 
حكم الفرد مرفوض ، حكم رجال الدين مرفوض حكم جماعة ما تدعي أنها اقدر علي فهم كلام الله مرفوض حكم بالإرهاب مرفوض الذمية مرفوضة . التجارة الحرة و التي هي أساس المجتمع الناجح اقتصاديا ليست رأسمالية. الحرية الشخصية لا مساس بها و حرية الفرد من حرية المجتمع . قيم المجتمع المصري هي قيم لا يختلف عليها احد فهي تجمع المصريين جميعهم. من يتبع القيم خيرا فعل ومن لا يتبعها فهو من يعاني من عدم إتباعها. ولكن لا نرغم احد بأي أسلوب غير قانوني. حرية الرأي و الفكر و الإبداع مكفول  للجميع . حرية العبادة وبناء دور العبادة مكفول للجميع و علي قدم المساواة. 
أتمني أن تكون مختصرا في ردودك أن شئت مواصلة الحوار،  حتى لا يظن القارئ أنك مشتت لا تعرف من أين تبدأ وأين انتهيت. أنني أتمني لك ولأصحابك الهداية الوطنية و تصيروا مصريين و عفا الوطن عن من فقد عذريته الوطنية منكم. ولا تشركوا بالوطن شريكا. فالدين لله الواحد الأحد ومصر الوطن وطن واحد أحد . 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :