بقلم: إيليا مقار أطلب الطلاق لأن النظام يعمد إلى قهر الإقباط وكتم صوتهم وكأنهم أقلية عنيفة ذات تاريخ دموي. أطلب الطلاق لأن هذا النظام يستطيع السيطرة على مباراة ملتهبة يحضرها عشرات الآلاف من المتحمسين بينما يقف متفرجًا عند الإعتداء على أقلية قبطية في قرية أو مدينة بواسطة مئات الهمج، فيتدخل بعد أن يكونوا قد ارتووا من دم الأقباط وعرقهم وكفاح سنينهم ليتركهم أقلية ذليلة منكسرة عليها تحمل تبعات أي فرد منها يتجرأ ويعتدي على شخص مسلم، وإن لم يعتد شخص قبطي على مسلم، يمكن إطلاق شائعة لتنطلق الكلاب علي أجساد الأقباط. والويل لمن يجرؤ على الشكوى أو المطالبة بالحق أو التعويض، فإنه يعرض نفسه لعقاب أشد في قد يكون في ليلة عيد كما حدث مع إخوتنا في نجع حمادي، لينقض أتباع النظام وزبانيته على شباب من أبناء الكنيسة في عمر الزهور، ويقف وأمامه ستة جثث هامدة وحوله زبانيته يطلقهم في القرى والمدن ليسلبون ويحرقون وكأن حرق قلوب الأقباط على قتلاهم لم يكن مذلاً بدرجة كافية. هل انتهى الأقباط؟ هل تحمُل هذا الزواج الباطل جزءٌ من الإيمان؟؟ الإجابة القاطعة هي "بالطبع لا". هل هناك نور في نهاية النفق؟ نعم! النور يأتي من حقيقة أن الكنيسة يمكنها الطلاق والإبتعاد عن هذا الشريك المغتصب المعتدي عن طريق عدم سد قنوات الإتصال مع أي قوى وطنية مهما كانت، فلن تكون الإمور أسوأ، والأسوأ فقط قد يكون في عدد الضحايا وهو الأمر الذي أراه قادمًا لا محالة. الكنيسة التي طالما وجهت أصوات أبناءها لإنتخاب الحزب الوطني وزبانية النظام، تستطيع أن تتوقف عن ذلك الإ لو قدم لها النظام الثمن السياسي المناسب، لنصل إلى (Win-Win Situation). أصوات الأقباط في مقابل الأمان، أصوات الأقباط في مقابل المساواة. الكنيسة لديها قوة جبارة، هي قوة شعبها. في عدد من مظاهرات المهجر الأخيرة، كان يكفي أن يعلن الأسقف أنه لن يقف ضد حرية شعبه في التظاهر، كان يكفي إعلانًا خجولاً كهذا ليخرج آلاف الأقباط من بيوتهم، فما بالك أن صرخ البابا في شعبه وطلب منهم انتهاج أساليب الإعتراض السلمي كالتظاهر والإعتصامات والإضرابات وغيرها! النور أيضًا يأتي من أن قهر السنين لم يقضي على صلابة القبطي، ولسبب أفشل في تحديده، يوجد ملايين من الشباب القبطي الذين لم يقهرهم النظام، ويفضلون التظاهر والخروج للشوارع وتعريض حياتهم للخطر بدلاً من الحياة أذلاء كما رأينا في نجع حمادي والشباب الرائع الذي تظاهر في الكاتدرائية. النور يأتي من أن الشارع القبطي بات مؤكدًا أننا –كأقباط- أحد أسباب ما يحدث لنا، بتغاضينا عن حقوقنا، ووضع مسميات مضحكة لصمتنا وتخاذلنا، كالتسامح والإنتظار والتهدئة، وبات الجميع يشعرون أن تاريخ من التخاذل والسكوت، هو الذي أوصلنا إلى هذه النقطة الفارقة. النور أيضًا يأتي من أن الظروف والبيئة التي حدثت فيها مذبحة نجع حمادي (2007) تختلف عن ظروف مذبحة الكشح (2000)، فالآن يوجد إعلام داخل وخارج مصر لا يرتبط بشدة بقواعد اللعبة التي تحددها الحكومة التي كانت تملي علينا ما يجب أن نقرأ وما يجب أن نرى، إلى جانب إعلام قبطي وليد يسهم في توجيه الأقباط ويدشن لمرحة جديدة بعد النجاح الرائع لعدد كبير من المواقع القبطية الإخبارية، هذا إلى جانب مئات الكتاب المسلمين المعتدلين الذين أبدعوا في كتاباتهم مستنكرين ما يحدث للأقباط. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت | عدد التعليقات: ٨ تعليق |