روزاليوسف |
المؤكد.. أن تأثير منتخب مصر الوطنى لكرة القدم فى عموم المصريين يتجاوز الفوز بأمم أفريقيا للمرة السابعة فى تاريخه والثالثة على التوالى.. ذلك أن الإنجاز غير المسبوق لمنتخب الفراعنة سيأخذ طريقه إلى موسوعات الأرقام القياسية والخوارق.. بينما ننتظر نحن بطولة أخرى تستوعب شهوة الانتصار التى أطلق لها شحاتة وأولاده البراح. هذه أحد روافد التأثير فى عموم المصريين.. إضافة إلى استعادة فضيلة الأداء الجماعى التى كانت غائبة عن العابنا غير الفردية، واللعب بروح حرة لاتستسيغ قاعدة التمثيل المشرف، وترفض لعب أدوار الكومبارس.
هل لاحظت أننا نتكلم عن منتخب الفراعنة وليس الساجدين ذلك الوصف الذى يجاهد البعض لفرضه على المصريين. إذا لم تنتبه.. فلا مفر إذن من الاعتراف بأننا نرفض وصف منتخب الساجدين، ولانريده.. بالطبع هذا الموقف سيثير الخوف فى قلوب الضعفاء الذين جرى اختطاف روحهم ووعيهم بمعرفة مروجى الفتن، ومحترفى تعكير الأجواء الصافية بحثاً عن صيد خبيث، أولئك الذين نجحوا - ربما بجدارة - فى النزول بالدين من عنان السماء إلى الشوارع والميادين والساحات والملاعب حتى أصبح مثل عصا غليظة معلقة فى الهواء لإرهاب الآمنين والمؤمنين بالفطرة.. واعترافنا هذا مشمول بالأسباب والمبررات التى تبرهن على أن أى رمز محمل على الدين سواء كان كلمة أو صورة.. تميمة أو أيقونة بات يمثل العصب الحساس الذى يستنفر مارد الغضب الأعمى. ويحيل من يحاول التصحيح أو التحليل إلى مارق مهما كانت درجته العلمية، وشفافية وصدق اجتهاده. محاولة شريرة مقابل المحاولات الشريرة لترويج وصف الساجدين على المنتخب وجهازه، هناك محاولات أشد لإسقاط وصف الفراعنة عن المنتخب كخطوة فعالة لإسقاطه عن مصر ، وهى محاولات بدأت منذ سنوات عبر تيارات تنسب نفسها إلى الإسلام من قبيل البلطجة، وقد تنطلى أساليبهم الرخيصة والتافهة على البعض، بعض الوقت،خاصة عندما توصف الحضارة الفرعونية بالوثنية والكفر. وسط هذا الصخب الذى يشل التفكير، ويعمى البصيرة ستأخذ الحقيقة منحى آخر تبدو فيه مثل أكاذيب ملفقة.. حقيقة أن العالم كله يقر ويعترف بعظمة الحضارة الفرعونية واعتبارها إحدى أهم وأرقى الحضارات على الإطلاق.. وسيصبح الكلام عن أسبقية المصريين إلى معرفة التوحيد أشبه بالطنين.. إذ تزيد القناعة بأنها حضارة التماثيل والمساخيط. يريدونها طائفية الصدمة التى روعت هؤلاء الأفاقين مروجى الفتن والقلق والتعصب أن الجماهير الغفيرة التفت بكامل التلقائية وبفطرة قادرة -دون تمييز -حول رمز وطنى وليس دينيا هو علم مصر، الذى نجح شحاتة وأولاده فى تأكيده داخل الحس الشعبى ليصبح جزءا من الاحتفال.. لم يرفع المحتفلون المصاحف كما فعل أحمد سليمان مدرب حراس مرمى المنتخب فى مباراة ربع النهائى أمام الكاميرون.. هذا الالتفاف الفطرى وتحويل العلم إلى جزء أساسى فى الاحتفالات المنصوبة فى طول مصر وعرضها أزعج المنافقين والمزايدين والمنتفعين بتجارة الدين.. إنهم يريدونها طائفية. لاعبون فى خطر الكارثة الكبرى أن هذه المزايدات الشيطانية التى تولد وتتضخم فى مصر، قد دخلت مناطق أكثر خطورة وأكثر تهورا، كأنها كرة نار ساقطة من قمة إفرست، إذ يجرى استخدامها للتشهير بمصر فى المحافل الدولية.. ومؤخرا نشرت أكثر من صحيفة عالمية عن أن اختيار لاعبى المنتخب يتم على أسس دينية وفق القواعد الإسلامية وتساءلت هذه الصحف عن موقف المسيحيين من ذلك سواء كلاعبين أو أفراد، وأفاضت فى زرع الشقاق بالسؤال: هل على المسيحيين تشجيع هذا المنتخب أم لا؟! ناقص 5000 وقد حدد الرئيس مبارك أثناء تكريمه لمنتخب الفراعنة المعطيات التى أهلت المنتخب لتحقيق إنجازه التاريخى حين قال إن قلوب المصريين كانت مع منتخبهم فى أنجولا يوماً بيوم، وأن المنتخب بأدائه وحماسه وتفانى لاعبيه كانوا علي قدر المسئولية وعلى قدر تطلعات وآمال الشعب وكانوا نموذجاً حياً لتصميم وعزم المصريين، وشاهداً على انتماء هذا الجيل من الشباب لمصر ورقيها. وأضاف الرئيس أن الأداء الرفيع للمنتخب فى أنجولا يتجاوز مجرد الفوز بالبطولة وتأكيد جدارتهم بصدارة لمنتخبات الأفريقية، وقال الرئيس لقد حققتم ماهو أهم من ذلك، وبرهنتم أمام العالم على رقى هذا الشعب فى عراقته وحضارته وأخلاقه وثقافته وإدراكه للمغزى الحقيقى للرياضة كجسر للأخوة والصداقة بين الأمم والشعوب.. كما أن هذا الفوز بمعانيه ودلالاته لم يكن سهلاً ولم يكن الطريق إليه مفروشا بالورود لكنه تحقق فى النهاية، وكما هو مطلوب فى جميع المجالات بالثقة والجهد والتصميم والكفاح، فتلك هى مصر، وهؤلاء هم المصريون دائماً وأبداً. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع:
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |