CET 00:00:00 - 11/04/2010

مساحة رأي

بقلم : لطيف شاكر
 طالعتنا  المواقع المتشنجة هذه الايام باخبار تافهة كعادتها وهزلية كطبيعتها وكاذبة كديدنها .. تعبر عن حقدها وكراهيتها للمسيحية  وتبث سمومها كالمعتاد بصورة فجة وقبيحة وبفكر شرير  وبأضغاث احلام... فذهبت تروج عن موت قداسة البابا شنودة اطال الله حياته سنينا عديدة وازمنة كثيرة ... وبدوري حرصت التعليق علي هذا الوهم الذي يتوهمه  صاحب اللسان الداشر محمود قاعود الذي ملأت شتائمه كثير من المواقع الالكترونية   معتبرا ان الفروسية في  زلف لسانه واكاذيبه ومهاتراته السامة .
 يقول الكتاب المقدس عنه :"حنجرتهم قبر مفتوح. بألسنتهم قد مكروا. سم الأصلال تحت شفاههم. وفمهم مملوء لعنة ومرارة.أرجلهم سريعة إلى سفك الدم. في طرقهم اغتصاب وسحق. وطريق السلام لم يعرفوه. ليس خوف الله قدام عيونهم" (رومية 13:3-18).

اتذكر عندما كنت صغيرا كان شابا يكبرنا في السن وكان يفتخر بقوته وعضلاته وكان يتمتع مثلك بلسان داشر وكنا نخافه فاذا سكتنا يتهمنا بالضعف والجبن واذا تكلمنا يكيل علينا  افظع الشتائم والبذاءات  وربما الضرب ..مثلك تماما وكنا نلتف حوله في ميدان  صغير بجوار بيتنا ليظهر قوته بحمل الاثقال وكان دورنا التصفيق له في كل مرة يحمل ثقلا اكثر وويل لمن لايصفق له فكان لسانه سريعا كقاذفات اللهب في الشتائم..وفي مرة وهو في حالة كبرياء وزهو حمل ثقلا  استهان به وخانته قوته فبدلا ان يهبط به  علي الارض هبطت علي رأسه واذ بنافورة من الدماء تدفق بغزارة من  فمه وانفه  ووقع صريعا  علي الارض ونحن مازلنا نصفق له لاننا تخيلناه انه لن يمت لتمتعه بصحته وعافيته وكان يقف معنا والده كهلا ابتلاه الله بامراض كثيره وكان يسير بمساعدة عجازه الغليظ ....لقد مات القوي وعاش الكهل مدة من الزمن.....لعلك تفهم ياقاعود  !!!!

ارسلت تعليق علي خبرك في احدي المواقع وقلت: يقول المثل القديم سأل احدهم كيف صحة مريضكم فسمع الاجابة المدهشة ان  صحيحنا مات فملاك الموت كان يرسمه الفنان  قديما معصب العينين حتي لايفرق بين الكهل والشاب بين الكبير والصغير بين المريض والصحيح..... ولعلك تفهم ياقاعود !!!!
كان شابا قويا جاء من احدي القري ليدرس في الجامعة الازهرية ويعيش مع اقرباءه في شقة حقيرة وكانت ملابسه رثة وممزقة في بعض الاحيان وكان مرذولا من المجتمع.. ولكنه كان ذكيا وعرف كيف يتبوأ مكانا  له  ويخضع له جيرانه فاسرع بامتطاء الدين  مثلك ياقاعود وراح يخطب الجمعة في احدي الزوايا  القريبة ..وبدأ كعادتك انت واصحابك الشيوخ في سب المسيحين وشتم الكفار وكانت نوبة الردح المصحوبة بسم الدعوات علي الاقباط نهاية العظة الاسبوعية.. وكان يصطحب معه بعض الشباب وهم متأبطون كل منهم بحصير اغلبها رثة ومتسخة يصلون ورائه  فاصبحت له عزوة وكلمة مسموعة  واستطاع ان يتغذي علي بث الفرقة بين الشباب المسيحي واخوتهم المسلمين الذي قبلا لم نكن نعرف اي شيئا عن الاديان,  وكنا نلعب معا في محبة غامرة وتغص بيوتنا اقباط ومسلمين بكل الشباب دون اي تفرقة واتذكر في هذا الصدد كانوا يحتفلون معنا بملابس جديدة في اعيادنا ويذهبون معنا الي الكنيسة   ويأتوا معنا لتناول الوجبة الدسمة في ليلة العيد ونسهر معا حتي الصباح  ولكن انقلب الحال بعد هذا القبيح الذي حل علينا وانقسم الشباب الي مسلم يتهمنا بالكفر وقبطي يشعر بكراهية اخيه المسلم له  ,واستمر الشيخ اللعين في غيه  يبث سمومه حتي اصابه الله بالمرض  اللعين (السرطان ) في رئتيه واصبح لايقوي التلفظ بالكلام  وبعدها خارت قواه حتي توفاه الله بعد صراع مرير بالآم المرض الخبيث.. وكان الجميع يشفق عليه لان اقربائه  لفظوه .. وكانت والدتي  تعد  له وجبة  ساخنة من حين  لآخر  وترسلني به  بناء علي تعليمات الوالد رحمة الله عليهما....وبموته عاد السلام والوئام الينا  واصبح المسلمون والمسيحيون كالسمن علي العسل كما كان سابقا في الزمن الجميل بنهاية صاحب اللسان الداشر  .....لعلك تفهم ياقاعود!!!

اسمع سليمان الحكيم يقول لك:"الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط. لسان الحكماء يحسن المعرفة وفم الجهال ينبع حماقة."(أم 1:15) إسمع  ايضا ما يقوله داود النبي  : "  صن لسانك عن الشر و شفتيك عن التكلم بالغش. حد عن الشر و اصنع الخير اطلب السلامة و اسع وراءها"  (مزمور 34 :11-14)." الكلمة الرقيقة اللطيفة تكسر حدة أسوأ الناس خلقاً وأشدهم غضباً  والعكس فكلمة جارحة قد تفقد أعز الأصدقاء محبتهم ويكرهك الجميع  ..
  يقول السيد المسيح: "الإنسان الصالح  من كنز قلبه الصالح، يُخرج الصلاحوالانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر   ولكن اقول لكم إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين  لان بكلامك تتبرر، وبكلامك تدان "مت 35:12 واخيرا اقول لك :من فضلة القلب يتكلم اللسان...... وفي الامثال يقولون  كل اناء بما فيه ينضح   ..ولعلك تفهم ياقاعود ...!!! ولك محبتي التي اوصانا بها الرب "أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم. أحسنوا   إلى مُبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليك ويطردونكم(مت 5: 43 ، 44) ...

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق