بقلم: أيمن عبد الرسول
لا أعرف لماذا تثور ثائرة الحماسيين المسلمين كلما تصوروا وهمًا أن الإسلام تم الاعتداء عليه؟
لأنهم دائمًا ما يصنعون أعدائهم ويمثلون دور الضحية بعدما يقتلون الحرية ويحملون نعشها على أكتافهم, ويوارونها تراب غضبهم, ويحاكمون الآخر بقانونه!!
مهزلة.. نحن نعاني هنا من تزايد حدة الأسلمة ويقولون لنا أغلبية, والنقاب البدوي الجاهلي الوهابي يسمونه حرية شخصية, ويكفرون العالم ليل نهار, ويبيحون قتل المسيحيين بعد تسميتهم بالمصطلح المُثبت في المصحف العثماني (نصارى) لأنهم كفار لا أهل كتاب, ألم يتعلموا في المصحف (لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة)؟
وينسون أن نفس المصحف أجاز لهم طعام الذين أوتوا الكتاب..ونساءهم, أولئك الذين يدعون على اليهود والنصارى كل يوم جمعة, يستنكرون عليهم رغبةً الأغلبية السويسرية في خفض المآذن, ياااااااااااااااااه؟
هل المئذنة من أصول الإسلام؟
التاريخ يقول لنا لا.. وميكرفونات المساجد المزعجة ليل نهار في وطن الأغلبية المسلمة مصر تؤكد لنا أن المئذنة بلا جدوى وإنها بالمرجعية الأصولية بدعة لم يعرفها الإسلام إلا بعد دخوله مصر غزوًا عسكريًا واحتلالاً استيطانيًا لا فتحًا ولا سلمًا!!
لما كانت المئذنة بدعة وليست أصلاً من أصول الإسلام الوهابي السعودي الذي عاد لينتقم من موقعة الدرعية، تلك الموقعة التي أحبطت فيها جيوش محمد علي باشا الكبير "مؤسس النهضة المصرية" قيام الدولة السعودية الأولى، فلماذا التشدق بها في سويسرا؟
ولماذا لم تستعن سويسرا الكافرة التي يحاكمونها باسم العلمنة لأنها تعتدي على الأقليات المسلمة هناك, ويا للعجب داخل أراضيها بالخبرة المصرية المحتكمة إلى الأغلبية في التعامل مع الأقلية؟
فلدينا حل مصري معتبر في هذا المجال يجب أن تتعلم منه سويسرا وغيرها من الدول التي تتشدق بالحريات الدينية وغير الدينية لأننا أصحاب 7 آلاف سنة حضارة لم يكن لها مثيل على وجه البسيطة!!
فلو تخففت سويسرا من إدعاءات الحرية والحضارة وارتدت ثوب التلميذ الأمين وجاءت على عتباتنا المقدسة لتسألنا حلاً لاقترحنا عليها ما لم يخطر ببالها طوال سنوات عمرها المديدة!!
أولاً: أن ينص الدستور السويسري على أن الشريعة المسيحية -لا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان- لأنه رجس من عمل الشيطان ,هي المصدر الرئيس للتشريع، وربما نصحناها بالتخفيف لينص على أن مبادئ الشريعة المسيحية هي المصدر الرئيسي للتشريع!!
ثانيًا: أن يتم منح تراخيص لبناء المساجد, وهي فرصة جيدة للتجريب في دولة مسيحية ديمقراطية.. غير صديقة بالمرة قانون بناء دور العبادة غير الموحد الذي لا يعاتب –مجرد العتب– وربما لأن العتب ع النظر مواطنًا أتخذ من رصيف الحكومة مصلى، وتعدى على أراضي الدولة بالمساجد.. ولا يعاتب أيضًا نفس المواطن إذا تطوع ليحرق قرية أبتغى أهلها غير الإسلام دينًا؟
للهزل طعم المرار, وللجد طعم اليأس, ولمآذن سويسرا العالية رب يحميها!!
ثالثًا: بعد الانتهاء من نصوص الدستور التي نصت –بعد التعديل في الدستور السويسري– على أن دين الدولة الرسمي هو دين المسيح, تبقى عدة إجراءات تحتاج إرسال بعثة مكافحة من أمن الدولة لإنشاء جهاز أمن دولة مسيحي على أعلى مستوى, يقوم بالآتي:
1- عدم التصريح ببناء المساجد لدواعي أمنية رغم وجود تصريح من السيد رئيس الجمهورية السويسري
2- إبلاغ المسيحيين السويسريين عن البيوت التي يتخذها المسلمون مُصليات مخالفة وبدون تصريح, وعمل فرق خاصة من كومندوز مسيحي مقدس للهجوم على هذه البيوت التي يصلي بها المسلمون بدون تصريح خاصة إذا زاد عدد المصلين عن ثلاثة!!
3- عندما يستغيث المسلمون بهذا الجهاز لا يجدون إلا الصمت وانشغال رجاله بمنع لجان تقصى الحقائق الدولية الإسلامية من الوصول إلى منطقة التوتر الطائفي!!
4- دعم وحراسة المسيحيين الغاضبين والذين يمثلون الأغلبية ضد الأقلية المسلمة, وتسهيل مهام حرق وسحل المسلمين هناك!!
5- طمأنة رئيس الجمهورية السويسري على أن كل الأمور تمام وأن القلة المتعصبة من المسيحيين, ليست كل سويسرا (من أجل عيون حقوق الإنسان أيضًا).
6- إصدار تقارير دورية يظهر فيها شيخ المسجد الكبير في ميدان جينيف خلف البنزينة وهو يعانق قس من الكنيسة تحت مظلة الوحدة الوطنية وشعارات المحبة الزائفة!!
7-وأخيرًا القبض على مسيري الشغب من المسلمين وإطلاق سراح المسيحيين لأنهم لهم أقارب تم تعيينهم في أمن دولة سويسرا.
ومن ناحية أخرى يخرج علينا الرئيس السويسري ليلة رأس السنة ليقول في خطاب إلى الأمة المسيحية أنا رئيس مسيحي لدولة مسيحية, وإن من لا يرغب في التعايش تحت مظلة الدستور السويسري.. أن يبحث له عن بلد أمن يسكن إليه؟
ناهيك عن تدخلات بين الحين والآخر يصرخ فيها المسيحيين السويسريين: بأن على الأقلية المسلمة في الوطن احترام الأغلبية المسيحية!!
أليس هذا ما يردده المسلمون على مسامع الأقليات ليل نهار في مصر؟
على سويسرا بلد الحريات الاحتكام إلى الديمقراطية ولا تخضع لحكم الأقليات المسلمة التي ما إن دخلت قرية حتى جعلت أعزة أهلها أذلة!!
من حق سويسرا حماية مواطنيها من التوغل الإسلامي هناك , وتطبيق القانون فلا المئذنة هي الإسلام ولا القانون يعرف المسلمين لأنهم ببساطة دائمًا ضد القانون أما لماذا هم كذلك دائمًا فهذا حديث آخر شرحه يطول!!
|