بقلم: أماني موسى
بعد انتهاء فترة صوم الميلاد وبدء فترة الانفراجة والاستراحة الصغيرة، حيث يلاحقه بعد عدة أسابيع الصوم الكبير، وفي الفترة الصغيرة دي بتنتشر عدوى الجواز والخطوبات عقبال عندكوا جميعًا وبتنهال دعاوى الأفراح، وفي مرة من ذات المرات أسعدني الحظ وحضرت فرح إحدى قريباتي في مكان فخم وكما انتشرت مقولة ألف مبروك للعروسين وكان الجميع يرددها كالببغاوات، وجدت عبارة أخرى ينطق بها الجميع وكأنها داخل المقرر الدراسي لدرجة تشعر معها أنها أحد مراسم الفرح بالفندق وعلى الجميع تنفيذها.
وكانت العبارة هي (عقبالك يا حبيبتي..... ها مفيش حاجة كدة في السكة؟ هما عميوا ولا إيه.....) وكان البعض يرددها بنغمة الشفقة وكأني مصابة بعاهة –وناقص يجيب منديل ويمسح دموعي- وآخرون يرددونها بنغمة التشفي وعيونهم بتقول (أحسن أنتي فاكرة نفسك إيه) وآخرون ينطقونها من باب التطفل والثقالة، والبعض ينطقها كنوع من التكرار لمن حوله والبسمة البلهاء تعلو شفتيه!!!
وفي كل مرة مع كل سؤال مطلوب منك تقديم إجابة وتفسير وشرح بالمبررات المنطقية مع الحفاظ على ابتسامة خفيفة تعلو الوجه!!
وتساءلت إحداهن قائلة: إيه دة وهما مالهم، فأجبتها: مش عارفة يا أختي واضح أن كل قضايا البلد خلصت وأصبحت قضية جوازي هي قضية أمن قومي والكل مهتم بيها!! ولا تلقي السؤال دة متوزع عليهم في دعاوي الفرح.
ووجدت إحداهن تقترب مني وتقول: شايفة الواد الحليوة اللي هناك دة؟؟ دة ابن أختي وبيدور على عروسة وعايز يتعرف.
فضحكت وقلت: حضرتك أنا مش بحب الطريقة دي، فضمت حاجبيها وكشرت عن أنيابها قائلة: يا حبيبتي جربي أنتي هتخسري إيه، وبعدين دة مهندس أد الدنيا يعني ألف من تتمناه..... وكان ناقص تقوم تضربني!!
وقامت وأحضرت الكابتن معها ليجلس معنا وتتم عملية توفيق راسين في الحلال، وحين جلس الشاب بدا وسيمًا في طريقة كلامه وتفكيره، ولكن بعد فترة من الكلام التقليدي عن نفسه وإنجازاته أخدنا الحوار للكلام عن الخروجات، فقلت استغل الفرصة واعمل له اختبار الحنفية، والاختبار دة اختبار تقليدي بتقوم بيه البنت عشان تعرف إيه نوع الولد هل كريم حنفية ولا مركب جِلدة وبينقط وينقط في نفس الوقت.
وأول ما فتحنا سيرة الخروج لقيته اقترح نروح أي كافيه..... فقلت في عقل بالي: باين من أولها أنه مركب جلدة وعايز يوفر، أصل خروجة الكافيه دي أخرها كوباية شاي وبس، والباقي أنتوا عارفينه شوية تمشية عالكورنيش مع قليل من الترمس وكثير من وجع الأقدام...
لكن أنا قلت أحاول أكون أذكى، وقلتله نروح المطعم الصيني لأنه تحفة، فسكت شوية وكأنه حس أنه اتزنق ومش عارف يخرج من الموقف، وأجاب لا معرفوش للأسف.. فضحكت وقلت: أنا أعرفه... بس محتاج فلوس كتير شوية، فاعتدل في جلسته وأدار وجهه للخلف ولم يلقي أي تعليق!!
أدركت أنه يعاني من نقص حاد في الكرم وبخل مزمن، فقلت له ساخرة: متقلقش كل واحد على حسابه... وهنا فقط أنفرجت أساريره وتنفس الصعداء وقال: موافق!! ولكني أجابته: وأنا مش موافقة، فأندهش متسائلاً ليه؟ فقلت لا أبدًا ..... إحنا أخر الشهر والجيب حالته المعنوية مش مرتفعة. فضحك بسماجه وقال: معاكي حق نأجلها.
وحينها قلت له: على فكرة طبقك زي ما هو ركز فيه، وكان على طرف لساني أقول له: فرصة يا بني عشا فاخر ببلاش. وقمت من المكان شاعرة بحالة من القيء والغثيان. وضحكت صديقتي وهي تقول: دة عايز عروسة صيني رخيصة وموفرة. |