الأقباط متحدون - تأملات كنسية
أخر تحديث ١٤:١٨ | الخميس ٢٠ اغسطس ٢٠١٥ | ١٤مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥٨السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار
تأملات كنسية

إكْلِيلُ شَوْكِكَ يَامُخَلِّصِي الصَّالِحُ

كلمة شوك في العبرية (וקוץ فكوتس) بمعنى وَخَزَات الشوك، وهي التي كُلل بها مخلصنا وصار لعنة لأجلنا... حَمَلَه على رأسه وهو رجل الأوجاع ومختبر الحزن... إنه إكليل شوك مضفور من ذاك الشوك والحَسَك الذي نبت لسبب لعنة آدم، قد تكلل به على جبينه ليتوَّج ملكا على عرش خشبة صليبه.. شوكًا من العليقة الشوكية وضعوه على رأس ملك الكل؛ وألبسوه ثوب الأرجوان؛ وقصبة في يمينه؛ فَسَالَ دمُه مخلوطًا بعَرَقه ليشفي فساد العالم كله.. ومنذُ أنْ وَضَعُوا على رأسِهِ إكليلَ الشوكِ، وهوَ لا يزالُ على رأسِهِ، يؤلمُهُ ويؤلِمُ كُلَّ الجسدِ، .. المزيد

نهاية العمر

نهاية عمرنا هي نقطة بدايتنا نحو الابد ، وبدون استعدادنا للرحيل لا يكون لحياتنا معني ، ذلك هو ما سهر لاعداده الساهرون كي يعدوا للحظة خروجهم ( عرينا خرجت من بطن امي عرينا اعود الي هناك ) ، فالموت اقرب الينا مما نتصور وطوبي لمن يقطر زيته ليوجد ساهرا ومصباح سراجه غير منطفئ و ساعته حاضرة امامه إذ ليس في القبر من يذكر ولا في الجحيم من يشكر ... عمرنا كله أشبه بنفخه وإيامنا تحسب مثل ظل عابر ....اشبه بشبر وعشب وظل .. انها مجرد حلم وبخار يظهر قليلا ثم يضمحل ، .. المزيد

غافر خطايانا

قدموا الية امراة امسكت وهي تزني متلبسة في ذات الفعل ...ارادوا ان يجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه ،اما يسوع فانحني الي اسفل وكان يكتب باصبعه علي الارض ...لانه فيما هو القاضي والديان والحاكم العادل الا انه هو ايضا المحامي والفادي والمخلص .. المزيد

يُوسُفُ الصِّدِّيقُ

يوسف الابن المحبوب لدى أبيه رمز ومثال للمسيح (يوسف الحقيقي)، المرموز إليه؛ الذي صار عبدًا وسجينًا بسبب إخوته، وقد لبس القميص الملوَّن كمال الفضيلة الذي للكنيسة المزيَّنة بالرتب والأوامر والمواهب المتنوعة التي الصقت به كثوب.. تشفي وتعمل وترعى وتخلص وتسبح وتعبد الرب الواحد.. قميص واحد (جسد واحد) وألوان كثيرة (أعضاء ومواهب متنوعة)، لكل عضو مهما كان مركزه أو عمله؛ له دوره الوظيفي والحركي في الجسد حسب المواهب والأدوار الموهوبة له. .. المزيد

قِدِّيسُونَ عُظَمَاءُ فِي هَذَا الجِيلِ

عندما نتحدث عن القرن الماضي ؛ يكون بالنسبة لمعظمنا "حاضرًا" وليس "ماضيًا".. ويعتبر هذا القرن مزدحمًا بالآباء والقديسين والشهداء والمعترفين أيضاً... ولقد تعرفت شخصيًا وعشت وتعلمت ورأيت وأشهد بأن روح الله يعمل في كل جيل، ويفرز أتقياء جبابرة بأسٍ ، وهم لا يحملون لافتة تقول : (انظروا إني قديس)!! لأن طريق الكمال المسيحي هو دعوة للكل وللجميع من غير استثناء... بعضهم معروف وبعضهم مجهول ، منهم من تكرَّم ومنهم من أُهين.. لكن الكنيسة بحكمتها لا تمنح الاعتراف الرسمي والتقنيين بالقداسة ، إلا بعد فترة كبيرة قد تصل لخمس .. المزيد

لاَهُوتُ النَّفْيِ

أطلق علماء اللاهوت المستيكي Mystical Theology على المعرفة اللاهوتية (لاهوت النفي) إذ يصعب التعبير عنها بواسطة الألفاظ ، على اعتبار أنها عالية على الأفهام ، وتمثل سعيًا روحانيًا يخوض في غمار "الحياة السلبية" ؛ لأن الإلهيات في كثير من الأحيان لا يمكن التعرف عليها إلا عن طريق السلبيات التي يعبر عنها البعض بأنها "غَمامة عدم المعرفة" A Cloud of unknowing ؛ حيث يشرق الله بنفسه ليستعلن نفسه بنفسه ؛ خلال إشراقات أمجاده السمائية ، وبفيض نوره الإلهي .. المزيد

فَنُّ التَّدْبِيرِ الرَّعَوِﻱِّ

كل تدبير رعوﻱ يخضع لمراقبة وإرشاد الروح القدس ، وأمانة الأهداف الروحية التي تنقلنا للحياة الأفضل وللميراث السماوﻱ ، في تدبير برهان الروح والقوة والرضائية ، من دون غرور باطل أو حكمة بشرية.. تدبير يأتي بإرشاد الروح من أفواه القديسين لتسير سفينة النجاة بسلام ويقين ورحمة غنية تفتخر على الحكم وتترفق بالضعفاء. .. المزيد

لقان عيد الرسل وقُدَّاسَاتُ اللقان الثلاث

تصلي الكنيسة قداسات اللقان في مسيرة خَطّية طُولية عبر السنة الطقسية الليتورچية؛ وقد حددت ثلاث مناسبات لتصلي هذه الليتورچيات (اللقانات):- في (عيد الغطاس) تذكارًا لمعمودية السيد المسيح في نهر الأردن. وفي (الخميس السيدي) تذكارًا لغسل الأرجل. .. المزيد

الكِرَازَةُ التِكْنُولُوجِيَّةُ

إن الإنجيليين يقدمون في البشائر الأربعة أيقونات لفظية عن حياة وأقوال السيد الرب له المجد. وهو الذي لازال يأمرنا ويأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا؛ متغاضيًا عن أزمنة الجهل.. وهو الذي أقام يومًا؛ مزمعٌ فيه أن يدين المسكونة بالعدل، ونحن مطالبون بتقديم الإنجيل للجميع، مستعدين دائمًا لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا. .. المزيد

الكَنِيسَةُ وَفَلْسَفَةُ النُّسُورِ

الله يعُولنا مثل النسر الذﻱ اعتاد أن يدرِّب ويختبر ذريته؛ لتحتفظ بملكية صفات سلالتها القوية الجيدة ذات البنية السليمة غير المشوَّهة، ويقودها إلى القوة وعدم التفسخ... يحيط بنا ويحملنا على أجنحة النسور... يلاحظنا كحدقة عينه... يعولنا ويرعانا ويسيج علينا كَسُورِ نارٍ من حولنا ، ويحل مجدًا في وسطنا ، فمن يمسنا يمس حدقة عينه (زك ٢ : ٨). .. المزيد

فَنُّ الكِتَابَةِ

كان لوظيفة الكاتب مكانة رفيعة في أيام حياة السيد المسيح على الأرض؛ لذا قال أن : ”كل كاتب متعلم في ملكوت السموات يشبه رجلاً ربَّ بيت يُخرج من كنزه جددًا وعتقاء“ (مت ١٣ : ٥٢)... فوظيفة الكاتب الكنسي تتعدَى الوظيفة اللاهوتية والشروحات التفسيرية والأدبية والتعليمية؛ لتصير فنية تختص بضبط النصوص ومراجعتها، وإحصاء عدد الحروف؛ حيث كلمة ”كاتب“ في الأصل العبرﻱ تعني ”سوفير“ من الفعل ”سافار“ أﻱ ”أحصَى“، ومنها جاءت كلمة ”سِفْر“ أﻱ ”كتاب“. .. المزيد

أَوَّلِيّةُ الكِرَازَةِ بِالِإنْجِيلِ للخَلِيقَةِ كُلِّهَا

الروح الكرازية هي العمل الأول الذﻱ قامت به الكنيسة منذ يوم الخمسين. وسيظل هو طريق عملها الصحيح للخلاص ونوال الحياة الأبدية؛ (مبنيين على أساس الرسل والأنبياء؛ ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية) (أف ٢ : ٢٠) فالبناء على الرسل يعني إيمانهم وكرازتهم. .. المزيد

هِبَةُ الحَيَاةِ المُقَدَّسَةِ

الحياة هبة مقدسة منحها الله للبشر الذين عليهم أن يتلقفوها ويكرموها ويقدمونها مجددًا إليه تعبيرًا عن فرادتهم كخليقة حية. أعطانا الله العقل لنكون شركاء اللوغوس (عاقلين) نحيا حياة إلهية. فمِن الله خالقنا وفادينا أخذنا أصلنا، أصل حياتنا، نحن جبلته وصنيعة يديه وهو العامل فينا أن نريد وأن نعمل من أجل المسرة، نعترف بنعمته وجُوده وإحسانه ونتجاوب مع عمله الإلهي معنا، نقرّ بنعمة الشفاء الخلاصي التي نلناها، نامين في الفضيلة والجهاد حتى لا نكون قد أخذنا النعمة عبثًا، بل نكون من الذين تاجروا بالوزنات واستثمروا النعمة .. المزيد

الإِعْلاَمُ المَسِيحِيُّ والتَّحَوُّلاَتُ الكَوْنِيَّةُ

عندما وجّه السيد الرب تلاميذه الرسل الأطهار وأرسلهم إلى العالم سلمهم رسالة الإعلام قائلاً: (اِذهبوا وتلمِذوا جميع الأمم وعلموهم أن يحفظوا كل ما أوصيتُكم به) ومن هنا حمَّلهم رسالة كرازية تحمل أعمق معاني الإعلام وأدَقّها. .. المزيد

عَمَلُ السَامِرِي الصَّالِحِ

السامري الصالح الحقيقي هو شخص السيد المسيح الذي عمل وعلَّم خدمة السامري، وحل قضية العِرق والعداوة بين الأجناس والعقائد والألوان، والتي تطورت لتوجع رأس الدنيا بأسْرها، في قتل وتخريب وهدم وحرق للممتلكات والمدن والبشر، لا لشيء إلا لكراهية الآخر... فمحبة القريب ملتصقة بمحبة الله، وهما واجب المسيحي الأول أمام الله والعالم. والمسيحي المهذب بالنعمة ينزع العداوة من قاموسه ويضع المحبة موضعها؛ لأن الله محبة وهو يريد رحمة لا ذبيحة. .. المزيد