CET 01:00:00 - 30/04/2010

مساحة رأي

بقلم : عادل عطية
بدأ عيد العمال من رماد حادثة مأساوية .. ولكن هذا الرماد يعاود توهجه .. فما أكثر الذين تخرّجوا في معاهدهم  وجامعاتهم ؛ ليجدوا أنفسهم بلا عمل .. وبلا ثمر .. ، يعانون مرتين : مرة : عندما لا يجدون وسيلة للمحافظة على بقائهم . ومرة : لعجزهم عن التعبير الأسمى عن تأكيد ذاتهم !
وإذا تمكن أحدهم من العثور على وظيفة حكومية ، نجده يعمل تحت نظام اليوميّة ، المبتور المزايا ، غارقاً في عرق جبهته ، ومستعبداً للفقر بأسلوب أو بآخر !
أما المأساة التي تدوّخ العقل ، فهي التي تواجه العاملين أنفسهم ، هؤلاء الذين يؤمنون بأن مضيعة الوقت هي أول الخطايا ، وأكبرها على الإطلاق . ويعملون بأمانة وإخلاص في المجال الذي ارتأوه ؛ فهناك من يجبرهم بمنتهى حسن النية على التوقف من الداخل .. على الإنطفاء ولملمة حماستهم وعزيمتهم ، والتواري والابتعاد عن دائرة العمل المبدع !

ويمكنني أن أسرد عليكم الكثير من قصص أُمنا الغولة ، واساليبها في محاربة المجتهدين في عملهم ..
فهذه ممرضة تعمل في اسوان في أقصى الجنوب ، بعيداً عن عائلتها .. وعندما ألحت في طلب نقلها إلي مدينتها في أقصى الشمال ، رفضت المديرة بإباء وشمم ، وقالت : لا استطيع الإستغناء عنك ؛ لانني لن أتمكن بسهولة ويسر ، الفوز بواحدة مثلك في سمو أخلاقها ، وتميّزها في عملها !
وآخر يحمّلونه أعباء عمل إضافية ، ـ ربما عمل الذين لا يعملون ـ ؛ لكونه مخلصاً ، وباذلاً في عمله !

وآخر لا يرحمونه إذا أخطأ عن غير قصد .. ـ رغم أمانته ، وإجتهاده ـ .. فيتذكر، بعد فوات الأوان ، نصيحه زملائه الخبثاء ،  التي طالما صدمت ضميره المهني ، وهم يوسوسون في أذنه : "اشتغل كتير تغلط كتير يفصلوك ، اشتغل شوية تغلط شوية يحبوك ، لا تشتغل ماتغلط يرقوك"..!

ولن اتحدث عن إنتشار ساعات ضبط الحضور والإنصراف ، التي تؤكد على اهتمامنا البالغ بحضور الموظف في موعده دون اهتمامنا بنتاج عمله . ولكني اتحدث عن محاسبة الحكومة له على تأخيره ، بينما هي المتسببة فيه .. فهو يستخدم وسائل مواصلاتها التي لا تعرف معنى الإنضباط !
فهل يبدأ المسئولين من هنا ، من حيث التوهجات المؤلمة ؟! ..
وهل سنتمكن أن نقول لكل العاملين في عيدهم المقبل : "سلام عليكم يوم أصبحتم عاملين"؟!...

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق