بقلم: حلمى النمنم |
يتمتع الخنزير بمكانة متدنية فى ثقافتنا العامة، فإذا أردنا إهانة أحد قلنا إنه «زى الخنزير» والمقصود بلادة الحس والتمييز لديه، وتدخلت المخيلة العامة لتخفف فى الشتم من كلمة الخنزير، فتقول «يا ابن الخنزؤر» وننادى أحدنا إذا كان حزيناً ومتوتراً «مخنزر ليه» أو «مخنزر على الآخر». المرة الوحيدة التى استعمل فيها الخنزير بهدف الإعجاب والإشادة، كانت لأنثى الخنزير، فأطلقنا على موديل معين لإحدى ماركات السيارات «الخنزيرة»، دلالة على قوتها الشديدة.. وبالتأكيد فإن السادة النواب لديهم خوف وقلق حقيقى على صحة المصريين، لكن يبدو لى أنه اختلط المخزون النفسى والثقافى ضد الخنزير مع الخطر الحالى، فأحدث لدينا تلك الحالة. مساء الأحد لقيت صديقاً، هو طبيب نابغة وعلم فى تخصصه، قال لى بدهشة.. هناك مسلمون لديهم زرائب الخنازير، فرددت عليه أن البيزنس لا دين له، لكن زميلاً آخر، أكمل لى.. القرآن حرم فقط أكل لحم الخنزير، لكن لم يحرم تربيته وبيعه لمن يمكن أن يأكله! باختصار لا أعرف أن هناك ضماناً اتخذته الحكومة لمنع تسرب تلك اللحوم، ناهيك عن التخلص الصحى من فضلات الذبائح وهى عادة موطن الداء ومكمن الفيروسات، بعيداً عن الجانب الصحى، هناك كارثة رغيف العيش، ولولا أن القوات المسلحة تدخلت لحدث ما لم يتوقعه أحد، وفى العموم فإن طوابير العيش التى أعادها د. المصيلحى لم تنته إلى اليوم، وباتت أمراً عادياً نشاهده صباحاً ومساءً أمام أكشاك التوزيع، إنجاز المصيلحى أنه نقل الطوابير من أمام الأفران إلى عرض الشارع فى الأكشاك، حتى يستمتع برؤيتها الجميع! أدمنت حكومتنا الحالية الفشل، وصار جزءاً بنيوياً فى تكوينها، نعرف أن كثيراً من الأزمات والمشاكل لم تولد مع هذه الحكومة، لكن المفترض أن الحكومة جاءت لتتعامل معها وتخفف من حدتها إن لم تتمكن من القضاء عليها، والصورة أمامنا أن هذه المشاكل تفاقمت فى السنوات الأخيرة، خاصة فى قطاع التعليم، من الحضانة وحتى الدراسات العليا بالجامعات، وفشلت الحكومة حتى فيما قطعته على نفسها من عهود، سمت الحكومة نفسها «الحكومة الذكية» وأنها حكومة «الفكر الجديد»، وقلنا إن رئيس الحكومة وعدداً غير قليل من الوزراء جاءوا من خارج الجهاز البيروقراطى للدولة، وتبين أن حكومتنا تطيح بالإيجابى فقط وتوظف السلبى منها، كما جرى أيام سقوط صخرة الدويقة فى منشية ناصر.. حيث قال لنا مسؤول كبير إن ضحايا الصخرة وقّعوا على أوراق بأنهم يقيمون فى المنطقة على مسؤوليتهم الخاصة، وكأنه يجوز أن يوقع مواطن على ورقة رسمية بأنه سينتحر ثم تجلس الحكومة تنتظر أن ينفذ تعهده! |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |