CET 00:00:00 - 21/03/2010

مساحة رأي

بقلم : مجدى جورج
من المعروف إن الشعب القبطي  شعب مسالم جدا فلم نسمع ان أقباط الكشح مثلا الذين استشهد منهم 21 شهيدا أو اقباط نجع حمادي الذين استشهد منهم ستة شهداء قد قاموا او فكروا فى الثار رغم ان هؤلاء الأقباط يعيشون جنبا الى جنب مع مسلمين يعتبرون انه  من العار ترك الثأر.
 فالقبطي بطبعه مسالم جداً  فنادراً ما تجد القبطي حتى المقيم  في كفور ونجوع الصعيد  يأخذ بالثأر ونادراً ما تجد القبطي قاطع للطريق أو قاتل محترف , نعم قد تجد القبطي يرتكب جرائم من أنواع أخرى ولكن الجرائم المتعلقة بالقتل وسفك الدماء نادراً ما تجد قبطي يرتكبها.
اكتب هذا وأتحدث عن مسالمة الأقباط وقلبي مفعم بالأسى والحزن على حال شعبنا القبطي فى مصر الذى رغم مسالمته لا يكاد يمر يوم الا ونسمع عن اعتداء جديد يقع عليه فما أن تفتح التلفاز اوجهاز الكمبيوتر الا وتجد فى كل يوم تقريبا خبر عن اعتداء جديد على الأقباط من خطف قاصرات قبطيات وأسلمتهن الى حرق منازل وممتلكات أقباط إلى هدم كنائس  ... الخ .

 فبعد حادثة نجع حمادى توقع الكثيرين من الاقباط ان تهدأ الامور وان الدولة ستتعامل بيد من حديد مع كل من يعتدى على الاقباط  ولكن الامور عادة بعد الفورة الاعلامية التى حدثت الى نفس السيرة الاولى فمنذ اسبوع وقعت اعتداءات على الاقباط فى مرسى مطروح  وتم فيها حرق منازلهم وأملاكهم وايقاع العديد من الاصابات فى هذا الشعب المسالم لا لذنب اقترفوه الا انهم قاموا باقامة سور على مبنى خدمات تابع للكنيسة فقام اكثر من الفين من الاهالى المسلمين بمهاجمة الاقباط ومنازلهم وسيارتهم , بل ووجدنا  ان الدولة بدل من التعامل بيد من حديد  وجدناها تتعامل بقفازات من حرير مع من يعتدي على الأقباط بل قامت أجهزة الدولة بنفسها بتنفيذ هذه الاعتداءات كما حدث فى الاقصر  بالامس  18.3.2010 حيث  قام رجال محافظة الأقصر  بهدم سكن راعى الكنيسة الإنجيلية والحضانة والنادي التابعان للكنيسة مع الاعتداء على راعى الكنيسة وزوجته.

هذه الحوادث كلها ومن كثرتها أصبحت تشبه حرب الاستنزاف اليومية التي تجرى ضد الاقباط  فما ان تنطفئ نار الاعتداءات فى صعيد مصر حتى تشتعل فى شمالها وما ان تضمد الجراح فى تلك القرية نتيجة اعتداءات الاهالى فيها على الاقباط العزل الا وتقع اعتداءات جديدة من رجال السلطة على الاقباط وكنائسهم فى تلك المدينة فقد أصبح الأقباط الان واقعين بين سندان  الاهالى المتعصبين وبين مطرقة النظام القوية التى تضرب الاقباط بشدة .
الخوف ان نعتاد نحن كأقباط  على هذا الاستنزاف  ونقول فى أنفسنا ان وقوع اعتداء هنا أوهناك ليس بالكثير وان خطف فتاة هنا أوهناك لن يقلل من عدد الأقباط وان هدم كنيسة هنا أو هناك لن يضيرنا كثيراً فسنحاول بنائها مرة أخرى فيما بعد  متناسين أننا بذلك نشجع النظام والإرهابيين والمتأسلمين على القيام بالمزيد والمزيد .
علينا الا ننظر الى  حرب الاستنزاف هذه وكأنها قدرنا وعلينا تحمله  بل لابد لنا من الجهاد حتى ينتهي الظلم ونحصل على حقوقنا كاملة والا تحولت هذه الحرب الاستنزافية إلى حرب شعواء تأكل الأخضر واليابس  .

خبر أخير وتعليق
 الخبر هو :اصدر الرئيس مبارك اليوم 19.3.2010 من مستشفاه الالمانى الذى اجرى فيه عملية جراحية قرار بالموافقة على أنشاء كنيسة للأقباط الأرثوذكس فى مدينة 15 مايو .
التعليق هو : اذا كان الرئيس قد تفضل على الاقباط بقرار انشاء كنيسة جديدة فى 15 مايو بعد نجاح العملية التى اجريت له فكم عملية يجب ان تجرى له بنجاح كى يستطيع الاقباط الحصول على قرارات بإنشاء كنائس فى كل مدينة وكل قرية محرومة من الكنائس فى كل الجمهورية المصرية ؟!!!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق