بقلم: عبد صموئيل فارس ومع هذا الوضع المأساوي والمستفز لم يكن هذا العام يريد المغيب دون أن يترك لنا بصمته السوداء الأخيرة، وهو هذا الخبر الحزين الذي حمل رحيل حبيبنا ووالدنا وأحد رواد النضال القبطي العظام "المهندس عدلي أبادير"، والذي مع غياب شمس العام الماضي كان موعد سفره إلى موطنه الأصلي. أبادير الذي كان عمل الخير هو جزء من تكوينه النفسي والوجداني، والآلاف من الأسر والكنائس والأديرة في مصر تشهد بعمل ذلك الرجل الذي لم يبخل لا بمال أو جهد من أجل رفع المعاناة عن أهله وذويه بشتى الأشكال، وكانت بصمته الأخيره تخصيصه جزءًا من تركته لأجل القضية القبطية، كنموذج حي للبذل والتضحية بما هو غالي وثمين، لا طلبًا من أجل شهرة أو مجد، لأن وضع أبادير المادي كان خياليًا وكان قادرًا على طلب الشهرة والمجد بطرق أسرع وأوفر، ولكن حبه لشعبه وأهله جعله يقبل التعب على الراحة. لم أكن موفور الحظ في أن أتقابل مع الرجل وجهًا لوجه، لأنها كانت أمنيتي والتي أفصحت بها لأحد المقربين، والذي فاجئني في أحد الأيام بمكالمة تليفونية يخبرني فيها بأن المهندس عدلي سيهاتفني، وبالفعل جاء الموعد ورن جرس التليفون ليخبرني بأنه سعيد وشاكر لسؤالي عنه ومحبتي التي أظهرها دائمًا تجاهه، وكم كانت سعادتي وأنا أسمع ذلك الصوت الجهوري والجريء، وأخبرني بسعادته تجاه ما أكتبه عن قضيتنا، وستظل كلماته ترن في أذني والتي كان يقول لي فيها "الأمل فيكم أنتم.. ارفعوا أصواتكم ضد الظلم والقهر المنظم ضد الأقباط.. لا تخشوا شيئًا.. لن ندفع ثمنًا أكثر مما دفعناه وندفعه الآن"، وانتهت مكالمتي معه ولكن الكلمات ستظل عالقه في ذهني وفي قلبي. خبر رحيلك كان طعنة قوية شعرت فيها بألم الفراق والرحيل.. فأمثالك نادر جدا وجودهم.. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ٣ تعليق |