قالت إحدى المجلات البريطانية في تقرير لها إن مصر على حافة التغيير بسبب عودة الدكتور محمد البرادعي وتزايد مساحة الحرية الممنوحة للإعلام ولجوء المعارضين والأفراد بشكل متزايد للانترنت لنشر الدعوة للديمقراطية، إضافة إلى تراجع حاجز الخوف لدى المواطنين.
وأضافت مجلة "ذي وورلد توداي" البريطانية الصادرة عن المعهد الملكي للشئون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس): حاجز الخوف يضعف في البلاد والمعارضين والأفراد يلجئون إلى الانترنت للدعوة للديمقراطية .
وأشارت المجلة إلى أن الوضع الاقتصادي في ظل حكم مبارك أسفر عن نتائج متضاربة وإلى أن الإصلاح أدى إلى نمو تجاوز 7 % خلال الانتعاش الاقتصادي، لكن نحو 40 % من الشعب يعيشون تحت خط الفقر.
وأكدت أن معدل البطالة اقترب من 10 % كما أن التضخم يدور حول نفس النسبة.
وأضافت أن معظم الثورة يتركز في أيدي نخبة جديدة فاحشة الثراء تربطها علاقات بنظام الحكم وأن الفوارق الاقتصادية الجديدة خلقت فجوة اجتماعية واسعة.
وتابعت المجلة : التغيير يجب أن يكون قريبا في مصر بعد نحو ستة عقود قضتها تحت حكم ديكتاتوري، مشيرة إلى أن الرؤساء المتعاقبين على مصر لم يمنحوا الشعب حق المشاركة السياسية.
ولفتت المجلة إلى أن حالة التغيير هذه ترجع في جزء منها إلى الضغوط على مصر للإصلاح السياسي خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عام 2005، إضافة إلى المعارضة الداخلية، والدعوات المتعالية للقوى الداخلية بإرساء الديمقراطية.
وقالت المجلة إن البرادعي أعلن رغبته لخوض الانتخابات الرئاسية لكن أن التعديلات الدستورية التي أجريت في 2005 كانت تهدف إلى تمهيد الطريق لجمال مبارك لخلافة والده.
وأشارت المجلة إلى أن إمكانية جمع البرادعي لتوقيعات 250 في مجالس المحافظات لخوض الانتخابات صعبة خاصة وان هذه المجالس يسيطر عليها الحزب الوطني الحاكم.
ولفتت المجلة إلى أن غياب البرادعي عن المشهد السياسي في مصر لمدة طويلة وبعده عن فضائح الفساد التي لطخت النظام في مصر تجلعه مرشحا مرغوبا.
وتابعت المجلة إن ظهور حركة كفاية والمعارض ايمن نور في الانتخابات الرئاسية 2005 اثبت أن تحدي الحكومة أمر ممكن.
وقالت المجلة إن ظهور مرشحين راغبين في المشاركة في الانتخابات غير متوقع إلى حد ما في ظل القيود السياسية المفروضة على المشاركة السياسية في حكم مبارك.
وأشارت المجلة إلى أن أهم مساهمات البرادعي حتى الآن هي انه اظهر إمكانية وجود منافسين آخرين على الرئاسة من خارج زمرة الحكم.
ولفتت المجلة إلى تزايد المعارضة لفكرة الخلافة في مصر من منظمات المجتمع المدني والرموز السياسية، وتابعت إن استمرار النظام عبر توريث جمال مبارك سيدفع باتجاه تصاعد المعارضة من كافة القوى السياسية بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين.
واختتمت المجلة بالقول إن التغيير السياسي في مصر سواء كان إلى المزيد من الديمقراطية أو عدم الاستقرار، سيكون له اثر هام على الإقليم ومن شأنه أن يساعد في إطلاق ديناميكيات جديدة لتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط. |