بقلم: هاني دانيال
لم تتعرض جورجيت قليني لهجوم مثلما تتعرض له هذه الأيام بسبب موقفها من أحداث نجع حمادي، هناك من يتهمها بإثارة وتقليب الرأي العام، وهناك من يراها شجاعة وقوية وتحاول أن تقول ما رأته في نجع حمادي، وهناك من يرى أن جورجيت لم تقل كل الحقيقة حفاظًا على سلامة المجتمع، وإنما حاولت أن تخفف من حجم الفاجعة إلى حد ما، وإنها لو أطلقت لسانها وقلمها لتسجيل كل شيء لقامت الدنيا على مصر، وتعرضت لهجوم شديد من برلمانات الدول الأوربية ومنظمات حقوق الإنسان في العالم، خاصة وأن جورجيت تجمع بين عضوية البرلمان وعضوية مجلس حقوق الإنسان.
أنا مع الرأي الأخير، ولا أتفق مع الحملة الشرسة التي تتعرض لها حاليًا، خاصة وأن جورجيت قليني رأت الكثير والكثير من حوادث الاحتقان الطائفي في السنوات الأخيرة، وكانت تسعى بكل الطرق لمعالجة الأمور دون البحث عن شو إعلامي، ودون محاولة إثارة الرأي العام، ولكن أحداث نجع حمادي كانت أقسى مما يعتبره الكثيرين، فالوضع سيء للغاية، وهناك تراخي أمني ملحوظ، وهناك ضغوط كبيرة مورست على الأنبا كيرلس من أجل تهدئة الأمور حتى ولو وصلت الأمور إلى التحفظ على بعض الشباب القبطي واعتقاله من أجل الضغط لتخفيف الهجوم الشرس الذي تعرض له الأمن مؤخرًا.
جورجيت قليني تعرف جيدًا أنها عضو بالبرلمان بالتعيين، وأن ما قامت به يمكن أن يعرضها لفقد عضويتها، خاصة وأن هناك تقارير صحفية أشارت إلى استبعاد قليني من التعيين في أي منصب مقبل، دون أن يعلمون أن مجلس الشعب في دورته الجديدة لن يشهد فيه تعيين للمرأة، وستجرى انتخابات في إطار "الكوتة"، وبالتالي لن يفرق معها إذا كانت ستعين مرة أخرى أم أنها سترشح نفسها، فالشاهد عن الحق شيطان أخرس!
جورجيت لم تكذب، حاولت بقدر المستطاع أن تصف المأساة الكبيرة التي وجدتها بنفسها، خاصة وأنها ذهبت إلى موقع الأحداث يوم السبت الماضي، أي بعد يومين من الأحداث الساخنة، وهو ما ساعد على رؤيتها للأحداث بعيون طبيعية دون تجميل!
هناك من يتهم الأمن بأنه يحاول التعتيم على ما حدث، ولكن ما حدث من الأمن موقف معتاد يقوم به المسئولين لحفظ ماء وجههم، حيث يتم اعتقال بعض الشباب من أجل خرس السنة وعدم الحديث عن أي تراخي أمني، ثم يتم بعد ذلك سيناريو إجراء الصلح بين طرفي المشكلة، ومن ثم يخرج الأمور بشكل عادي وسلس دون أي تعقدات، ولكن المشكلة الآن هو أنه لا يوجد طرفين للمشكلة، فالمأساة أكبر مما شهده المجتمع في الفترة الأخيرة، وبالتالى هذا الأسلوب لم يعد لائقًا في التعامل مع الاحتقان الطائفي.
جورجيت لم تخطئ، والأنبا كيرلس لم ولن ينكسر، والأيام المقبلة ستشهد العديد من المفاجآت، وإننا لمنتظرون! |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|