بقلم / مجدي ملاك ولكن ما هو الموقف الآن؟ يمكن وصف المرحلة الحالية بأنها مرحلة التخبط التي أصبح الكل يعمل بمعزل عن الآخر وبحيث اختلفت الأهداف ولم يعد الهدف الكبير واضح أو ظاهر كما كان من قبل، وربما هذا الكلام يغضب البعض ولكن الحديث بصراحة ووضح عن هذه المرحلة أمر هو ويتسق مع ضرورة الإصلاح التي يجب أن تعيد المسار القبطي إلى طريقه الصحيح حتى نستطيع أن نحقق ما كان الجميع يسعى إليه حين بدأ هذا الجهد. ولتصحيح المسار يجب أن نعي بعض من سلبيات المرحلة الحالية التي دفعت إلى هذا الأمر ومنها: النقد والهدم: وهي صفة ظهرت أيضاً بمنتهى الوضوح في تلك المرحلة حيث أصبح النقد والهدم في الآخرين هو السبيل من أجل الظهور وبحيث إن اختلف اثنين من الأقباط في وسيلة التعبير أو في كيفية التعامل مع قضية معينة بدأت ظاهرة النقد بمعنى الهد وليس النقد الايجابي، ولأول مرة ظهرت مفاهيم في الوسط القبطي لم تظهر من قبل مثل (ذلك عميل أمني، وهذا تابع للحكومة والنظام، له أجندة خارجية) وغيرها من المصطلحات التي على ما يبدو أنهم تأثروا بالوقع العربي فيها ولم يستطيعوا أن يفصلوا أنفسهم عنه وبحيث مَن سمع تلك الاتهامات سوف يعتقد أنه يتحدث عن أمر يخص العالم العربي ولكن وبكل أسف كان الحديث يخص الأقباط. غياب العمل الجماعي: وبحيث لم يعد هناك قبطي يعمل مع آخر بل تحول الأمر إلى مجموعات وربما يكون هذا في حد ذاته أمر حسن إذا كان هناك تعاون وتوحد في الهدف وبصرف النظر عن الأساليب. ولكن المشكلة الكبرى التي يعاني منها الأقباط في الوقت الحالي هو افتقادهم الكبير للعمل الجماعي الذي يساعد على تكوين رؤية واضحة وشاملة عن ما يجب فعله وما نريده تحديداً، وتلك تعتبر أحد أهم العيوب على الإطلاق لأن معظمهم يعيش في الخارج ورأى كيف يعمل الكل من أجل واحد، واحد من أجل ومن ثم فليس هناك ما يبرر عدم القدرة على العمل الجماعي. هذه بعض عيوب المرحلة الحالية التي لا يجب أن ننكرها بل يجب علينا السعي من أجل وضعها في إطارها الصحيح والعمل على مراجعتها بمنتهى السرعة ذلك لأن قدرتنا على النقد الذاتي في المرحلة القادمة هي التي سوف تحدد مدى نجاحنا وقدرتنا على إقناع غيرنا ولعل ذلك لن يتحقق دون: *توحيد الرؤية والهدف: وهنا أنا لا أقول توحيد الأسلوب ولكن ضرورة العمل على توحيد ما نريده في المرحلة الحالية وليس بشكل عام لأنه من المهم أن نضح مراحل لتحقيق أهدافنا، فلا يوجد شيء يتحقق مرة واحدة. *وقف النزاعات والاتهامات: فلا يعقل أن تنحصر القضية في نزاعات شخصية بين مجموعة أو مجموعات كل منها يحاول اتهام الآخر بمجموعة من الاتهامات غير صحيحة على الإطلاق حتى وإن كانت صحيحة فلا يجب أن يكون منبرها الإعلامي هو السبيل لها لأن ذلك يعني استغلال معلومات ليس لصالح القضية ولكن بغرض شخصي، ومن ثم علينا أن نوقف الاتهامات ضد بعضنا البعض ليكون الاحترام هو ما يجمعنا حتى ولو اختلفنا. *الابتعاد عن الشخصنة: وهي من أهم النقاط فالقضية لا يجب أن ترتبط باسم دون آخر، فشخصنة القضية في شخص ما تضعف منها ولا تخدمها فكل منّا يجب أن يعمل ويضيف للقضية وبذلك تضيف القضية له وليس العكس، فالعمل الذي يعتمد على الشخصنة هو عمل فاشل وسينتهي بمجرد انتهاء الشخص، أما العمل القائم على نظام مؤسسي فسوف تستمر القضية ليعطي لها كل من يستطيع. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٥ تعليق |