CET 00:00:00 - 27/04/2010

مساحة رأي

بقلم: مجدي جورج
اعتاد الكثير من الأقباط ومن نشطائهم على اتهام الأقباط بالسلبية والضعف  وأنهم لا يدافعون عن حقوقهم كما يجب ورغم ان هذه السلبية موجودة الا ان هذا الاتهام ليس صحيح  على أطلاقه فالسلبية  ليست  خاصة بالأقباط فقط بل هى سلبية موجودة عند كل الشعب المصري .

نعم قد تزيد سلبية الأقباط قليلا بسبب ميل القبطي الى المسالمة والخضوع للسلطات التى تعلمها من مبادئ المسيحية وبسبب التخدير الذي يخدر به بعض رجال الكنيسة الشعب القبطي  ببعض آيات وعظات انتقائية من الإنجيل تساعد على ترسيخ هذا الأمر.

 الا أن السبب الرئيسي فيما يظهر من سلبية للأقباط  هو ان الدولة بكل أجهزتها وخصوصا جهاز الشرطة قد قامت ولا زالت تقوم بعملية إرهاب قوية جدا لا قبل لاى إنسان بمقاومتها مهما أوتى من شجاعة وقوة. فاى قبطى يقتل احد أفراد عائلته فى حادثة طائفية او تختطف ابنته فى عملية إغواء وإغراء رخيصة للاسلمة فأن الشرطة بدل من القيام بواجبها بالقاء بالقبض على الجناة او المشتبه بهم فانها سرعان ما تقوم بالقبض على اهل المجنى عليه من الاقباط  وتقوم بحجزهم وتحذيرهم من التعرض للجناة وفى بعض الأحيان تقوم بتهجيرهم من مساكنهم .

من يقول ان الأقباط سلبيين بالمطلق ولا يدافعون عن حقوقهم فانه ينسى او يتناسى  جهاد ومثابرة الانبا ويصا فى حادثة الكشح الاولى وتحديه لكل سلطات الدولة وإيصال صوته لكل المنظمات الحقوقية فى مصر والعالم فماذا فعلت فيه الدولة وماذا فعلت بالأقباط هناك ؟الم ترتكب هناك مذبحة بشعة راح ضحيتها 21 قبطيا تحت سمع وحماية رجال الشرطة ؟ بل ماذا فعلت الشرطة مع حافظ ابوسعدة عندما تعاطف مع الأقباط في هذه القضية ؟ الم تلفق له قضية شيكات ألقت به خلف أسوار السجن ؟

و من يقول ان الاقباط سلبيين ولا يدافعون عن حقوقهم فانه ينسى او يتناسى  جهاد ومثابرة مدام مارى بلاق دميان التى خطفت  طفلاتها البالغتين 15عام و16 عام  ونصف واستمرت تبحث عنهم أكثر من عامين حتى انها قامت بتوزيع صورهما  فى كل مكان ونجحت فى الوصول للبرامج التليفزيونية وأوصلت صوتها للرئيس فماذا كانت النتيجة ؟  نجح امن الدولة فى الوصول لطفلتيها وأظهروهما  فى تسجيلات انهن متزوجات وسعيدات وعلي أمهما الكف عن مطاردتهن رغم ان كل القوانين تحرم وتجرم زواجهما وانه كان يجب على امن الدولة القبض على كل من اغتصبهن وتزوجهن قبل بلوغ السن القانونية وبدون حضور ولى أمرهما ولكن سلطة النظام الرهيبة ويده القوية ضد الاقباط تنجح فى فعل المستحيل .

ومن يقول ان الاقباط سلبيين ولا يدافعون عن حقوقهم فانه ينسى او يتناسى  جهاد ومثابرة ومظاهرات الاقباط  وجهادهم وتوصيل صوتهم لكل مكان من اجل بناء دور عبادة لهم فهل ينجح الاقباط فى كل مرة يتظاهروا فيها فى نوال حقوقهم ؟

اقول نعم يجب ان نجاهد لنوال كل حقوقنا فالحقوق لا تعطى بل تنتزع ولكننا فى جهادنا لنوال حقوقنا فاننا قد ننجح احيانا وقد نفشل احيانا ولكن فشلنا هذا لا يجب ان يفشلنا ويجعلنا نفقد الثقة فى انفسنا ونستمر فى نكأ جراحنا ولوم انفسنا طوال الوقت.

انا فيما سبق لا أعطى اى مبرر لسلبية الأقباط بل أحاول إيضاح الحقيقة حتى لا نظلم هؤلاء الأقباط الشجعان الممسكين بالجمر بمحافظتهم على أيمانهم الى هذا الوقت فى مصر رغم كل ما تعرضوا له على مر العصور وقد صدقت مدام بوتشر المؤرخة البريطانية حينما قالت :" ان بقاء الاقباط الى يومنا هذا فى مصر رغم كل ما تعرضوا له يعتبر احد المعجزات البشرية" .

كتبت كل هذه المقدمة بمناسبة قيام النيابة المصرية امس الخميس 22 ابريل 2010  بتقديم طعنا بحكم محكمة مصرية بتبرئة  أربعة مسلمين هم محمد محيي الدين حسونة وأسامة ممدوح حسونة وأشرف محمود حسونة وأحمد عبد المجيد حسونة بعد قتلهم فاروق عطاالله (61 عاما) وقالت النيابة المصرية في بيان لها ان النائب العام عبد المجيد محمود قرر الطعن في الحكم للفساد في الاستدلال ومخالفة الحكم للثابت بالأوراق.

وكان فاروق عطاالله قد قتل  باكثر من مائة رصاصة وفى وضح النهار وأمام أعين المارة ورجال الشرطة  وقد حكم القاضي  بالبراءة لعدم وجود شهود أثبات وفى ظل غياب كامل للاسرة عن حضور الجلسة وبعد صدور هذا الحكم كنت قد تناقشت مع بعض الأحباء النشطاء فى مجموعة مصريون ضد التمييز الدينى وقد قال يومها  الكاتب الفاضل كمال غبريال : "ان من أسباب صدور حكم البراءة ذلك هو سلبية اسرة القتيل القبطى الذين تركوا حقهم وغابوا عن الجلسة" . وقد رددت عليه قائلا :" اننا يجب إلا نحمل الأسرة فوق ما تحتمل خصوصا أننا لا نستطيع أن ننسى جو الإرهاب الذي تمت فيه هذه الجريمة بمقتل احد أفراد هذه الأسرة وامام اعين رجال الشرطة باكثر من مائة رصاصة".

 وربما زيادة على ذلك فربما ان هذه الاسرة تكون قد تلقت تهديدات من اهل الجناة بعدم حضور الجلسة والا ... وربما ان الشرطة نفسها  قد قامت بمنعهم من حضور هذه الجلسات حتى لا يحصل الجناة المسلمين على اى احكام لان الشرطة يهمها هدوء الأوضاع والشرطة تعرف بل ومتأكدة ان حصول هؤلاء الجناة على احكام سيشعل الأوضاع ولن يهدئها فالأفضل الضغط على الطرف الضعيف وهم الأقباط المجني عليهم .

وقد مر الامر مرور الكرام فلم نسمع ان احد من الاسرة علق على الحكم او قام بمعارضة الحكم او استئنافه واغلبنا كأقباط فى الداخل والخارج سلم الأمر لله ورضينا بضياع دم عم فاروق وضياع حقوق الأقباط هدرا وظلما نتيجة مناخ التعصب الأعمى الموجود ببلادنا.

وطالما ان الاسرة رضيت بالامر واغلب الاقباط سلموا الامر لله فأن حكومتنا الميمونة طاب لها الامر ولم تعره اهتماما فذهاب دم كل الاقباط هدرا لن يحرك لها ساكنا فمبالك بدم واحد فقط من الاقباط اسمه فاروق عطاالله يقال ان ابنه هتك عرض فتاة مسلمة .

 ولكن حكومتنا نست انها ان كانت قد تستطيع ان تخدع بعض الدول وبعض الجهات بعض الوقت بان سجلها نظيف فى حقوق الانسان الا انها لن تستطيع ان تخدع كل الجهات وكل الدول كل الوقت بهذا الامر. فقد  كانت هناك جهة ما في ركن ما من الكرة الارضية لم يعجبها هذا الحكم وهذه الجهة هى  لجنة الحريات الامريكية التى لامت الحكومة المصرية بسبب تساهلها فى معاقبة الجناة الذين يرتكبون جرائم ضد الاقباط  وضربت مثلا بهذه الحادثة.

 فما كان من النائب العام المصرى  الا الانتباه الى الخطأ الذى ارتكبه القاضى الذى حكم على الجناة بالبراءة حتى اننا تبينا من طعن النائب العام  ان القاضى خالف ما هو موجود بالاوراق الثابته امامه اى انه كان من الممكن ان يصدر حكما على الجناة بالاستناد الى ما امامه من اوراق رغم غياب الاسرة التى تم ارهابها حتى لا تحضر الجلسة .

ولا نعرف لماذا لم ينتبه النائب العام لهذا الخطأ الذى ارتكبه القاضى قبل ان تأتى ملاحظة لجنة الحريات الدينية الأمريكية ؟
ام انه يلزم فى كل حكم مشوه يصدر فى الجرائم المرتكبة ضد الأقباط ان تصدر هذه اللجنة ملاحظاتها حتى ينبه أولى الامر لدينا ويحاولوا إصلاح المعوج من هذه الأحكام ؟

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق