بقلم: أنيس منصور |
يتمنى المرء في الصيف الشتا فإذا جاء الشتا أنكره فهو لا يصبر على حال «قتل الإنسان ما أكفره» في الصيدليات حبوب تجعلك سمينا، وحبوب أخرى تجعلك نحيفا. والمطلوب هو أن تكون رشيقا أي وسطا بين البدانة والنحافة، فأصعب الأمور الوسط، وخير الأمور الوسط. وليس أسهل من أن تكون متطرفا، وليس أصعب من أن تكون معتدلا.. وحياتنا هي محاولة مستمرة للتوفيق بين هذه الأطراف. والقصيرة تريد رجلا طويلا.. والطويل يريد واحدة قصيرة. والبيضاء تفضل الأسمر، والأسمر يحب الشقراء. ولذلك نندهش كثيرا عندما نرى الأزواج.. هناك خلافات وفروقات.. ولكن يمضي الوقت فيرفض كل واحد الآخر، ويختفي الحب، من طرف إلى طرف. ومن الصعب أن نظن ذلك. فالحالة النفسية تتغير، والقلب يتقلب ويتألب. وتقع الخلافات. ويصعب البقاء معا.. إلى آخر القصص التي نعرفها في المحاكم ونقرأها في الصحف.. والسبب واحد: أن القناعة صعبة والطمع سهل. والمثل يقول: كل من رضي بقليله عاش.. ولكن لا أحد يرضى، ولا أحد يشبع، ولا أحد يقنع.. إلا من أنعم الله عليه بنعمة تقبيل اليد وجها لظهر ويشكر الله على ما أعطاه، قليلا كان أو كثيرا. يقال إن حكيما هنديا كان يمشي في البلاد يتصفح وجوه الناس ويطيل الاستماع إليهم، فوجدهم صورة واحدة وطرازا واحدا، إلا رجلا.. وجده جالسا تحت شجرة وإلى جواره كلب وقرد وثعبان، فأدهشه ذلك. فوقف غير بعيد يرى ويتأمل.. ثم دنا من الرجل وقال له: «السلام عليكم». فرد عليه: «وعليكم السلام». ثم سأله: «من أين لك هذه السعادة؟».. فأجاب الرجل: «لأنني لا أنظر إلى الآخرين. كما فعلت أنت هنا وفي بلاد أخرى».. ثم سأله عن هذه الحيوانات فقال: «عرفت الإنسان فأحببت الحيوانات.. إنها تبحث عن طعامها وتجيء به إلى جواري تأكل ولا أشاركها فيه». فعاد الحكيم الهندي يقول: «عرفت من رجل واحد أجمل وأروع ما في هذه الدنيا»!. نقلا عن الشرق الأوسط |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |