CET 00:00:00 - 01/03/2010

مساحة رأي

بقلم: هاني رمسيس
كثيراً ما تساءلت ، لماذا لا يوجد مكرم عبيد آخر ؟  و سريعاً ما كانت تأتى الإجابة ، لأنه لا يوجد سعد زغلول آخر ، لكن الإجابة لم تكن لتقنعنى أحياناً كثيرة ، فليس من الضرورى أن يكون هناك سعد زغلول ليتواجد مكرم عبيد ، أو من المفترض كذلك .
البرادعى الذى رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، و الذى بدأ حياته موظفاً فى الخارجية المصرية  و عاش خارج مصر معظم فترة حياته العملية ، و حصل على نوبل للسلام ثم قلادة النيل من النظام المصرى ، و الذى لم يعارض النظام فى مصر و لم يعمل بالسياسة ، يُنظر إليه الآن كالمنقذ و المُخلّص ، و كقادة حركات الإستقلال .

وبالمقارنة بشخصيات مثل رفعت السعيد  و أسامة الغزالى حرب ، الأكثر دراية وعملاً بالسياسة المصرية ، و الأسهل فى تحقيق شروط الترشيح ، حيث أن كُلاً منهما رئيس حزب معارض . أتساءل لماذا البرادعى بالذات ، والذى لم تلاحقه – بعيداً عن إعلام الحكومة – أى إتهامات مثل ازدواج الإنتماء و العلمانية  و الإستقواء بالخارج  و غيرها ، مما يطلقه القوميون و العروبيون و الإسلاميون . فهل فقد المصريون الأمل فى كل من بالداخل ، أم هى الحاجة إلى تغيير كل شئ ، ليس فقط النظام الحاكم بل حتى قوى المعارضة ، أم تراها عقدة الخواجة ؟
البرادعى الذى أُستقبل إستقبال الفاتحين ، والذى صار بيته قبلة كل أطياف المعارضة المصرية ، بدأ يكتب أيضاً بيده شهادة وفاة تأييد الأقباط للحزب الوطنى (أحسن الوحشين) ، الذى كان يطرح نفسه البديل الوحيد للإخوان .

البرادعى و منذ أن أعلن نيته الترشيح لرئاسة مصر تحت شروط معينة ، ومصر كلها فى حالة جعجعة - بغض النظر عن نتيجة هذه الجعجة .
هذا هو البرادعى ، فأين القبطى المنتظر ، السياسى أو القانونى أو الحقوقى القبطى ، الذى يجتمع حوله الأقباط ، بعيداً و بدون إنتظار رأى الكنيسة ، ليكون لهم رأيهم الذى يُثمّن غالياً ؟
هذا هو البرادعى الذى إلتف حوله الشباب ، ويحاول أن يختطفه الإسلاميون والحنجوريون و مدعوّ الليبرالية ، فأين الأقباط ؟

هذا هو البرادعى ، الرجل الحالم بعالم (اليوتوبيا) ، الذى يحاول الإخوان إستخدامه كحصان طروادة ، والذين لا مانع لديهم من تأييده حتى لو إختلفوا معه حول أحقية القبطى والمرأة فى رئاسة الجمهورية ، و لا مانع لديهم من التنازل له خمس أو حتى عشر سنوات حُكم ليبرالى ديمقراطى ، فى سبيل الوصول للكرسى و إعلان دولتهم المتوهمة .
هذا هو البرادعى ، الذى تقابل معه كل ألوان القوى السياسية ، إلا الأقباط الذين مازالت حالة التوجس تسيطر عليهم ، والذى أخشى أن تستمر طويلاً ، برغم تحمس شباب القبط له .
هذا هو البرادعى ، فأين القبطى المنتظر ؟ فإن لم يوجد هذا القبطى فعلينا خلقه وإبتكاره وإختراعه ، وإلا فستظل دماء إخوتنا تهرق متفرقة بين الحزب الوطنى والإسلام السياسى  ، فهل من مبتكرين و مخترعين ؟ 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق