بقلم: مجدي ملاك ولكن الأهم من تلك القضية قضايا الحريات، خاصة فيما يتعلق بمشاكل الأقباط الذين قاموا بتنظيم مظاهرات من أمريكا وكندا من أجل التعبير عن تلك المطالب، ولأول مرة تنظم مظاهرات ذات طابع متوازن من حيث الهجوم على الرئيس مبارك وفي نفس الوقت عدم إحراج الدولة المصرية بشكل كبير أمام الرأي العام العالمي، وهو ما ظهر في بعض من توجيهات الكنيسة المصرية لكيفية سير هذه المظاهرات وكيفية المطالبة بحقوق الأقباط بشكل يساعد على اتخاذ خطوات إيجابية تجاه تلك المشاكل، ولعل حوار الدكتور مصطفى الفقي لقناة الجزيرة والذي تحدث فيه بشكل صريح عن وجود مشاكل كبيرة للأقباط، وأن الدولة المصرية هي السبب في كثير من هذه المشاكل بسبب بطئها في حل تلك المشكلات، واعترافه أن هناك تطرف من المجتمع المصري ناتج عن الإختلاط بالشعوب الصحراوية ذات الفكر المتطرف الذي لا يعبر عن روح التسامح المصري، هو أكبر دليل على نجاح المنظمات القبطية والأقباط في الفترة الأخيرة في التعبير عن المشاكل التي تواجههم بشكل متوازن وعقلاني ويعبر عن حقيقة ما يجري على أرض الواقع، وأعتقد أن الرئيس مبارك يعلم تمامًا أن تلك الزيارة ستكون بالنسبة للأقباط هي الفرصة الأخيرة في ضرورة تحرك النظام المصري بشكل جدي تجاه حل تلك المشكلات، لأنه إذا لم يحدث تحرك فعلي على أرض الواقع بخصوص تلك القضايا مع زيادة المناخ المتطرف داخل البلاد سيكون الحال أسوأ في الفترة المقبلة التي تشهد تصاعد للتيار الديني. فضايا مثل قانون بناء دور العبادة الموحد، وحرمان الأقباط من الوظائف في المناصب العليا كرؤساء للجامعات ومراكز القيادة في الداخلية والشرطة، والتوقف عن ما يُسمى تجاهل الأقباط مثلما ذكر الدكتور مصطفى الفقي لا بد أن يكون لها الأولوية في الحل من خلال قرارات صارمة في هذا الإتجاه، والقضاء على فكرة أن الوقت غير مناسب بسبب التشدد الموجود في المجتمع، فالدولة المصرية لا يجب أن تستسلم للتطرف بل عليها أن تحاربه وتساعد في القضاء عليه بالقانون. أعتقد أن تلك الفرصة ستمثل أهمية خاصة للرئيس مبارك والنظام المصري في القضاء على التمييز ضد الأقباط والعمل على دمجهم بشكل أكبر في المجتمع، وإذا لم يحدث هذا فلا يوجد أدنى شك أن الحوادث الطائفية ستزيد بقوة في المرحلة المقبلة إذا لم تكن الدولة حاسمة في مواجهة التطرف، والكف عن التضحية بالأقباط من أجل إرضاء المزاج الديني. على النظام المصري والرئيس مبارك أن يدرك أنه لم يعد هناك مزيد من الوقت لتسويف القضايا الحيوية التي يتم طرحها سواء في داخل مصر من الأقباط، أو من خارج مصر من خلال أقباط المهجر الذين قاموا بمبادرة هي الأهم في تلك الزيارة من خلال نشر إعلان في جريدة الواشنطن تايمز يطالبون فيها الرئيس مبارك بالإفراج عن القس متاؤس المحبوس بتهمة التزوير، وهي تهمة لا يمكن أن يقوم بها كاهن يخدم الله ويطيع وصاياه، ومن هنا تتضح أهمية التشبيك بين الأدوار في الداخل والخارج ولا يتبقى سوى استجابة النظام المصري لكل تلك المطالبات حتى نستطيع أن نصدق أن الدولة المصرية هى دولة قانون وليست دولة تحيزات دينية ضيقة. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٢ تعليق |