كتبت: ميرفت عياد -خاص الأقباط متحدون
ظهرت السيدة العذراء فى أواخر العام الماضي فى العديد من الأماكن. وبدا الناس يتحدثون عن هذا الظهور، واجتمع الآلاف في الشوارع ليشاهدوا هذا الظهور بهدف التبرك والبحث عن الخلاص من المشاكل التي يعانون منها، وهنا تضاربت الأقاويل بين مؤيد ومعارض، وبدأت الصحف تنشر عن هذا الأمر.
ومن هذا المنطلق أقامت هيئة الكتاب ندوة حول كتاب "حقيقة ظهور العذراء" وقد شارك فيها كل من: محمود صلاح مؤلف الكتاب، ود/ سميح شعلان أستاذ العادات والمعتقادات بالمعهد العالى للفنون الشعبية، وأدارها الكاتب والصحفى د/ عمار علي حسن، الذي قال: "شدنى فى البداية عنوان الكتاب الذي يشير إلى كلمة "حقيقة"، ولكنني وجدت بعد أن تجولت فى صفحات الكتاب، أنه لا يحاول إثبات ما إذا كان ظهور العذراء حقيقة أم خرافة، وإنما يناقش الظاهرة فقط".
وأشار دكتور عمار علي حسن بأن الكتاب يتميز بالموضوعية والحيادية، وبطريقة سرد شيقة دون التدخل فى المعتقد من أجل تأويله أو تشكيكه. ولعل البابا شنوده حسم هذا الأمر عندما أرجعه إلى الإيمان الذي لا يخضع إلى التجريب أو العلم، فعلى حسب مقدارالإيمان يرى الإنسان العذارء أو لا يراها .
ويتعجب دكتور عمار من غرور الإنسان واعتقاده بأنه على علم بكل كبير وتافه من الأمور، ومها كان حجم المعرفة أو العلم، لا يجب أن نسخر من معتقد إيمانى، حتى لو لم يستطع العلم إثباته. ويطالب بأن نفرق بين الدين الذي يعني النص، وبين التدين وهو تأويلات الدين وتفسيراته التي من الممكن أن تتحول إلى أفكار سياسية أو فولكلور، كمعتقدات التبرك بالأولياء، أو أساطير مثل "ظهور العذراء".
والحقيقة أن الأساطير ليست كلها شر، بل فى بعض الأحيان تكون مدعاه للأمل. هذا إلى جانب أن وجود هذه الظاهرة يرجع إلى التمني أوالاحتياج النفسى، فالإيهام يؤمن به العلم، ويعده أحد وسائل المعرفة.
ويذكر دكتور عمار أن السنوات الأخيرة أصبح اجتماع المسلمين والمسيحين يتسم بالسلبية والعنف والتعصب. أما اجتماعهم أثناء ظهور العذراء كان له مردود إيجابى نغفله جميعاً، وهو أنهم اجتمعوا فى جو من التآلف والحب حول هذا الظهور، ومن المؤكد أن هذا يعمق الوحدة الوطنية
ردود فعل الناس تجاه ظهور العذراء
وأضاف محمود صلاح (مؤلف كتاب حقيقة ظهور العذراء) قائلاً: " إن فكرة الكتاب تدور حول ردود فعل الناس تجاه ظهور العذراء، وليس ظهورها من عدمه. وبدأت فكرة الكتاب تتبلور فى ذهنى منذ ست سنوات عندما ظهرت العذراء فى أسيوط، وخاصةً عندما رأيت أن عدداً كبيراً من المنتظرين ظهورها من المسلمين الذين يكرمونها، حيث إن الله اصطفاها من بين نساء العالم، هذا إلى جانب أن جميع الكتب التي ظهرت بالأسواق، وتتكلم عن ظهور العذراء، مكتوبة بأقلام مسيحية، ولهذا كله قررت أن يكتب مسلم عن هذا الظهور، وبدأت فى كتابة كتابي هذا الذي قامت الهيئة العامة للكتاب بنشره هذا العام.
الخلاص من المشاكل والأزمات
وأشاد د/ سميح شعلان بالطريقة الحيادية التي كتب بها الكتاب، مشيراً إلى أن هذه القضية تخص المصريين كلهم، وهى من المعتقدات الشعبية التي تعبر عن أفكار المصريين ومعتقداتهم الشخصية. وهنا يلعب الخيال الفردي دوراً هاماً عند كل فرد، فالسيدة العذراء لم تظهر فى مصر فقط، بل ظهرت فى أوروبا أيضاً، ولكن المصريين صاغوها وفقاً لإراداتهم واحتياجاتهم، ولأنهم يعانون من العديد من المشكلات، فقد فسروا ظهورها على أنه خلاص من تلك المشاكل والازمات الحياتية التي يعيشونها. فالإنسان المصرى دائما ما يلجا إلى فكرة الخلاص والمخلص لعجزه عن مواجهة الواقع. وهنا يطالب دكتور شعلان بأن نُعمل المنطق والعقل مع المشاعر والأحاسيس، لأن هذا يساعد على إيجاد حالة من التوازن يحياها الإنسان، وتجعله يعيش فى سلام. لذلك يجب أن نكون موضوعيين وألا نعتمد على الخرافات والثقافات الشعبية من أجل تطوير حياتنا، والسعي نحو مستقبل أفضل. |