بقلم: ماريانا يوسف ولد الفريق محمد عبد المنعم محمد رياض عبد الله في قرية سبرباى إحدى ضواحي مدينة طنطا، بمحافظة الغربية في 22 أكتوبر 1919، ونزحت أسرته إلى الفيوم، وكان جده عبد الله طه علي الرزيقي من أعيان الفيوم، وكان والده القائمقام (العقيد) محمد رياض عبد الله، قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية، والذي تخرج على يديه كثيرون من قادة المؤسسة العسكرية. ودرس في كُتاب القرية وتدرج في التعليم، وبعد حصوله على الثانوية العامة من مدرسة الخديوي إسماعيل، التحق بكلية الطب بناء على رغبة أسرته، ولكنه وبعد عامين من الدراسة، فضل الالتحاق بالكلية الحربية التي كان متعلقا بها، وانهى دراسته بها في عام 1938 م برتبة ملازم ثان، ونال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول، وأتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز في انجلترا عامي 1945 و1946.. وأجاد عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، وانتسب أيضًا لكلية العلوم لدراسة الرياضة البحتة، وانتسب وهو برتبة فريق إلى كلية التجارة لإيمانه بأن الاستراتيجية هي الاقتصاد. وفي عام 1941، عُيِّن بعد تخرجه في سلاح المدفعية، وألحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات في المنطقة الغربية، حيث اشترك في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا وإيطاليا. وخلال عامي 1947 – 1948، عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومُنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية التي ظهرت آنذاك. وقد تنبأ الفريق عبد المنعم رياض بحرب العراق وأمريكا، حيث قال إن بترول أمريكا سوف يبدأ في النفاد وستتطوق إلى بترول العراق خلال 30 عام تقريبًا.. ومن أقواله المأثورة: "أن تبين أوجه النقص لديك، تلك هي الأمانة، وأن تجاهد أقصى ما يكون الجهد بما هو متوفر لديك، تلك هي المهارة". أيضًا أشرف الفريق عبد المنعم رياض على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف، ورأى أن يشرف بنفسه على تنفيذها وتحدد يوم السبت 8 مارس 1969م موعدًا لبدء تنفيذ الخطة، وفي التوقيت المحدد، انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة وتدمر جزءًا من مواقع خط بارليف، وتُسقط بعض مواقع مدفعيته في أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973. وفي صبيحة اليوم التالي (الأحد 9 مارس 1969)، قرر الفريق عبد المنعم رياض أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن كثب نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدمًا والتي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترًا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق. وشهِد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق عبد المنعم رياض، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق عبد المنعم بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبد المنعم رياض بعد 32 عامًا قضاها عاملاً في الجيش متأثرًا بجراحه.. وقد نعاه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر، واعتبر يوم 9 مارس من كل عام هو يومه، تخليدًا لذكراه كما أطلق اسمه على أحد الميادين الشهيرة بوسط القاهرة وأحد شوارع المهندسين. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٢ صوت | عدد التعليقات: ٩ تعليق |