بقلم: محمد صادق دياب |
لست أدري على وجه الدقة متى بدأت هوايتي في جمع العصي، ولا الدافع من ورائها رغم تخصصي في علم النفس، وكل ما أدريه أنها غدت مسألة قسرية، بحيث لا يمكن أن أذهب إلى بلد من دون أن أعود منه بعصا، حتى غدوت أحسب الدول التي زرتها بعدد العصي التي امتلكها، فلدي عصي من اليمن، وتونس، والمغرب، والشام، وموريتانيا، ومصر، ونيوزيلاندا، وتايلند، والكثير من دول العالم، ولا أعتقد أن جمعي للعصي يعبر عن نزعة عدوانية في داخلي، لكي أقرع بها رؤوس الناس كما يفعل الفتوات، ولا لإضفاء مظهر وجاهة بحملها تقليدا للوجهاء، كما أن طبيعة عيشي في المدن الإسمنتية لا تتيح لي أن أمتلك غنما أهش بها عليها. عصا الحكم في الدار أول داخل وفي كل مرة اشتري فيها عصا جديدة أتوق إلى حملها أتذكر موقفا حدث لي قبل أعوام فأتراجع عن الأمر، ففي المرة الوحيدة التي حملت فيها إحدى العصي الأنيقة إلى الشارع، حدث أن تشاجر اثنان كنت أمر بجوارهما، فانتشلها أحدهما من يدي، وهوى على خصمه ضربا حتى أسال دمه، وحينما جاءت الشرطة للقبض على المتشاجرين كانت عصاتي أول ما أدخل إلى عربة الشرطة كأداة من أدوات العنف التي استخدمت في تلك المشاجرة، وفقدت ـ في لحظة ـ تلك العصا الثمينة، التي كنت قد اشتريتها من خان الخليلي بمئات الجنيهات. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع:
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |