CET 00:00:00 - 23/03/2010

مساحة رأي

بقلم : نشأت المصري
من أستمع منكم إلى برنامج الحقيقة للأستاذ الجرئ / وائل الابراشي على قناة دريم فقد تابع قصة الوحش البشري المسمى "ذئب المعهد الازهري" والذي إعتدى جنسياً على تلميذات ابتدائي في هذا المعهد.

هذا الاعداء!!,, الذئاب منه براء لأن حتى الحيوان والذي منه الذئب له ضوابط لغرائزه الجنسية ويعرف كيف يحدد مدى قبول الانثى للقاء الجنسي ويعرف أيضاً متى يبتعد عنها لهذا الذئاب تعترض على هذا المسمى ولكن يمكن تسميته بشيطان الاباحية الجنسية.

والملفت للنظر هنا أن هذا الحدث يحدث:
• من رجل دين إسلامي.
• ومن مدرس يعلم القرآن لأجيال.
• هذا المدرس ينتمي إلى المعهد الأزهري أي بيت تعليم إسلامي بحت.
• يقوم بهتك عرض تلميذات إبتدائي, أي قاصرات تحت سن العاشرة, وأعتقد أنهن محجبات أو منقبات.

مع العلم أن هذا المقال لا يستهدف رجل دين معين أو أبناء دين معين ولكن الخطية "خاطئة جداً وجميع قتلاها أقوياء" ففي كل دين وفي كل مذهب من هم على شاكلة هذا الشيطان, ومن هم يتغطون أو يغطون شيطنتهم بعباءة الدين بل يمكن ان يمارسوا هذه الرزائل في بيوت الصلاة والعبادة.

ولكن لفت نظري في هذا الحدث ردود الأفعال مقارنة بما حدث مع جرجس بارومي المتهم في قضية إغتصاب فتاة فرشوط في العام الماضي:
• ففي قضية جرجس بارومي تم الحكم عليه قبل المحكمة ما تصدر حكمها مع العلم أن ملابسات قضيته فيها كثير من الشك أنه قد فعل فعلته مع الفتاة, مع هذا نحن لا نشك في القضاء فهو سوف يدلي بدلوه في هذه القضية.
• إجتمع المسلمون عن بكرة أبيهم بتحميل كل المسيحيين في فرشوط والمدن المحيطة بها عقاب رادع وبدون حكم محكمة أو بدون القانون قاموا بالثأر لهذا الحدث بعقاب جماعي بحرق وتكسير وإرهاب وقتل وخلافه.
• وجدنا من هم أخطر من هؤلاء متمثلين في الصحافيين الذين برروا ردود الأفعال الاسلامية بقضية هتك العرض هذه والتي لم تثبت حتى الآن.
• حتى قتل الأبرياء في ليلة العيد بنجع حمادي والتي راح ضحيتها شهداء نجع حمادي تم تبريرها بهذا الحدث.
• رجالات الحزب الحاكم قاموا بتأييد ولو لفظي لقتل المسيحيين في العيد بحجة أنها ثأر أخذه هذا القاتل المحترف كرد فعل طبيعي لما فعله حادث الاغتصاب هذا.
• نقابة المحاميين رفضوا الدفاع عن جرجس بارومي, وكأنهم أدانوه مسبقاً والدفاع عنه رجس من عمل الشيطان.
• عضو مجلس الشعب المحترم الغول أدان جرجس بارومي وكأنه قاضي درس القضية وأصدر حكمه فيها, بل شرع الحكم بالاعدام, وهذا منافي للقانون المصري الذي يعطي لمثل هذا الحدث سبعة سنوات على أقصى تقدير.

كل هذا وأكثر منه حدث في نجع حمادي عندما كان المتهم مسيحي والضحية مسلمة, ولكن كل هذه الأصوات لم تسمع في هذا الحدث الجل لأن الجاني شيخ أزهر والمجنى عليهن تميذات مسلمات, وكان يمكن أن يأخذ مكافأة أو نصيب في الجنة لو كان المغتصبات تلميذات قاصرات مسيحيات,ولأنهن غير محجبات يبررون أفعالهم بأنهن فتنة ويوقعون الرجال المسلمين في الفحشاء, والنتيجة إجبارهن على الاسلام, بدلاً من عقابه العقوبة الرادعة لمثل هذه الأفعال.

حتى التمييز العنصري في قضايا الاغتصاب على أرض المحروسة, وردود الأفعال أيضاً عنصرية أي أن العنصرية تغلغلت في كل جوانب حياة الشعب المصري, فلا حكم أو رد فعل لو كان الضحية على دين آخر غير الاسلام, وإن كان الجاني والمجني عليه مسلمين حينئذ فقط يطالبون بالقانون والقصاص العادل, أما لو كان العكس فيقوم المجتمع الاسلامي بالحكم وتنفيذه بعقاب جماعي دون الرجوع للقانون والمحكمة, وحتى لو دخلت المحاكم تجد من يناصر الجانب الاسلامي هناك.

لماذا غاب الشرف والنقمة والنخوة في قضية ذئب الازهر؟ أين المسلمين الذين ثاروا, والذين حرضوا , والذين برروا ردود أفعالهم تجاه قضية جرجس بارومي, فلو كان الوضع بدون عنصرية لوجدنا ردود أفعال مختلفة:
• كأن يعاقب الأزهر متمثلاً في معاهده وجامعته ومدارسه بالغلق, أو أن المسلمين الذين يرسلون أبنائهم للتعلم في الأزهر يتقدمون بسحب أوراق زويهم من هذه المؤسسة المشبوهة.
• يعقد جلسة عاجلة لمجلس الشعب وأخرى للشورى لبحث قضية إغتصاب الفتيات في المدارس الأزهرية وتشديد العقوبات على من تسول له نفسه بفعل هذه الأفعال في مؤسسات الأزهر.
• يخرج عضو مجلس الشعب لمنطقة سكن الطفلات المغتصبات بالحكم على هذا المدرس بل يرسل من يقوم بتنفيذه.
• لماذا لم يخرج كموني آخر ليقتل أساتذة الأزهر بصورة جماعية كما حدث مع شباب نجع حمادي؟
•أين الصحافة التي بررت ردود الأفعال في قضية بارومي لتوحي للمجتمع ما يجب فعله في قضية سفاح الأزهر.


كل ماسبق وعلى ضوء أحداث نجع حمادي كان يجب أن يحدث لو كان إتجاه المجتمع غير عنصري ولكن العنصرية والطائفية تعالت ويجب أن يوضع لها حد.
ولكني في نهاية مقالي هذا أطيب خاطر وأتأسف لأسر الفتيات الضحيات لهذا الشيطان, فالخطية لا تعرف دين بل الخطية ضد كل الأديان على الأرض, بل يمكن أن نقول أن الأديان جعلها الله لكي تقوّم أخلاقياتنا فننبذ كل أعمال الخطية , ونحطم دوافعها داخلنا هذا هو التدين الحقيقي, فماذا نقول؟ الراعي تحول إلى مفترس!! ينهش من أؤتمن عليهن!!.
ولكني أدعوا المجتمع المدني وكل الباحثين بوضع إستراتيجية تعليمية نعلم بها بناتنا وأولادنا لتفادي مثل هؤلاء الشياطين.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٢ صوت عدد التعليقات: ١٢ تعليق