بقلم: ميرفت عياد
بلغني إيها الملك السعيد.. ذو الرأي الرشيد.. أن الملك هاموشير.. كان نائمًا على السرير.. هانئًا مرتاح البال.. وبينما هو ينقلب على جنبه الشمال.. سمع صوت صاخب.. من بينهم صوت الحاجب.. فقام مفزوع.. ليرتدى الدروع.. وبالرغم من ان جلالته عمره ما خاف.. لكنه طلب مسرور السياف.. و يده ترتعد من الخوف.. ظنًا منه أن جيوش التتار على مدد الشوف.. وغشيته سحابة خوف مهولة.. لما وجد نمرة مسرور مشغولة.. وفي الحال ألقى الموبايل الغالي.. وفكر في الهرب طوالي.. وفجأة اخترق الباب حيوان.. كأنه ساحر أو بهلوان.. فوقف الملك مذهول.. لما سمع الحاجب بيقول.. احترس يا مولاي من هذا الرعديد.. إن خطره أكيد.. فتسمر الملك فى مكانه من الرعب.. ولم يستطع كعادته أن يسب.. خوفًا من هذا الكائن المسعور.. وفي لحظات وجد الملك خنجر مسرور.. في رقبة هذا الكائن مرشوق.. وانتهى عمر هذا المخلوق..
وهنا اطمأن الملك.. لما وجد الحيوان هلك.. وبعد أن اخذ الملك أنفاسه.. وصرف حراسه.. قال لمسرور السياف.. بأسوب جاف.. تركتني لتمرح على الضفاف.. فقال لا يا مولاي كنت أقتل من هذا الحيوان الآلاف.. فنظر له الملك وتساءل وعجب.. فاكمل مسرور وهو يعاني من التعب.. يا مولاي إن الأمر خطير.. ولكن هذه هي أوامر الوزير.
فقال الملك في غضب احضروا لى هذا المتعوس.. الوزير عبدوس.. فأتى الوزير مهرولاً كأنما شكه دبوس.. ودخل على الملك فوجده في عبوث.. ولما مثل بين يديه.. وجد الحيوان ميتًا عند رجليه.. وسأل الملك وزيره فى غضب.. سؤال مقتضب.. ما هذا الحيوان العجيب.. يا صاحب الألاعيب؟.. فأجاب الوزير هذا الحيوان ذو الذيل الملفوف.. يسمى بالحلوف.. فأجابه الملك غاضبًا ولماذا تقتلون الألوف.. من هذا الحلوف.. فأجاب بمكر الوزير.. يجب أن تقتل هذه الحيوانات وتلقى في البير.. لأنها تنقل وباءًا يسمى بأنفلونزا الخنازير.. فالحقيقه يا مولاي أنا فى موقف صعب.. لأننى المسئول عن صحة الشعب.. فأين أذهب من إحساسى بالذنب.. إذا حدث لأحدهم شر.. في البحر أو البر.
ولم يصدق الملك كعادته الوزير.. في خوفه على الشعب من انفلونزا الخنازير.. ولكنه أمره بالانصراف في أمان.. مزمعًا أن ينادى الطبيب سليمان.. صاحب العلم والبيان.. لمعرفة الحق من البهتان.. فأتى الطبيب.. الذي قابله الملك بالترحيب.. وسأله هل وباء الخنازير؟.. بالامر الخطير.. فرد الطبيب لا يا مولاى على الإطلاق.. فهذا المرض له دواء وترياق.. وهناك حقائق علمية.. تؤكد فوائد الحيوان الاقتصادية والطبية.. فصرخ الملك هذا مستحيل.. سأسحق هذا الوزير ذليل.. وطلب منه الشرح بالتفصيل.
فاستطرد الطبيب قائلاً من هذا الحيوان نأخذ الإنسولين.. لمرضى السكر اللعين.. ومنه نصنع أوردة وشرايين.. لمرضى القلب المساكين.. ومنه نأخذ أدوية ومراهم طبية.. حقًا إنه مصنع لقطع غيار بشرية.. وله العديد من الفوائد الاقتصادية.. فمن لحومه تصنع المواد الغذائية.. ومن شعره وجلوده.. تقام صناعات غير محدوده.. كما أن هذه الحيوانات.. تتغذى على المخلفات.. وبموتها تزداد عدد الفئران والكلاب.. لأن القمامة تتكدس على كل باب.. وهنا تنتشر الحشرات والذباب.. وتزداد عدد الأمراض.. هل عن هذا سيكون الوزير راض؟.
وهنا تدخل مسرور في الكلام.. قائلاً يا مولاي إن هذا الحيوان مصدر رزق وطعام.. لملايين من الغلابة الفقراء.. وهنا قال الملك في استياء.. أنا كفيل برد حق هؤلاء البسطاء.. وعقاب الوزير وأعوانه الأغبياء.. وأمر الملك بان يتحول قصر الوزير.. إلى مزرعة صحية للخنازير..
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|