CET 00:00:00 - 23/04/2010

مساحة رأي

بقلم: ماجد عزت إسرائيل
بعد أن سمح الله بتجربة وادي غمير بمدنية الصف (جنوب محافظة الجيزة)، ونجى الرهبـــان بمعجزة إلهية، من المادة السامة التي تم وضعها في بئر المياه؛ من جــــــانب بدو الصف، لإجبــارهم على الرحيــــــل من المنطقة، واكتشفها الأب متى المسكين، فأصدر أوامره إلى إخوانه الرهبان، برفع الخيام والمعدات وجميع المتعلقات والاستعـــداد للرحيل بجميعها بعد تدبير وسيلة للانتقال، ربما اعتقد بواسطة الجمال للعودة إلى بيت التـكريس بمـدينة حلوان،  مكـث الآباء في بيت التكريس بمدينة حلوان في الفترة ما بين (14 نوفمـبر سنة 1961م – 16 يوليو 1962م)، وتم خلالها تفريغ المــعدات وتخزينها بـذات المكان، وكانت هذه الفــترة مرحلة انتقـــالية ما بين تجربة وادي غــــمير، ووادي الريان والمفاضلة فيما بينهما، ففضل الآباء جميعًا، وعلى رأســــهم الأب متى المسكين وادي الريان بملوحة تربته ومياهه، على بــــــدو وادي غمير ومياهه العزبة.

على أية حال، كانت هذه المرحلة الانتقـــالية كفيلة بالتفكير العميق في الاتفاق على العودة إلى وادي الريان مرة أخرى، ولكن هذه المــرة تختلف عن السابقة، ليس في عـــدد الرهبان وفكرهــم وتمسكهم أو مفاضــلتهم، بل الاخـــتلاف الأوحد هو وجود معدات حديثة لاستخدمها في تطوير المكان، مع استخدام أساليب علمية حديثة لمقاومة المياه المالحة.

وفى 16 يوليو 1962م، رحل جميع الرهبان من بيت التكريس بمدينة حلـــوان إلى وادي الريان مرة أخرى، في قافلة تضــم جميع الرهبان وعلى رأســهم الأب "متى المسكين"، حاملة مــــعدات وآلات للحفر وركــــوبتين (حمارين)، وأوانٍ فخارية وبستلات بها مياه عزبة، لاستـخدامها لتــخزين الـــمياه فيما بعد، ومـــواد غذائية (واجبات جافة)، ومجموعة من العمال.
 
وبعد وصول القافلة إلى وادي الريان، بدأ الرهبان ومعهم بعض العمــال في إعداد المكان للسُكنة، وخاصة بعض تعرضه للتخريب من جانب بـــدو وادي الريان واستخدامه كمغارة للصوص، واستطاع الرهبان والعمال معًا تنظيف المغارة الكبرى، لدرجة وصــــل اتساعها ما بين مائة متر ومائة وعشرين مترًا، ووصل ارتفاعها إلى ما يقرب من مترين ونصف متر، فضلاً عن تزويدها بمجموعة من النوافذ للتهوية، للحفاظ على الموقع من التلوث وتكاثر الحشرات والبعوض والناموس، وتم استخدامها ككنيسة، أما الرهبان فكانوا يسكــنون المغارات الانــــفرادية المنحوتة بالجبل، وكان يعيبـــها شدة الرطوبة، وكانت تحتاج إلى صيانة مستمرة.

كما استطاع العمال ومعاونوهم من الرهبان بناء سرداب وتم إلحاقه بالمغارة الكبرى، واستــــخدامه (أغابي)- مكان للتناول الطعام - وخاصة في أيام السبوت والآحاد، وتم بناء مـــطبخ مزود بمدخنة للتخلص من عــــوادم الدخان الناتج عن حرق الأخشــاب (الكانون البلدي)، ثم تم بناء غرفة أخرى وتم إلحاقها بالمطبخ لحفظ الخضار، وبناء غرفة أخرى وتخصيصها لتربية الطيور الداجنة.

وخُصصت المـــغارة الصغرى التي تقع في مـــدخل الموقع، للــــقس والشماس وبواب الموقع، وتم تقسيم الأعمال بين الرهبان بالمـناوبة فيما بينهم، طبقا لنظام الأديرة،وتم تحديد كل يوم أحد لحضور القداس، وفي أيام الصوم المقدس كان الرهبان عادة، في اعتكاف تام ولا يرى بعضهم الآخر إلا في يـوم سبت العازر، وربما أعتقـد أنه كان يتم فيما بينهم اجتماعات لمناقشة أمورهم من أجل تحسين الموقع، أو أمورهم الروحية.

وكان الأب متى المسكين، هو الراعي لهؤلاء الرهبان، والأب الروحي، وعليه تدبير شئون الدير من احتياجات من مـأكل وملبس وأدوية لمواجهة الأمراض المنتشرة بذات الموقع، بالإضــافة إلى توفير الكتب الروحية لإرشاد الرهبان، وأدوات وأواني الكنيسة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١٧ تعليق