بقلم: مارغريت خشويان
السعادة هي شعور داخلي وإحساس قوي يغير طبيعة الإنسان من حالة إلى حالة قد لا يعرف الإنسان مصدره ولماذا يهتم به..
السعادة شعور غير مرئي خارج عالمنا لا نستطيع أن نراه أو نحتفظ به يمدنا بقوة لنستمر في بلوغ حياة أفضل ملؤها الطمأنينة.
كلٌّ يفتش عن السعادة من حوله، خارج إدراكه، فأحيانًا يلحقها ويحس بها، وأحيانًا لا يستطيع الوصول إليها لأنها صعبة المرتقى والمنال.
السعادة أنواع:
أولاً، سعادة الغنى والثروة:
كثيرون من يفكرون أن سعادتهم في اقتناء الأموال وتحصيلها بأي طريقة كانت، حيث يأملون أن يقضوا أيامهم في الحصول على كل ما يرغبون ويشتهون بطريق الشراء والربح وهذا كثيرًا ما تكون نتيجته الفراغ والمأساة.
ثانيًا، السعادة السلطوية:
كثيرون من يفتشون عن سعادتهم بارتقاء المكاسب والوجاهة، فيشعرون بلذة كبيرة حينما يأمرون وينهون بسلطة قوية، ولكن إلى متى تدوم هذه السلطة ألسنين أم لأشهر أم لأيام؟.
ثالثًا، السعادة الجسدية:
كثيرون من يعشقون جسدهن فيُصابون بمرض النرجسية، فكلما تباهى الإنسان بقامته وجمال وجهه، فهذا إنما يدوم لأعوام قصيرة ثم يذبل ويؤول كالعشب الذي يزهو في الحقل بألوانه فما يلبث أن ييبس ويلقى في التنور، هذا أولاً، وثانيًا هناك من يجد سعادته في شهوات جسده فيعبث كالأعمى لا يدري ما يفعل وكمن يقبض على عود من نار لا ينفك أن يُشعل يداه.
رابعًا، سعادة الحب:
كثيرون من يجدون سعادتهم بالحب، وما يقدمه الشريك من عاطفة وحنان وطمأنينة.. للحب مفهوم بشري معلوم، وقد يغفل عن مفهوم المحبة، فكلاهما له سعادته، فالحب أرضي زائل والمحبة روحية باقية.. والحب بين شخصين قد ينمو ويصل إلى الاقتران وبعد الاقتران قد يخفت ويموت، والمحبة بين الخالق والمخلوق كلما عتقت كلما نمت وازدادت عمقًا.
خامسًا، سعادة الإيمان:
كثيرون من يجدون سعادتهم في التوحد أو التنسك أو الترهب أو خدمة الجماعة وسط الكنيسة أو مجموعة بشكل جمعيات دينية أو مدنية أو مؤسسات خيرية وغيرها.
وإذا لم تتوفر هذه العوامل للسعادة، هل يمكن أن يكون الوهم مصدر بقائنا على هذه الارض؟ فالوهم الحقيقي هو اعتبار الماديات سعادة والعيش من خلالها لتحقيق الذات!؟
أمعقول أن نعيش بسعادة داخل الوهم؟ أم أن السعادة وهم؟. إذا لم تكن موجودة لاخترعناها للاستمرار بالحياة، أو ليس هناك سعادة حقيقية بل هناك فرح لأن السعادة الحقيقية هي سعادة الفرح بالإيمان.
أيقنت أن المحبة والإيمان هما السعادة الحقيقية، وباقي الأشياء ماديات ما تلبث أن تزول مع مرور الوقت، فإن نظرة طفل يلعب وعجوز يبكي تجعل القلب يهتز أولاَ لفرح الطفل، وثانيًا لبكاء العجوز الوحيد، فالمحبة قوة جبارة، فلولا وجود المحبة في الحياة لكانت الحياة فارغة، ليس لها طعم ولا لون، فهنيئًا لمن وجد سعادته الحقيقية في الإيمان فليحتفظ بها وينميها قدر الإمكان لأنها كنز باهظ الثمن.
ونختتم كلامنا بقول القديس أغسطينوس: "يا الله لا يرتاح قلبنا إلا فيك".
مديرة موقع طيباين الصادر عن الرابطة السريانية |