CET 00:00:00 - 16/04/2010

مساحة رأي

بقلم: جرجس بشرى
أظن -والظن هنا ليس إثمًا- إن جريمة إقصاء الدكتور "عصام عبد الله فريد إسكندر" عن رئاسة قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة عين شمس رغم أحقيته وجدارته بهذا المنصب تؤكد بما لا يدع مجالاً لشبهة شك على واقع الاضطهاد الديني الذي يعيشه المسيحيين في مصر (الأقباط)، وتبين حجم المؤامرات التي تُحاك في السر والعلن وبشكل رسمي لحرمان أقباط مصر من أبسط حقوقهم المشروعة في وطنهم الأصلي كمواطنين مصريين وليسو كمستوطنين.
فجامعة عين شمس التي يعمل بها د. عصام وهي جامعة عريقة من الواضح أنه قد أمسك بزمام الأمور فيها مَن يحترفون الفكر السلفي المتطرف الذي ينذر بكوارث قد تطيح بسمعة ومستقبل الجامعة مستقبلاً (لا تظنوا أن هذا من قبيل التهويل والتضخيم) لأن ما حدث للأستاذ المسيحي بالجامعة أمر مؤسف ومُخجل وكارثي في ذات الوقت، وشاركت فيه بعض القيادات العليا من حكومة مصر.

وبمعنى أدق حكومة الحزب الوطني الحاكم الذي يعلن وبصورة تكاد تكون شبه يومية من أول رئيسه (الرئيس محمد حسني مبارك) إلى باقي قياداته بأنه مع المواطنة وعدم التستر على الفساد والمُفسدين -أيًا كانت مناصبهم أو نفوذهم-، فالأستاذ المصري المسيحي لم يكن يتخيل يومًا من الأيام أن طعنات الخيانة والغدر اللا إنسانية ستأتيه يومًا من زملاؤه المسلمين الذين زوّروا ونسبوا له وقائع سرقة وتلميذته التي أتهمته بسرقات علمية من أبحاثها.
ولم يكن يتصور د. عصام عبد الله أن يشارك في الجريمة البشعة التي دُبرت له برعونة مفضوحة رئيس جامعة عين شمس الأسبق د. أحمد ذكي بدر (وزير التعليم الحالي) الذي بات تواطئه واضحًا ومُخجلاً في  هذه الجريمة اللا أخلاقية.
وما هو أخطر من ذلك أن تلميذته التي اتهمته بسرقات علمية من أبحاث
ها العلمية تمت بصلة قرابة كبيرة جدًا لزعيم الأغلبية بمجلس الشعب المصري المُتأسلم ، وهو د. "عبد الأحد جمال الدين" حيث أن التلميذة نشوى هي ابنة أخت زعيم حزب الأغلبية في مجلس الشعب وربما الجميع استندوا على نفوذ زعيم الأغلبية في تنفيذ الجريمة مما جعلهم ينفذونها بقلوب آمنة مطمئنة من أن يطولها العقاب! 

ومن العجيب أن جريمة الاضطهاد التي ما زال يتعرض لها د. عصام عبد الله لو فتح التحقيق فيها ستثبت براءته على الفور، لأن كل الدلائل والمستندات التي يمتلكها د. عبد الله تؤكد براءته لأنه أشار في أبحاثه ومراجعه إلى بحث ورسالة تلميذته التي خانته وطعنته في ظهره بل أشار في مقدمة رسالته إلى ذلك.
كما أنه يحق قانونًا للمشرف على رسالة ما أن يستعين بجزء معين من رسالة من أشرف غليهم مع الإشارة إليها.
أنني من هنا ومن على هذا المنبر الحقوقي الحر أطالب بسرعة إعادة التحقيق في جريمة إقصاء د. عصام عبد الله عن رئاسة القسم وتحويل كل من رئيس جامعة عين شمس الأسبق د. أحمد ذكي بدر (وزير التعليم الحالي) وتلميذة الأستاذ وكل من شاركوا في هذه الجريمة اللا أخلاقية إلى تحقيق فوري عاجل حتى تظهر براءة الدكتور عصام عبد الله وتعلن على الملأ.

فالجريمة هنا ليست جريمة ضد عبد الله، ولكنها جريمة ضد المواطنة والدولة المدنية والعدالة، وضد منظومة التعليم الجامعي في مصر، وسوف لا نكف عن الكتابة بل والوقفات الاحتجاجية حتى تظهر براءة الدكتور عصام عبد الله على الملأ.... وللموضوع بقية

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق