CET 00:00:00 - 12/06/2010

مساحة رأي

بقلم: هيام فاروق
كَثُرَ الكلام حول مشاكل و قضايا الزواج و الطلاق ، و أحكام المحكمة الإدارية العليا و إلزامها لقداسة البابا شنودة .. و حول خطف القاصرات و أسلمة الشباب ، و حول قضايا الإغتصاب بين طرفين مختلفى الديانة ..... إلخ من المشاكل و القضايا .

و لكن .. تعالوا نتكلم بصراحة .. لا أطرح عليكم السؤال عن أسباب كل هذه و تلك فربما تتعدد الأسباب و الظروف و الملابسات كلٌ حسب نشأته و بيئته و ظروفه الإجتماعية و الثقافية ... إلخ .  فقط أسأل .. ما هو الرادع عن كل هذا ؟

الجواب بمنتهى البساطة هو ( صوت الراعى ) ... (( تعالوا إلىِّ  يا جميع المتعبين و الثقيلى الأحمال و أنا أريحكم )) .. و لكن كيف أسمع صوت الله فى عالم صاخب ملىء بالضوضاء و الجرائم و الأحداث المتتابعة يوما بعد يوم ، حتى أصبحنا نئن صارخين ( كفىىىىىىى) تعبنا .

بينما أكتب هذا الكلام .. كنت جالسة أمام التليفزيون أتابع قناة (  CTV ) ، برنامج بيت على الصخر لنيافة الأنبا بولا .. و ذُهلت لمعلومة قالها نيافته كنت قد كتبت عكسها تماما من قبل رُبما عن عدم معرفة و هى .. أن نيافته يستنكر غياب الرعاية فى الكنيسة و يقول : كيف تقولون هذا ؟ فإنكم إذا قلتم أنه مثلا عدد المسيحيين يزداد بنسبة 20% فإن عدد الكهنة يزداد بنسبة 400% .. و أن الكنائس مكتظة الآن بالأنشطة و الإجتماعات الخاصة بالمخطوبين و المتزوجين . كان هذا هو كلام نيافته .

عفوا سيدنا ... كيف يكون هذا و سلالم الكاتدرائية مكتظة بأصحاب المشاكل المعلقة من سنين طويلة و قد يصل عددهم بالآلاف و نيافتك تراهم و تحصر أعدادهم يوميا ؟؟؟

عفوا سيدنا ... كيف يكون هذا و محاكم الأحوال الشخصية و محكمة الأسرة تضج من أصوات أصحاب المشاكل الأسرية من المسيحيين .

أعرف سيدة تسكن أمام إحدى الكنائس الكبرى بأحد الأحياء الراقية .. متزوجة منذ 15 عاما و لها طفلين فى عمر الزهور مواظبين فى حضور مدارس الأحد و القداسات مع الأم أو الأب .. و لكنهما فى خلاف دائم و صراع مستمر حتى أن الطفلين إشتكيا قائلين للأم و للأب ( كفــــــــى ) .. سألتها ألم يتدخل أحد آباء الكنيسة لفض النزاع الدائم بينكما ؟ فقالت : لا بل تدخل أحد الآباء قائلا .. مشكلتكما مستعصية و حولنا على مركز المشورة التابع للكنيسة ... و ما أدراكم ما مراكز المشورة الآن حسب ما رأيت و سمعت . و لا داعى للخوض فى هذا الكلام الآن .

أحبائى .. أليست الوقاية خير من العلاج ؟

إسمحوا لى أن أسرد لكم موقف حدث أمام عينى لأوضح لكم مدى قوة و تأثير الراعى فى نفوس الرعية :

كنت ذاهبة إلى الكنيسة لحضور إجتماع أحرص دائما على ميعاده من كل أسبوع .. غاية فى الروعة و الإمتاع الروحى – طبعا أُغلق الآن – ما علينا ... و بينما أنا عند باب الكنيسة الخارجى أحيى بعض الشباب و الشابات و إذ عرفت منهم أنهم عازمين على النزهة سويا إلى ( سيتى ستارز ) .. حزنت فى داخلى و دُهشت كيف لهؤلاء ألا يقدروا كم التعزية و الروحانية و الإمتلاء بحضور هذا الإجتماع .. و لكنى صمت لمعرفتى أن النصيحة غير مُجدية فى مثل هذا التوقيت .

فى اليوم التالى سمعت ما أبهرنى و أثار إعجابى بعمل الرب العظيم من خلال الأب الكاهن المسئول عن الإجتماع .. عرف ما عزم عليه هؤلاء .. فقرر أن يذهب ورائهم دون معرفة منهم .. و ظل واقفا على الرصيف المقابل للمول و هو الرجل المسن الذى تخطى الستين و من المعروف عنه أنه ينام مبكرا ليستيقظ مبكرا لعمل القداس الإلهى . و لكنه آثر أن يظل واقفا بعربته إلى الساعة الحادية عشر ليلا ً إلى أن خرجوا هؤلاء الشباب ليروه أمامهم معاتبا بحنو و رفق شديدين قائلا : ( أنا هنا منذ لحظة تحرككم من الكنيسة ..

و تعقيبا على هذا الموقف فقد إنقطع إبنى عن الكنيسة فترة ما .. و بالصدفة قابلت أحد الخدام و هو من مجموعة الشباب الذين ذهبوا و تركوا الإجتماع .. و سألنى هذا الخادم عن إبنى ، فأجبت بإيجاز أنه يمر بأزمة نفسية بسيطة نتيجة خلافه مع بعض أصدقاء الدراسة و لكن الرب سيتدخل .. و فوجئت فى اليوم التالى و فى ميعاد إنتظارى لخروج إبنى من المدرسة أنه إتصل بى قائلا ( بعد إذنك يا ماما سأتغيب حوالى ساعتين لأنى خرجت من المدرسة و وجدت مستر ( فلان ) فى إنتظارى يريد أن أخرج معه ) . أليس هذا يا إخوتى هو موقف الأب الكاهن معه و مع زملائه ؟؟؟؟

آبائي الـرعاة

علمتنا الكنيسة أن ( أبونا ) عنده حل لجميع المشاكل ... و لطالما تقبلنا هذا التعليم .. ألم يحن الوقت لكل من يتقدم إلى الكهنوت أن يجتاز أولا إختبارات نفسية تؤهله لتقبل سر الإعتراف و كيفية تصرفه فى حل المشاكل ؟؟؟؟؟؟

أناشدكم ، و أترجاكم ، و ألتمس إليكم ، و أقبل أياديكم بل و أرجلكم أيضا ..
- أتركوا الخروف البار و ابحثوا عن الـ 99 الضالين
- أتركوا الإداريات فى الكنيسة لمن هم أقدر على إدارتها بكل كفاءة كلٌ حسب تخصصه .. فالكهنوت لم يعطكم شهادة الهندسة و لا الصيدلة و لا الطب و لا إدارة الأعمال .. بل أعطاكم شهادة تمجيد إسم الرب من خلال السعى  لجذب النفوس و القطيع الضال .. فالضال لم يعد خروفا بل قطيعا .. ( الجميع زاغوا و فسدوا و أعوزهم مجد الله ) ..
- أتركوا عبارات دائما تصدر منكم مثل ( مش فاضى ) ( إبعتيلى زوجك ) ( إبعتلى زوجتك )
إذهــــــبوا أنتـــــــم يــــــا آبــــــــاء .. هذه خدمتكم .. و هذا كهنوتكم ... فالكهنوت = خدمة  ... سامحونى آبائى و حاللونى .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٣ صوت عدد التعليقات: ١٩ تعليق