اعلن تنظيم القاعدة في العراق الجمعة فرض "حظر التجول" الاحد في جميع انحاء البلاد لمنع اجراء الانتخابات، كما افاد موقع "سايت" الاميركي لرصد المواقع الاسلامية.
وذكر الموقع ان رسالة لتنظيم القاعدة نشرت على موقع اسلامي على الانترنت تقول ان "دولة العراق الاسلامية تعلن حظر التجول يوم الانتخابات (...) من السادسة صباحا حتى السادسة مساء في جميع انحاء العراق وخاصة في المناطق السنية".
واضافت "لسلامة شعبنا يجب على كل من يعلم بهذا الامر ان يبلغ من لا يعلم حتى يتزود بما يحتاج اليه خلال فترة حظر التجول".
وحذرت دولة العراق الاسلامية، فرع القاعدة في البلاد، من يخرق حظر التجول هذا بانه "يعرض نفسه للاسف لغضب الله ولكل صنوف اسلحة المجاهدين".
خطباء الجمعة يدعون لمشاركة كثيفة
في الأثناء دعا ائمة المساجد السنية والشيعية وخطباء الجمعة في العراق الناخبين الى المشاركة الاحد المقبل بشكل كثيف في ثاني انتخابات تشريعية تجري في هذا البلد منذ الاجتياح الاميركي ربيع العام 2003.
ففي محافظة ديالى، كبرى مدنها بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، دعت المساجد السنية والشيعية الناخبين الى المشاركة لمنع التزوير. وقال الشيخ عبد الرحمن الجوراني خطيب الجمعة في مسجد الحي وسط المدينة "عليكم
بالذهاب الى مراكز الاقتراع والتصويت لان صوتكم امانة في اعناقكم". وتابع "حتى اذا كنتم لا ترغبون في التصويت، فاذهبوا لاتلاف بطاقاتكم الانتخابية لكي لا يستغلها الاخرون للتزوير".
وكانت المرجعية الشيعية ابدت الاربعاء الماضي قلقها حيال محاولات لتزوير الانتخابات عبر استخدام اقلام تستطيع مسح الحبر عن اوراق التصويت.
وقالت مصادر قريبة ان "المرجعية تبدي قلقها من محاولة تزوير الانتخابات اثر ورود معلومات تفيد ان هناك محاولات ابرزها استخدام اقلام ستوزع داخل مراكز الاقتراع يتم مسح حبرها بعد مرور 12 الى 24 ساعة". واضافت "هناك مخاوف حقيقية لدى المرجعية من حدوث تلاعب او تزوير في الاصوات".
الانتخابات "مقاومة سياسية"
وفي كربلاء، قال احمد الصافي ممثل المرجع الشيعي الكبير علي السيستاني، خلال خطبة الجمعة ان "المرجعية الدينية تشدد على ضرورة المشاركة في الانتخابات كونها تمارس دورها الارشادي والتوجيهي في المسائل الحيوية الكبرى حفاظا منها على مصالح الشعب حتى ياخذ دوره الطبيعي في رسم مستقبله الواعد".
واضاف الصافي في حضور مئات المصلين "اذا لم تكن المشاركة بالمستوى المطلوب او يحصل عزوف عن الانتخابات لاي سبب كان، فان ذلك سيمنح الفرصة لاخرين في تحقيق مآربهم غير المشروعة وبالتالي يصل الى مجلس النواب من ليس مؤهلا لذلك".
وفي الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار، قال الشيخ خالد سليمان خطيب جامع الدولة الكبير امام مئات المصلين "عليكم بالتغيير وهذه هي فرصتكم الاخيرة للتاسيس لمستقبل العراق لاربع سنوات مقبلة".
وفي مدينة الصدر، قال القيادي في التيار الصدري رجل الدين حازم الاعرجي فور انتهاء خطبة الجمعة "نحتاج منكم الالتزام بانجاح كتلة الاحرار وايصال جميع مرشحي" مقتدى الصدر الى البرلمان. واضاف "واجب عليكم ان تجوبوا الشوارع والمناطق لتعبئة المواطنين للمشاركة في الانتخابات (...) نريد تغيير الحكومة واخراج المحتل".
ووزع بيان على المصلين ممهور بختم الصدر يؤكد ان "هذه الانتخابات اعتبرها مقاومة سياسية وان قمتم بها موحدين على اكمل وجه قد تنتج نجاحا فاتحدوا من اجل تحرير العراق سياسيا".
اجراءات امنية استثنائية
ودعي نحو 19 مليون ناخب الى الادلاء باصواتهم في ثاني انتخابات تشريعية منذ سقوط النظام السابق في حين بدأ 4،1 مليون ناخب عمليات الاقتراع في 16 بلدا. ويقول سياسيون ومسؤولون ان هذه الانتخابات "مصيرية" و"حاسمة" بالنسبة الى مستقبل العراق الخارج لتوه من اتون نزاع طائفي فضلا عن اعمال عنف وحروب بدات قبل
ثلاثة عقود تقريبا.
ويشارك مئات الالاف من قوات الامن في اجراءات امنية استثنائية تحسبا لهجمات مماثلة لتلك التي وقعت منذ الاربعاء الماضي واودت بنحو خمسين شخصا. وتتضمن الخطوات اغلاق مطار بغداد والمنافذ الحدودية بين مساء غد السبت وصباح الاثنين.
وعلى الصعيد الامني، دارت مواجهات بين مؤيدي قائمة "التغيير" والتحالف الكردستاني في مدينة حلبجة الجديدة (50 كلم شرق السليمانية) اسفرت عن اصابة خمسة اشخاص بجروح، وفقا لمصدر طبي.
وفي الحلة (100 كلم جنوب بغداد) اعلن مصدر عسكري "مقتل طفل في الخامسة من عمره بانفجار عبوة ناسفة قرب مدرسة المهدي المخصصة كمركز انتخابي في الحي العسكري في ناحية المسيب".
بارزاني: اثبات "هوية" كركوك
من جانبه شدد الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني الجمعة على ضرورة المشاركة الواسعة في الانتخابات وخصوصا في كركوك "لاثبات هويتها" الكردستانية والحفاظ على المكاسب التي حققها الاكراد في بغداد.
وقال بارزاني في خطاب في الذكرى التاسعة عشرة لانتفاضة الاكراد العام 1991 "اطلب من احبتنا الاعزاء في كركوك اثبات ان هويتها كردستانية (...) وادعوكم الى عدم تفويت هذه الفرصة". واضاف "ادعو الجميع الى الادلاء باصواتهم لاننا بحاجة الى الحصول على المقاعد التي خصصت لنا وارسال ممثلينا الى بغداد".
واعتبر رئيس اقليم كردستان العراق ان "الطريق ما يزال طويلا ومليئا بالعراقيل لان كثيرين يريدون اخذ المكاسب التي حصل عليها الشعب الكردي بالدستور او تقليلها (...) وهناك مواد دستورية بحاجة الى قوانين".
واضاف "كنت اتمنى ان نشارك بقائمة واحدة لكن الاهم ان يكون موقفنا واحدا (...) حتى اذا كانت بيننا خلافات او آراء مختلفة، فيجب علينا ان نكون صفا واحدا في بغداد".
وحول تحالفات ما بعد الانتخابات، قال بارزاني "تحالفنا سيكون مع اصدقائنا الذين لدينا معهم مجموعة عوامل مشتركة وناضلنا معا، وعلى راسها التزامهم الدستور".
عراقيو الخارج يبدؤون التصويت
وبدأ العراقيون بالخارج يوم الجمعة الإدلاء بأصواتهم في عملية التصويت المبكرة في انتخابات البرلمان المقررة يوم الأحد بالعراق. وقد وافقت 16 دولة يقيم فيها عراقيون على فتح مراكز اقتراع لهم.
ومن المفترض أن يشارك في تصويت الخارج نحو مليون عراقي. وتتركز كثافة الناخبين العراقيين في الخارج في دولتين هما سورية والاردن اللتان افتتح فيهما ما يزيد على 40 مركزا انتخابيا شملت عدة مدن إلى جانب العاصمتين دمشق وعمان.
وقالت مفوضية الانتخابات العراقية إن مراكز الاقتراع خارج البلاد يتناسب توزيعها مع عدد العراقيين المقيمين بـ16 دولة وافقت على إجراء الانتخابات على أراضيها.
وأعلنت المفوضية فتح المراكز بكل من سورية والأردن وإيران ومصر والإمارات ولبنان وتركيا، إضافة إلى السويد وهولندا وألمانيا وبريطانيا والنمسا والدانمارك، وصولا إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.
كما لفتت إلى إنها خصصت للناخبين ما يزيد على ألف محطة, موزعة على 45 مدينة جرى اختيارها وفقا لكثافة العراقيين الموجودين بهذه الدول. وأشارت إلى أنه بمقدور العراقيين المقيمين بدول لا توجد فيها مكاتب اقتراع الإدلاء بأصواتهم بدول مجاورة لهم.
وتسبق عملية الاقتراع بالخارج مثيلاتها في الداخل، وتمتد ثلاثة أيام على أن تنتهي بالموعد المحدد للاقتراع داخل العراق أي بالسابع من الشهر الجاري.
ويكتسب اقتراع العراقيين بالخارج أهمية نظرا لوجود عدد يتراوح بين مئات الآلاف وبضعة ملايين عراقي بالخارج يتفاوت وصفهم بين مهاجر أو لاجئ أو نازح أو مهجّر بشكل قسري.
180 ألف عراقي في الأردن يدلون بأصواتهم
وعبر عدد كبير من العراقيين المقيمين في الأردن لمراسل "الخيمة" في العاصمة عمان عن رغبتهم الشديدة في المشاركة في انتخابات بلادهم، معتبرين انه واجب وطني يصب في المصلحة العامة للوطن.
والتقى المراسل البعض منهم في شوارع العاصمة الأردنية عمان، حيث يرى احمد السامرائي (42 عاما) بأن المشاركة ستضمن إفراز مجلس يمثل صوت الغالبية سواء في الداخل أو في الخارج، الأمر الذي سيعمل على إيجاد عراق أكثر أمنا. أما الدكتور محمد العبيدي فيرى أن مقاطعة الانتخابات ستسمح لزمرة بعينها بالوصول إلى مركز القرار الأمر الذي يحتم على الجميع المشاركة لإيجاد شريحة قادرة على تمثيل كافة أطياف الشعب.
من جهته طالب راكاد السلماني 34 عاما جميع العراقيين بالتوجه إلى مراكز الاقتراع وانتخاب مجلس قادر على تحمل المسؤوليات في ظل الاحتلال الأمريكي الغاشم, مضيفا أن ترك الانتخابات هو بمثابة خيانة للعراق.
وفي سياق متصل أعلن مدير مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية في الأردن نهاد عباس أن نحو 180 ألف عراقي سيدلون بأصواتهم في 16 مركز اقتراع في الأردن لانتخابات بلادهم التشريعية خلال الأيام 5 و6 و7 من آذار المقبل.
وقال عباس في مؤتمر صحفي عقده الخميس انه سيتم تخصيص أكثر من ألف موظف وفتح 16 مركز اقتراع: 11 منها في عمان في مناطق جبل عمان وجبل الحسين وحي نزال ودير غبار وتلاع العلي والشميساني وصويلح والهاشمي الشمالي وماركا بالإضافة إلى مركزين في الزرقاء ومركزين في اربد ومركز واحد في مادبا.
ودعا عباس العراقيين المقيمين في المملكة إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات حتى وان كانوا يقيمون بصورة غير شرعية ولا يملكون اقامات ، مشيرا إلى انه تم تخصيص خط ساخن للرد على جميع استفسارات العراقيين في المملكة .
وأشار إلى انه تم الاتفاق مع وزارة الداخلية الأردنية على توفير الحماية اللازمة لمراكز الاقتراع وصناديق الاقتراع طول فترة الانتخابات لحين بدء عملية فرز الأصوات .
وأكد عباس انه سيتم في كل يوم إرسال أسماء المصوتين إلى المركز الرئيس في اربيل الذي يتولى الاهتمام بانتخابات العراقيين في الخارج من اجل مطابقة الأسماء والتأكد من عدم قيام اي شخص بالانتخاب لأكثر من مرة.
وتوقع عباس أن تبدأ عملية فرز الأصوات في 11 آذار المقبل ومن ثم إرسال النتائج كاملة إلى مركز المفوضية في اربيل مشيرا إلى انه تمت دعوة مراقبين دوليين ومنظمات مجتمع مدني وإعلاميين لمراقبة عملية الاقتراع. ومن جهته دعا السفير العراقي في عمان سعد الحياني جميع العراقيين المتواجدين في المملكة ممن يحق لهم الاقتراع إلى المشاركة في الانتخابات العراقية مؤكدا انه لن يكون هناك أية معيقات أو تعرض من قبل الحكومة الأردنية للعراقيين المشاركين في الانتخابات بسبب الإقامة أو غيرها .
التصويت المبكر
وكان التصويت المبكر للجيش والشرطة قد انتهى مساء الخميس وسط أحداث عنف واتهامات بإُسقاط آلاف الأسماء من القوائم الانتخابية.
واتهم قادة أمنيون مفوضية الانتخابات بعدم إدراج أسماء الآلاف بالقوائم الانتخابية، بمن فيهم الناطق باسم عمليات بغداد قاسم عطا، وذلك من أصل أكثر من ثلاثمائة ألف شخص يحق لهم التصويت. و لن يتم فرز الأصوات بالانتخابات إلا بعد الانتهاء من الانتخابات العامة المقررة بعد يومين.
وشابت أعمال العنف عملية الاقتراع المبكر الخميس، حيث قتل 17 وأصيب العشرات بهجمات استهدفت مراكز انتخابية في بغداد. وكان 33 شخصا قتلوا في تفجيرات هزت محافظة ديالى الأربعاء واستهدفت مراكز للشرطة.
وفي سياق متصل التقى رئيس الحركة الوطنية العراقية إياد علاوي المسؤولين السوريين وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد ونائبُه فاروق الشرع. وأعرب الأسد عن أمله في أن تسير العملية الانتخابية بالعراق بسلام، وأن تكون مدخلا لتحقيق الوفاق بين أبناء الشعب العراقي.
من جهته أكد علاوي أن الانتخابات الحالية بات مفصلية في مسار العراق. وقال إن الانفجارات الحالية دليل على فشل الحكومة في فرض الأمن.
كبرياء العراق
من جهته قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لشيوخ عشائر باجتماع في بغداد إن الحكومة الحالية "استعادت كبرياء العراق ووحدته وسيادته وأمنه وأنها الآن تريد استكمال المسيرة".
من جانب آخر اتهم وزير الخارجية هوشيار زيباري دول الجوار بمحاولة التأثير على نتائج الانتخابات. وقال بمقابلة أجرتها معه وكالة رويترز "هذه ليست مجرد انتخابات عراقية هذه انتخابات إقليمية يتابعها جيران العراق عن كثب".
وهددت جماعة دولة العراق الإسلامية المنتسبة للقاعدة الشهر الماضي بعرقلة الانتخابات بأي ثمن باستخدام وسائل "عسكرية" في المقام الأول لوقف ما أسمتها المهزلة.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأربعاء إنها لن تبطئ خطط إنهاء العمليات القتالية لنحو 96 ألفا من جنودها بالعراق في أغسطس/ آب المقبل، والانسحاب الكامل للقوات نهاية عام 2011 إلا في حالة حدوث "تدهور كبير" بالأوضاع الأمنية.
يُذكر أن هذه الانتخابات هي البرلمانية الثانية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003، حيث يتوجه العراقيون الأحد إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم لشغل 325 مقعدا بمجلس النواب |