CET 00:00:00 - 20/04/2010

مساحة رأي

بقلم : مجدى جورج
عندما قام الكموني مع شريكيه باغتيال ستة من الشهداء الاقباط ليلة عيد الميلاد الماضى قلنا وقال الكثيرين من الوطنيين ومن الاقباط الشرفاء ان ارتكاب جريمة بمثل هذه الخسة والنذالة وفى ليلة عيد لايمكن ان يكون الكمونى وصحبه هم فقط المسئولون عنها بل لابد ان يكون هناك محرض مباشر لارتكاب الجريمة وهناك نظام سياسي كامل مسئول مسئولية مباشرة عن هذه الجريمة فالكل مسئول عن هذه الجريمة وانه يجب محاكمة النظام باكمله على هذه الجريمة.

وعندما قام النائب العام بالذهاب الى مسرح الجريمة بعد ثلاثة ايام من وقوعها  قلنا ان هذه الخطوة ماهى الا محاولة لامتصاص غضب الراى العام الداخلى والخارجى بسبب هذه المذبحة البشعة  خصوصا بعد ان صرح النائب العام مستبقا كل التحقيقات بانه لا يوجد اى محرض على الجريمة فقلنا ان وراء الأكمة ما ورائها وان النظام  لا يخاف فقط من إدانة عبد الرحيم الغول بتهمة التحريض ولكنه ربما يخاف من تورط جهات اعلي فى هذه الجريمة.

وعندما قامت جريدة الأهرام الجريدة الرسمية فى مصر  بنشر صورة للغول مع الكمونى قلنا ان هناك جهات داخل النظام تحاول التخلص من الغول لان رائحته وتصرفاته أصبحت لا تطاق لكن كان هناك جهات اخرى اقوى من مصلحتها الاحتفاظ بالغول وامثاله هى التى منعت الاهرام من الاسترسال فى هذا الامر بل ان فتحي سرور الذى كان قد صرح لجريدة الاهرام بتصريح قال فيه انه يعلم ان هناك محرض على هذه الجريمة عاد ونفى هذا الأمر بشدة فى تصريح تلفزيوني يوم ان قام بسب احد المحامين الأقباط  بسبب مطالبته لسرور بالكشف عن هذا المحرض.

وعندما ظهر الغول بعدها مع وائل الابراشى ومايكل منير فى برنامج الحقيقة نافيا اى معرفة له بالكموني حتى حينما حاصره مايكل منير وقال له ان هناك توكيل رسمي منه للكموني فى الانتخابات الماضية الا ان الرجل نفى ايضا بشدة اى معرفة بينه وبين الكموني ربما لأدراك الرجل حجم الجريمة المرتكبة ولشدة ردة فعل الرأي العام داخل مصر وخارجها.
فى كل هذا الوقت هيئ مسرح العمليات لتنقية سمعة الغول من اى شائبة فقد استضافته فضائيات وقنوات عدة للقيام بمثل هذه المهمة وتم الضغط على الأقباط وعلى نيافة الأنبا كيرلس اسقف نجع حمادى للتراجع عن اتهامهم للغول بالتحريض على هكذا جريمة بالاضافة ايضا لتصريح النائب العام الذى نفى نفيا قاطعا وجود اى محرض على الجريمة.

وعندما ظهر الغول فى تسجيل تلفزيوني أذاعه وائل الابراشى فى برنامج الحقيقة مفتتحا صالة العاب رياضية كان الكمونى قد استأجرها من مركز شباب نجع حمادى ومخاطبا الكمونى بانه ابنه وانه سيتدخل لدى الشرطة لتنقية سجله الحافل بالجرائم لديها .وعندما شاهدنا الحميمية فى اللقاء بين الكمونى والغول يومها  قلنا وقال الجميع ان الكمونى لا يمكن الا ان يكون رجل الغول فئ نجع حمادى وساعده الايمن الذى يساعده ويضمن له تقفيل الصناديق وشراء الأنصار وإرهاب المعارضين له فى الانتخابات وانه بسبب هذا الكمونى وامثاله استمر هذا الغول  عضوا لمجلس الشعب لمدة تقترب من الأربعين عاما وكأن مصر قد عدمت فيها  الكفاءات . فرجل بمثل هذه السطحية فى التفكير لا يمكن ان يستمر هو وغيره كأعضاء عن الامة فى مجلس الشعب الا بالاستعانة بالبلطجية والقتلة . وقد قلنا ان هذا التسجيل التلفزيوني سيكون الضربة القاضية للغول كعضو بمجلس الشعب وانه سيكون اكبر دليل على تورطه فى جريمة نجع جمادى وانه من المستحيل ان تقوم للغول قائمة بعد اليوم .

ولكن عندما قرأنا عن زيارة احمد عز للغول فى بيته بقريته بناحية بهجورة بنجع حمادى  تأكدنا  ا نه  لايوجد اى مستحيل فى بلدنا مصر فى ظل الفساد والتعصب المسيطر على البلد ففى بلادنا قد  تجد البرئ ملقى فى السجون دون ارتكاب اى جريمة وقد تجد القتلة  والفاشلين هم من يتبوءوا أعلى المناصب .
فزيارة عز للغول فى بيته هى بمثابة رد اعتبار للرجل من جديد وهى رسالة تقول له ان الحزب الوطنى وامانة التنظيم بل والنظام كله ورائه وكما تبنى الغول الكمونى وعصابته وتدخل لدى الشرطة لتنظيف صحيفته الجنائية من كل ما علق بها هاهو عز يتبنى الغول سياسيا وينظف صحيفته السياسية من كل ما علق بها من وراء جريمة اغتيال الاقباط فى ليلة عيدهم وذلك ربما تمهيدا  للدفع بهذا الرجل مرة اخرى فى انتخابات مجلس الشعب القادمة وما التأجيلات المتعددة لقضية الكموني وشريكيه ( رغم ان القضية معروضة على محكمة امن الدولة العليا والتى من اهم مميزاتها سرعة البت ) الا وسيلة  لتهدئة الاقباط فى نجع حمادى وخارج نجع حمادى حتى لا ينفروا من الحزب الوطنى ومرشحيه وهاهى حوالى خمسة شهور مرت منذ ارتكاب الجريمة وباقى على انتخابات مجلس الشعب مثلها فلماذا الاستعجال اذا؟!!  خصوصا انه لو حوكم الكموني محاكمة عادلة فانه قد يجر أرجل اناس ومسئولين كثر مسئولين عن هذه الجريمة فمن المستحسن تاجيل الحكم حتى ما بعد الانتخابات القادمة .

ان النظام السياسي الذى يتبنى القتلة المجرمين من امثال الكمونى ويرشح على قوائمه الانتخابية المحرضين على القتل  من امثال الغول ويتحالف مع التجار ورجال الاعمال المفسدين من امثال احمد عز  هو نظام فاسد وعلينا الا ننتظر منه الكثير فهو نظام يدير البلاد بمنطق التاجر الجشع الذى على استعداد للمتاجرة فى اى شئ فى سبيل مصلحته الشخصية حتى لو كان هذا الشئ هو الحياة الإنسانية التي تعتبر أغلى قيمة فى الوجود.
اخيرا اقول ان زيارة عز للغول فى بيته وهو نادرا ما يفعلها مع اى عضو اخر من اعضاء الحزب الوطنى لهى رسالة  تقول للأقباط ولكل الشرفاء فى الوطن موتوا بغيظكم فان قافلتنا ستسير ولو على جثثكم وجثة هذا الوطن .

Magdigeorge2005@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق