بقلم : هاني رمسيس فتاريخ الحوادث الإرهابية ضد الأقلية القبطية بمصر يبدأ و ينتهى – حسبما يعتقد العوا- عند وفاء قسطنطين ، بل تاريخ مصر و مستقبلها و شكل الدولة ، يبدأ و ينتهى و يمر بقضية و فاء قسطنطين . حتى صارت المسألة أشبه بحالة مرضية مستعصية ، بل هى متلازمة مرضية (Syndrome) تصيب أكثر من عضو بالجسم ، ما بين القلب و تلافيف المخ و البصر ، فيعانى صاحبها أشد المعاناة ، ما بين عمى البصر و عمى البصيرة ، هذه المتلازمة يمكن أن نطلق عليها المتلازمة (العوية القسطنطينية) نسبة إلى الدكتور العوا و السيدة قسطنطين ، و التى أصابت جموع غفيرة من المصريين المسلمين ، فلم تفرّق بين صغير و كبير أو عالم و جاهل أو دكتور فى القانون و دكتور فى (الإعجاز) . فبمجرد الحديث عن حرية العقيدة ، ينتفض أصحاب المرض يهذون و يهلوسون باسم السيدة وفاء ، متخذين منها مثلاً و حجة على أن الأقباط ضد حرية الإعتقاد ، و أن الكنيسة تفرض سلطانها على الدولة ، فعلى مدار 1400 سنة من العلاقة بين المسيحيين و المسلمين فى مصر ، يفشل العوا و صحبه فى الاستدلال على ما يعتقده إلا بذكر اسم واحد فقط هو اسم السيدة وفاء . الأعجب و الأغرب أن العوا الذى يطالب بإسلام السيدة وفاء ، هو هو ذات الشخص الذى لا يؤمن و لا يعترف بحق الإنسان المسلم فى تغيير دينه ، بل يؤمن و يعتقد بفرض الإسلام على الصغار المسيحيين بالتبعية ، فبأى وجه حق يطالب بعودة السيدة وفاء ، هذا بفرض أنها مجبرة على مسيحيتها . على العوا و ملايين المصريين أمثاله ألا ينهوا عن خلق و يأتون بمثله آلاف الأضعاف . حين يفعل العوا هذا ، و حينها فقط يمكن أن نقبل أن نناقشه فى قضية السيدة وفاء قسطنطين ، أما فيما غير ذلك فليس للعوا و كل عوا أى حق في الحديث عن حرية العقيدة . أما تفسيره لأسباب العنف الطائفى ضد الأقباط ، و تنبؤه بأن هذا العنف لن ينتهى- و كأنها دعوة إلى العنف- إلا بأسلمة السيدة وفاء قسطنطين ، فلأنه يعرف الأسباب الحقيقية و يدرك عدم زوالها ، لكنه يستخدم وسائل الدفاع عن النفس إما بالإنكار ((Denial أو التبرير (Rationalization) ، حتى يرضى عن نفسه و عن فكره . أما عن تشخيص أسباب العنف الطائفى ضد الأقباط ، نُذّكر بما قاله الكاتب البريطانى " جون برادلى " فى كتابه " من داخل مصر.. أرض الفراعنة علي حافة ثورة " حيث يقول المؤلف : ( أن العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر تكون ودية طالما تقبل المسيحيون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية..... و أن هذا الوضع يستمر من جانب المسلمين المعتدلين، لكن المتشددين، ومعظمهم قادم من السعودية ... لا يقبلون حتي بذلك. ). فهل العوا من هؤلاء المتشددين أم من أولئك المعتدلين ؟ |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت | عدد التعليقات: ٣٢ تعليق |