بقلم: طلعت الصفدي وإذا كنا نختلف مع هذه المجموعات السلفية سياسيا واجتماعيا وديمقراطيا ،فكرا ومنهجا وحياة بسبب اعتمادها أسلوب العنف لفرض رؤيتها الخاصة على المجتمع الفلسطيني ، والذي ما زال لم ينجز مرحلة التحرر الوطني ، عبر استخدامها وسائل التفجير لبعض مراكز الانترنت ، وبعض محلات الحلاقة والكوافير ، وإحراق بعض المؤسسات ، وإلقاء القنابل اليدوية باتجاه سيارة مدير عمليات الوكالة أثناء مغادرته لأحد مدارس الوكالة بعد الانتهاء من المخيم الصيفي للأطفال في مدينة رفح تحت حجة اختلاط الأطفال ، واتهامها من قبل أجهزة الحكومة المقالة بوضعها العبوات الناسفة أسفل منصة العروسين في مدينة خانيونس وغيرها وغيرها... أن مثل هذه المسلكيات تندرج في قائمة الإرهاب والتطرف ، وسياسة التخويف والإكراه ضد شعبنا ، وفرض نهجها الظلامى على المجتمع الفلسطيني ، وحتى الدعوة لإقامة الإمارة الإسلامية في فلسطين لا تمتلك مقومات النجاح أولا بسبب وجود الاحتلال الاسرائيلى ، وثانيا بسبب الحصار المشدد والإغلاق المتواصل على قطاع غزة ، وثالثا الاعتماد على التهريب وفائض الأنفاق ، وتجارة السوق التي يعج بها السوق التجاري والمالي ،وتنامي شركات تبييض الأموال المهربة ، والمستقطعة من المواطنين كضرائب على البطالة والجوع والانقسام ، أو نتاج بيع المساعدات العربية والدولية التي لا تصل لمستحقيها من الفقراء والمستضعفين والعاطلين عن العمل والمعوزين. وعلى الوجه الآخر فان تعامل الحكومة المقالة مع هذه المجموعات باستخدام القوة ، وبأدوات قمعية ليست مستغربة ،أو بعيدة عن مفاهيم هذه الجماعات الأصولية، فكلاهما ينتمي للإسلام السياسي ، وجذورهما تنبع من حركة الإخوان المسلمين ، وممارستها المتطرفة المتكررة منذ أكثر من عامين مع الخصوم السياسيين واضحة ،وما محاولتها الأخيرة فرض رؤيتها الخاصة على لباس المحاميات الفلسطينيات أمام المحاكم النظامية ، وإشاعة اللباس والحجاب على طالبات المرحلة الثانوية إلا تأكيدا لذلك . إن اهتزاز شعبية احمدي نجاد في إيران بعد الانتخابات الرئاسية ، كونه الممول المالي الأول لحركة حماس ، وانقسام المجتمع الايرانى بين محافظين وإصلاحيين ، وتصاعد موجات الاحتجاجات الجماهيرية ،وصيحاتها الرافضة للتدخل في الشؤون الداخلية لكل من فلسطين ولبنان وأفريقيا، ومطالبتها بوقف الدعم لحركتي حماس وحزب الله ، والاهتمام بقضايا الشعب الايرانى الداخلية الاقتصادية والاجتماعية المتأزمة، والتوقف عن توتير العلاقات مع العالم العربي والدولي ، وإخفاق حزب الله في لبنان في تحسين نفوذه ومواقعه عبر الانتخابات البرلمانية اللبنانية ، وتصاعد التوتر على الحدود اللبنانية ، والتهديدات الإسرائيلية المتكررة للبنان ، والانفتاح السوري على الإدارة الأمريكية الجديدة والدول الأوربية، واستقبالها الوفود المختلفة لتحسين سمعتها ، وإخراجها من عزلتها المفروضة عليها ، واستمرارها التمسك بالمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل التي ترعاها تركيا ( حلف الناتو ) ، ونجاح انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم بعد غياب عشرين عاما ، وإعادة انتخاب قيادتها المركزية ومجلسها الثوري ، على طريق ترتيب بيتها ،واستجماع قوتها ،واعترافها بأخطائها التي أفقدتها جماهيرها ومواقعها وخصوصا قطاع غزة ،وإعادة دور اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية باستكمال الشواغر لأعضائها، كمقدمة لإجراء الانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني ،مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية للمجلس التشريعي الفلسطيني التي تنتهي ولاية كل منهما الدستورية بعد 25/1/2010 ولا يلوح في الأفق إمكانية إجراؤها.. طلعت الصفدى |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |