CET 00:00:00 - 16/05/2010

مساحة رأي

بقلم : هاني رمسيس
يُخيّل إلىّ أن الدكتور سليم العوا الأمين العام للإتحاد العالمى لعلماء المسلمين ، قد اعتبر السيدة وفاء قسطنطين إحدى الصحابيات ، فلا تخلو مناسبة إلا ويتحدث فيها عن وفاء قسطنطين و إسلامها المزعوم ، و لا يمر حادث طائفى ضد الأقباط إلا و يُرجّع أسبابه إلى حادثة وفاء قسطنطين .

فتاريخ الحوادث الإرهابية ضد الأقلية القبطية بمصر يبدأ و ينتهى – حسبما يعتقد العوا- عند وفاء قسطنطين ، بل تاريخ مصر و مستقبلها و شكل الدولة ، يبدأ و ينتهى و يمر بقضية و فاء قسطنطين .
و يُخيّل إلىّ أيضاً أن الدكتور العوا يؤرقه و يضج مضجعه يومياً ، أحلام أو كوابيس عن السيدة وفاء ، ولعله يستيقظ مفزوعاً كل ليلة وهو يتمتم باسمها .

حتى صارت المسألة أشبه بحالة مرضية مستعصية ، بل هى متلازمة مرضية (Syndrome) تصيب أكثر من عضو بالجسم ، ما بين القلب و تلافيف المخ و البصر ، فيعانى صاحبها أشد المعاناة ، ما بين عمى البصر و عمى البصيرة ، هذه المتلازمة يمكن أن نطلق عليها المتلازمة (العوية القسطنطينية) نسبة إلى الدكتور العوا و السيدة قسطنطين ، و التى أصابت جموع غفيرة من المصريين المسلمين ، فلم تفرّق بين صغير و كبير أو عالم و جاهل أو دكتور فى القانون و دكتور فى (الإعجاز)  .

فبمجرد الحديث عن حرية العقيدة ، ينتفض أصحاب المرض يهذون و يهلوسون باسم السيدة وفاء ، متخذين منها مثلاً و حجة على أن الأقباط ضد حرية الإعتقاد ، و أن الكنيسة تفرض سلطانها على الدولة ، فعلى مدار 1400 سنة من العلاقة بين المسيحيين و المسلمين فى مصر ، يفشل العوا و صحبه فى الاستدلال على ما يعتقده إلا بذكر اسم واحد فقط هو اسم السيدة وفاء .

الأعجب و الأغرب أن العوا الذى يطالب بإسلام السيدة وفاء ، هو هو ذات الشخص الذى لا يؤمن و لا يعترف بحق الإنسان المسلم فى تغيير دينه ، بل يؤمن و يعتقد بفرض الإسلام على الصغار المسيحيين بالتبعية ، فبأى وجه حق يطالب بعودة السيدة وفاء ، هذا بفرض أنها مجبرة على مسيحيتها .

على العوا و ملايين المصريين أمثاله ألا ينهوا عن خلق و يأتون بمثله آلاف الأضعاف .
على العوا أولاً و بحكم منصبه أن يثبت أنه يدافع عن حرية الإنسان لكونه إنسان و إنسان و كفى ، بغض النظر عن العقيدة .
عليه أن يعلن موقفه و موقف إتحاده من حرية العقيدة .
عليه أن يقر بحق العائدين إلى المسيحية فى إثبات هويتهم الدينية .
عليه و على إتحاده و إخوانه أن يحثوا الدولة و القضاء و الداخلية على رحمة الطفلين أندرو و ماريو و أمثالهما .

حين يفعل العوا هذا ، و حينها فقط يمكن أن نقبل أن نناقشه فى قضية السيدة وفاء قسطنطين ، أما فيما غير ذلك فليس للعوا و كل عوا أى حق في الحديث عن حرية العقيدة .

أما تفسيره لأسباب العنف الطائفى ضد الأقباط ، و تنبؤه بأن هذا العنف لن ينتهى- و كأنها دعوة إلى العنف- إلا بأسلمة السيدة وفاء قسطنطين ، فلأنه يعرف الأسباب الحقيقية و يدرك عدم زوالها ، لكنه يستخدم وسائل الدفاع عن النفس إما بالإنكار ((Denial أو التبرير (Rationalization) ، حتى يرضى عن نفسه و عن فكره . 

أما عن تشخيص أسباب العنف الطائفى ضد الأقباط ، نُذّكر بما قاله الكاتب البريطانى " جون برادلى " فى كتابه  " من داخل مصر.. أرض الفراعنة علي حافة ثورة " حيث يقول المؤلف : ( أن العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر تكون ودية طالما تقبل المسيحيون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية..... و أن هذا الوضع يستمر من جانب المسلمين المعتدلين، لكن المتشددين، ومعظمهم قادم من السعودية  ... لا يقبلون حتي بذلك. ).

فهل العوا من هؤلاء المتشددين أم من أولئك المعتدلين ؟
على كل حال كل الطرق تؤدى إلى الإرهاب .

h_ramsis@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ٣٢ تعليق