لماذا لا يريد الرئيس مبارك التقاعد وترك الحكم لغيره؟؟

بقلم: صبحي فؤاد
الرئيس مبارك تجاوز الثمانين من العمر واقتربت مدة جلوسه على مقعد الحكم من الثلاثين عامًا..ورغم ذلك يريد البقاء وعدم التخلي عن الرئاسة لغيره من المصريين حتى آخر نبض في صدره.. يريد ترشيح أو فرض نفسه على الشعب المصرى لفترة تمتد لست سنوات أخرى وتبدأ من العام القادم من أجل استكمال برنامجه الانتخابي الجديد الذي تكرم مشكورًا رئيس تحرير جريدة الجمهورية بنشره فى جريدته يوم الخميس 4 مارس.

وقد تصور الحالمون ان الرئيس مبارك ربما يتقاعد بعد انتهاء فترة رئاستة الحالية فى عام 2011 ويترك الباب مفتوحا امام الجميع للتقدم لترشيح انفسهم فى انتخابات الرئاسة القادمة بحرية وشفافية بعد ان وجد معارضة قوية من الشعب لفكرة توريث الحكم لابنة جمال .. ولكن بعد ان كتب رئيس تحرير الجمهورية عن البرنامج الانتخابى الجديد للرئيس المليىء بالوعود والامال الوردية وعدد انجازاتة الضخمة التى قال انها تحققت منذ تولية الحكم صار الامل فى وصول اى شخص اخر الى مقعد الحكم لسنوات قادمة لا يعرف عددها سوى من فى يدة اعمار البشر امرا من سابع المستحيلات فى الوقت الراهن مهما كانت شعبيتة او امكانياتة وخبراتة وقدراتة العلمية والسياسية وحب الناس وتأيدهم لة .. ببساطة شديدة لان الحاكم فى مصر يملك كل الاوراق فى يدة من امكانيات مادية واجهزة دعاية ضخمة واعلام مطيع قادر على الاطاحة باى شخصية مصرية محبوبة تقف فى طريق الرئيس وبوليس واجهزة مخابرات وامن دولة يرصد ويتصيد اخطاء المنافسين لتحطيم احلامهم فى الوصول الى الحكم .

وسؤالى هنا : لماذا لا يريد الرئيس مبارك التقاعد بعد ان امضى ثلاثون عاما تقريبا فى حكم المحروسة بالاضافة الى السنوات التى امضاها نائبا للسادات وشريكا لة فى الحكم ؟؟ ترى مالذى الذى يخيف الرئيس من فكرة التقاعدة ورفضها والاصرار على التمسك بالسلطة حتى النفس الاخير ؟؟ هل يخشى الرئيس مبارك اذا تقاعد ان ياتى من يحاسبة على اخطائة التى ارتكبها اثناء تولية الحكم ؟؟ واذا كان الرئيس يخشى من هذا الامر لماذا لا يغير الدستور ويضع فية نصا للعفو عن الحاكم فى حالة ارتكابة اخطاء الا فيما يتعلق بالجرائم ضد الانسانية ؟؟ من ناحية اخرى هل قدرات الرئيس الجسدية والذهنية والعقلية بعد تجاوزة الثمانين من العمر سوف تمكنة من الاستمرار فى عملة كرئيس مسئولياتة ضخمة وكثيرة مطلوب منة يوميا اتخاذ قرارت هامة وخطيرة من شانها تحديد مصير مصر ومستقبلها وشعبها الذى تجاوز تعدادة الثمانين معظمهم فقراء ويزدادون سنويا مليون وربع او مليون ونصف ؟؟

اذكر اننا سمعنا الرئيس مبارك مرات ومرات يشكو من افتقادة الى حياة المواطن المصرى العادى البسيط .. يشكو من سجن الرئاسة الذى شبهة فى مرة من المرات بسجن الباستيل فى فرنسا .. فلماذا اذن لا ينتهز الفرصة ويخرج من هذا السجن ويتقاعد هذا العام او العام القادم لكى يتمتع بما تبقى لة من عمر بعيدا عن هموم الرئاسة ومشاكلها ومتاعبها وفى نفس الوقت يعطى الفرصة الى المصريين لكى يختاروا بحرية كاملة وشفافية وبدون تدخل من اجهزة الدولة من يريدون من الشرفاء المشهود لهم بالعمل الوطنى ونظافة اليد والسمعة الطيبة والحياد وعدم التعصب والقدرة على تجميع وتوحيد المصريين ولم شملهم؟؟

اننى ارجو ان يتحلى الرئيس مبارك بالحكمة والواقعية ويقوم بالتخلى عن الحكم قبل حلول موعد الانتخابات القادمة لاتاحة الفرصة امام المصريين لاختيار من يريدون بحرية كاملة خلفا لة سواء ابنة جمال او السيدة حرمة سوزان مبارك او الدكتور محمد البرادعى او ايمن نور او حتى مهدى بية عاكف او محمد هنيدى او غيرهم .. اما اصرارة على البقاء فى الحكم حتى اخر لحظة من عمرة فاننى والوف غيرى نرى انة لن يكون لصالح مصر وشعبها واستقرار الاوضاع الداخلية والاقتصادية فيها بل عل العكس سوف يزيد الانقسامات اكثر بين ابناء الوطن الواحد ويؤدى الى زيادة القلق والخوف من المجهول وهروب روؤس الاموال الى الخارج وزيادة نسبة العاطلين عن العمل ومن ثم عودة الجماعات الظلامية والتيارات المتطرفة للسيطرة على المجتمع المصرى من جديد.

استراليا
sobhy@iprimus.com.au