CET 00:00:00 - 09/04/2010

مساحة رأي

بقلم : مجدي جورج
تحت هذا العنوان كتبت جريدة القدس العربي يوم الثلاثاء 6 إبريل 2010 تقول إن :
(( ممرضة بريطانية خسرت دعوى التمييز القضائية التي رفعتها ضد المستشفى الذي تعمل فيه بعد منعها من تقلد الصليب خلال ساعات العمل ونقلها إلى وظيفة مكتبية. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الثلاثاء إن الممرضة شيرلي تشابلن اشتكت من أن منعها من وضع الصليب منعها من التعبير عن معتقداتها الدينية.. وأضافت أن محكمة العمل أصدرت حكمًا اعتبرت فيه أن مستشفى رويال ديفون وأكسيتر تصرف بطريقة معقولة حين قرر منع الممرضة من وضع الصليب خلال ساعات العمل.. وأشارت بي بي سي إلى أن المحكمة قررت أيضًا أن الضرر الذي لحق بالممرضة كان محدودًا)).

الخبر السابق نهديه إلى كل المتأسلمين ذوي الصوت العالي الذين يصرخون ليل نهار قائلين إن الإسلام يواجه هجمة شرسة في الغرب وإن المسلمين يعانون من العنصرية والتمييز ضدهم في محتلف نواحى الحياة في أوروبا .

هذا الخبر يقول لهم كفاكم نفاقا وكفاكم كذبًا، فإن من يعاني من التمييز ضدهم الآن هم المسيحيون الحقيقيون في الغرب الذين يريدون أن يعيشوا وفق إيمانهم المسيحي الحقيقي وهم قلة في الغرب.. والدين الذي يعاني من الاستهزاء بثوابته وبرموزه هو المسيحية وليس الإسلام، فبسبب الصوت العالي للإسلاميين وبسبب الخوف من عنفهم لا يستجرئ أحد الآن على المس بالإسلام، ومن يفعل هذا من الغربيين يتم نبذه واستبعاده ومقاطعته وإفشاله من الغربيين أنفسهم والأمثلة كثيرة على ذلك كجورج هايدر في النمسا وغيرت فيلدرز في هولندا وجان مارى لوبن في فرنسا وكالرسام الدنماركي .

يخاف الغربيون من مهاجمة الإسلام ويخافون أيضًا من مهاجمة اليهودية لأن صوت اليهود أيضًا عالٍ وسيف معاداة السامية مسلط على رقبة الجميع.. ولكن الغربيين لا يلقون بالاً
بل ويتسامحون بل ويشاركون في مهاجمة المسيحية ورموزها وقد سخروا سابقا من السيد المسيح ولازالوا للآن يفعلون الشيء نفسه.. وهناك العديد من الأفلام التي سخرت من الإيمان المسيحى كشفرة دافنشي وغيرها.. وهناك من قال إن والد المسيح كان مهندسًا ومن ادعى أن له إخوة عديدين وهناك من شكك في عذرية العذراء مريم ولم يتحرك أحد ولم تخرج المظاهرات مدمرة وحارقة لكل شيء .
فى بريطانيا نفسها التي منعت هذه الممرضة من حمل الصليب وهو إشارة صغيرة لهويتها يتم السماح للسيخ بارتداء عمامة ضخمة تبين هويتهم ويتم السماح للمسلمات بارتداء الحجاب .

في بريطانيا التي منعت سابقا السيدة نادية عويضة المصرية الأصل من حمل الصليب أثناء عملها في شركة الخطوط الجوية البريطانية يتم السماح للإرهابيين الذين حصلوا على الجنسية البريطانية بعد أن هربوا من أحكام بالإعدام عليهم في دولهم العربية والإسلامية يتم السماح لهم بالتظاهر في الشوارع ضد الجنود البريطانيين العائدين من جبهات القتال.. ويتم السماح لهم بالصلاة في الشوارع بل يتم التغاضي عن تعطيلهم لمصالح الناس كما فعل أحد سائقي الأتوبيسات الذي أغلق الباب على الركاب وقام بأداء الصلاة داخل الأتوبيس ولم تتم معاقبته مع أن الامر لو تم مع أحد آخر غير مسلم لكان قد تم فصله من العمل .
أوت بريطانيا الإرهابيين فقام بعضهم بتجنيد الإرهابيين وإرسالهم إلى العراق وأفغانستان وقام بعضهم بتفجيرات لندن سنة 2005 التي أودت بحياة 50 شخصًًا وأصابت حوالي سبعمائة آخرين .

في بريطانيا وفي الغرب يخافون في أحيان كثيرة من وضع زينة أعياد الميلاد وشجرة الكريسماس ويسمون أعياد الميلاد بأعياد نهاية العام ولكنهم يهتمون بتوفير الوجبات الحلال للمسلمين قبل الجميع ويهتمون بتوفير أماكن العبادة للسجناء والمجندين من المسلمين .
بريطانيا التي تتعامل مع المسيحية ورموزها بمنتهى القوة والقسوة حتى أن إحدي المدارس منعت الطالبات من ارتداء حلقة من الفضة محفور عليها آية من الإنجيل يلبسها في إصبعه الشباب المسيحي الذي قطع على نفسه عهدًا بالامتناع عن ممارسة الجنس قبل الزواج تتعامل بمنتهى الذوق والأريحية مع الإرهابيين الذين هددوا بريطانيا وهددوا الغرب كله حتى أن بريطانيا أصبحت بلد يصنع الإرهابيين كريتشارد ريد الذي حاول تفجير طائرة أمريكية عن طريق متفجرات خبئها في حذائه.

الصحافة والإعلام في الدول العربية والإسلامية يصرخان طوال الوقت بأن الغرب يمارس التمييز ضد المسلمين مع أن العكس هو الصحيح وأن من يُمارس ضده التمييز الآن هم المسيحيون في الغرب (وأنا هنا أقترح على مسيحيي الغرب إنشاء منظمة ضد التمييز الديني لمواجهة حالات التمييز التي يتعرضون إليها).. هذه الصحافة نفسها وهذا الإعلام عينه يتناسى ويغمض عينه عن معاناة مسيحيي الشرق في مصر والعراق ولبنان والمغرب والجزائر وحتى في تركيا التي تتشدق بتسامحها لا تخجل عندما تدلل على تسمحها بقرارها أنها سمحت للأرمن بالصلاة في كنيستهم الموجودة في تركيا مرة واحدة كل عام .!!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق