بقلم: أنور عصمت السادات
أحداث ومآسي تتكرر ولا تزال الساحة المصرية مليئة بالقلق والاضطرابات، وإن كان مناخ الفتن قد أخذ طريقه إلى الاستقرار وبدأت السفن المحملة بما يدمر قيّم هذا الوطن ترسو قليلاً، إلا أننا متخوفين من أن تشتعل النيران من جديد.
أحداث نجع حمادي الأخيرة التي شاهدناها جميعًا وأصابتنا بحالة من الغضب والحزن الشديد لما أصاب أهلنا وشبابنا من أقباط مصر في ليلة عيدهم فقتلت فرحتهم وبدلت السعادة والبسمة بأحزان وصرخات ودموع لابد وآلا تمر كغيرها من الأحداث.
والآن وإن هدأت العاصفة بعض الشيء فإن نار الآسىَ والحزن لم تنطفئ داخل نفوسنا وما زال للجرح آثر وأرى أننا أمام تساؤل مهم للغاية وهو: هل ننتظر أن تهب عاصفة جديدة أو أن تتكرر نفس السيناريوهات وربما يكون القادم أبشع لنبدأ معالجة القضية والبحث عن حلول وبدائل.
أم أن الحكومة المصرية اعتادت تلك الجرائم واعتبرتها أحداث عادية تأخذ وقتها وحفظت أنشودة جميلة يلقونها على مسامع الأقباط تهدأ بها المشاعر وتطمئن لها بعض القلوب إلى أن تأخذ الأحداث حدتها وكأن شيئًا لم يكن.
ولعل الحكومة المصرية توافقني الرأي بأنه لابد من تشريعات حاسمة وسريعة تمحو التمييز وترسخ مبدأ العدالة وسيادة القانون وقلت بأن الإصلاح يبدأ من القاع إلى القمة وليس من القمة إلى القاع حين ناديت بالتركيز على دور الأسرة والمسجد والكنيسة وتحسين منظومة التعليم، خاصةًَ في مراحله الأولى من أجل تربية النشء على المحبة والتسامح وحرية العقيدة,,, وقلنا كثيرًا بأن الإعلام عليه أن يلعب دورًا أكبر في تدعيم أواصر التآخي والتآلف وإلقاء الضوء على أهمية ترابط المجتمع بكل طوائفه إن أردنا لمصرنا التقدم والرخاء....
ولكن إن أستمر الحال هكذا وأقتصر دورنا فقط على التهدئة وضبط الجناة ومعاقبتهم دون محرضيهم فلننتظر جرائم أعنف مما حدث وأجيال سوف تبدأ حياتها برؤية مشاهد القتل والدماء. وسوف تنمو بذور الفتن وتصبح أشجاراً كثيفة ذات جذور قوية وعميقة تتغلغل في أرض مصر وتحتاج من آن لآخر أن نرويها بمزيد من الدماء.
وأعتقد أنه آن الأوان لكل شباب مصر للمشاركة السياسية والانضمام للأحزاب والدعوة معنا للإصلاح والتنمية حتى نحقق النهضة والاستقرار وإلا فلا نلوم إلا أنفسنا.
وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية
info@el-sadat.org |