هل كلمة "المسيحي" هي الكلمة المناقضه لكلمة المسلم؟

جورج المصري

17 يونيو 2005	صفحة كُتاب الأقباط متحدون	george_elmasri@yahoo.com

هل كلمة "المسيحي" هي الكلمة المناقضه لكلمة المسلم؟

مُدرسه في مدرسه مصريه تُلقن التلاميذ الصغار أن "المسيحي" هي الكلمة المناقضة لكلمة المسلم.
الكراهيه الأسلاميه تصل إلي حد التحريض على المسيحيين والأقباط في خطب المساجد كل جمعة. وقد سمعت بنفسي ذات مرة خطيبا يهتف : لا تصافح مسيحي ، فإذا ألقى عليك السلام فتجاهله!!!

ولاشك أن هذا المناخ المشحون بالبغضاء والتربص ، وتقديس الشكل دون الجوهر ، أبعد ما يكون عن روح الإسلام ، وروح الوطن ، وثقافة الأمه ، وتاريخها.

أما الآن فأرى في شارعنا الذي لا يزيد طوله عن مائتي متر مسجدين يتعالى منهما الآذان كل مرة يتاقاطعان ، في ذات المساحة من الهواء ، فلا تفهم شيئا لا من الأول ولا من الثاني.

المقاطع السابقه كتبها أحد الساده الكتاب المصريين المسلمين الأستاذ أحمد الخميسي في مقال عنوانه "مسيحيون من أجل القرآن" نُشرت هذه المقالة في جريدة " أخبار الأدب " المصرية بتاريخ 12 يونيو الحالي.

في بداية المقال يوضح الأستاذ الخميسي سبب العنوان ألا وهو تظاهر المسيحين في آسلام آباد من آجل كرامة القرآن وماحدث في سجون المتطرفين في جوانتموا.

من مقال الأستاذ احمد الخميسي أجد نفسي مضطراً أن أمسك بقلمي وأفكاري تتطاير في عقلي كانها مروحيات تطارد قوي الشر في هذا العالم البغيض.

أود أن أشكر الأستاذ الخميسي علي هذا المقال الرائع من وجهة نظري كمصري وكقبطي و ككاتب.

من وجة نظري كمصري أعتقد ان مصر صارت مزبلة الدول من كافة النواحي وهذا شئ لايختلف عليه شخصين. وكقبطي أعتقد ان الأستاذ الخميسي لم يسرد كل ما يسمعه وكل ما يعرفه عن مدي كراهية المسلمين عامة و بالأخص المسلمين المتمصرين للأقباط. وككاتب أجد هذا المقال أرضيه غنيه بالسماد الطبيعي وبها من الديدان بل العديد من رؤوس الثعابين فتعالوا نقرأ معاً هذه المقتطفات من وجهة النظر الثلاثه في شخص واحد فأنا مصري قبطي كاتب و الثلاثه في واحد والواحد في الثلاثه!!!!

المقطع الأول عندما كانت المدرسه تُعلم الأطفال عن الكلمات المتناقضه فهي بالتأكيد أرادت أن تأتي بمثال واضح واقعي يفهمه الطفل المصري قبل أن يتعلم المشي وعلي الرغم من أنه مثال خاطئ جداً لكنه مثال واقعي ... ففعلا "الخير المسيحي" مضاده "الشر الاسلامي" بدليل الجمله التاليه الملقاة من فم إنسان حقير و بلا ضمير أو عقل " لا تصافح مسيحي" و الكلمه المسمومه الآخري فإذا ألقى عليك السلام فتجاهله.

نعم هكذا قال خطيب الجامع وبالطبع ليس هذا كل ما قاله الخطيب إنما هذا ما إستطاع الأستاذ الخميسي سرده وكما قيل من قبل "وماخفي كان أعظم" نعم يأستاذ خميس هذا ماسمعناه ونحن تلاميذ أيضا وهذا ماسمعناه ونحن سائرون في الطريق وهذا ماسمعناه علي مدي 35 عاماً الأخيره من الشيخ الشعراوي في التلفزيون و الاذاعه وقرأناه في كافة الصحف و المجلات وكأن الجميع تكاتفوا علي تمزيق الاقباط. ما بالك أنك تألمت لما سمعت ووعيت ووعي أخوك ما قالته المُدرسه. فقل لي بربك كيف تشعر أنت كطفل عندما تستمع إلي هذه المفاضله؟ سواء كنت طفل مسلم أو مسيحي؟
نعم صدقت المعلمه في شرح الدرس وبدون شك أفلحت بزرع بذرة الكراهيه في قلوب أطفال المسلمين وزرعت الحزن و الشعور بالغربه و الرفض في قلوب الأطفال المسيحين .

فى هذا الجيل المناخ مشحون بالبغضاء و التربص؟ و من شحن مصر بهذه العنصريه و الكراهيه؟ وإن كان الشاحن هو الأغلبيه المتمتعه بكافة حقوقها ولديها فرص أكبر بكثير في كل شئ فما بالك بشعور المشحون ضدهم؟ ان كان المسلمون فى محل الاقباط هل تعتقد أن المسلمون كانوا إكتفوا بأسنان الاقلام للدفاع عن حقوقهم وحقوق أبنائهم في المعاملة الكريمه كما نفعل نحن؟

لا يستطيع كاهن قبطي أن يقف ويقول بالفم المليان "ائمه الجوامع يقولون للمسلمين لاتسلموا علي المسيحين حتي ولو بدأوكم بالسلام" ... مجرد ذكر هذه الواقعه. هل تعتقد عزيزي القارئ أنها لائقه في بيت العباده و الصلاة؟ أليس من حق الكاهن أن يقول للمصليين "أبنائي سمعت يوم الجمعه خطيب المسجد الملاصق للكنيسه و المبني بعد بناء الكنيسه و المبني علي أرض مملوكه للكنيسه يقول للمصليين لاتسلموا علي المسيحين"!!! والكاهن ليس بأي حاجه لأضافة أي تعليق لأن هذه الجمله مُثيره بل مُدمره ولا تحتاج إلي أي تعليق عليها فهي كما يقول الكتاب المقدس المتعارف عليه بين المسيحيين أنه يقول "من فضله القلب يتكلم اللسان".

وذكر الأستاذ أحمد الخميسي الواقعه الأخري وهي واقعه الآذان وعلي الرغم من أن هذه الواقعه مشهوره جداً لكل أقباط مصر دون إستثناء إلا أنني أشكره ومن كل أعماق قلبي لانه أيدني في إحصائياتي وبكل وضوح لان عدد الجوامع في المناطق الآهله بالسكان بحسبه بسيطه بناء علي المعلومات التي وردت في مقال الأستاذ الخميسي أن في كل كيلومتر مربع يوجد 10 جوامع فإذن عدد الجوامع و الزوايا قد يصل إلي 3 مليون جامع؟ أي بنسبه جامع لكل 20 فرد وأن كان عدد الجوامع أقل بكثير وهو الأكثر إحتمالاً وهو العدد الذي أشرت اليه في الحسبه البسيطه العويصه الي 1,200,000 أي أن لكل 50 فرد جامع بمافيهم الأطفال والسيدات . هذا لوفرضنا أن عدد الأقباط 15 مليون وتعداد المسلمين 60 مليون. فأن حسبنا حسبتنا بطريقة حساب الحكومه فالعدد يزداد 7 ونصف مليون مسلم بمعني جامع لكل 57 مسلم من بينهم أطفال وسيدات لايذهبون أو يذهبن إلي الجامع.

أما عن تظاهر المسيحين في آسلام آباد من أجل القرآن فهذا شئ يُعد حقيقةً عجيب لأن مسيحي الباكستان يُعاملون أقسي بل أقذر معامله ممكن أن تعامل بها أي أقليه في العالم أجمع علي يد المسلمين فالسنُه الباكستانين تعلموا القتل علي الطريقه الوهابيه علي يد مطواعين المملكه العربيه السعوديه الملقبه بمملكة الشر. وكما رأينا مؤخرا ماذا يفعلون في الشيعه فهم يفجرون جوامع الشيعيه بالمصليين. هل يا تري الشيعه لديهم قرآن آخر غير قرآن السُنه!!! فأظن أن السنُه هم من يفجرون القران وليس فقط يهينوه!!! ... إن قام مسيحين آسلام آباد بالمظاهره فهو خوفاً من بطش السُنه وقتلهم للمسيحين لأنه قيل أن الأمريكان قد دنسوا القرآن !! فهل تدنيس القرآن أعنف أم تفجيره وحرقه؟

أود أن أطمئنك يأستاذ أحمد الخميسي أنه لن يخرج قبطي واحد يدافع عن مصدر الكراهيه ولن يخرج قبطي واحد يدافع عن أي مسلم متمصر ... ليس لعدم حبهم ولكن لأننا شعب لانُعاشر المستهزئون ولا نجلس في مجالسهم ولاندخل في مناقشات غبيه ولاتنسي فنحن وكما تعلم مدرسات مصر المسلمات أن الكلمه المضاده للمسلم هى المسيحي.