بقلم: كمال زاخر موسى فضلاً عن امتلاكه لسمات شخصية ايجابية فهو مستمع جيد ومحاور موضوعى ويحرص على تأكيد وطنية الكنيسة وحتمية طرح الإشكاليات القبطية بعيداً عن المربع الطائفى، وقد تأكد لى هذا فى تجربة شخصية قبل نحو عشر سنوات حين حضرت واحدة من فعاليات مؤتمر مستقبل الفكر العربى الذى نظمته بالقاهرة مؤسسة سعودية رفيعة المستوى، وكان من بين المتحدثين قداسة البابا وكانت الأجواء تتيح لى التقاء قداسته عقب الجلسة كان من شهوده الأنبا بيسنتى، وامتد اللقاء لما يزيد عن النصف ساعة، ولعله يتذكر ماجرى وقتها من حوارات ثرية وهامة، كانت محل تقدير الاب الاسقف واعتبرها خطوة مهمة فى اذابة الجليد الذى صنعه بعض من شخوص الدائرة القريبة من قداسة البابا، وألمح لى أن البابا مدعو للقاء أخر بعد يومين مع اعضاء الليونز وكان رأيه ان اسعى للحضور لدعم سعى المصالحة، كان المنظم للقاء الأستاذ نبيل البشبيشى والذى زاملته فى مرحلة الدراسة الجامعية بكلية التجارة ( 1968 ـ 1972 )، هاتفته ورحب بحضورى، ليتم اللقاء الثانى مع قداسة البابا وبحضور الاب الأسقف، وكان الحوار كسابقه مفعماً بروح الود والأبوة، ولعله يذكر أن قداسة البابا سألنى هل حدد لك الانبا يوأنس موعداً للحضور للكاتدرائة لنواصل الحوار، بحسب تعليمات قداسته له فى اللقاء الاول، ولما اجبته بالنفى، التفت اليه وكان حاضراً فى اللقائين، وطلب منه تحديد الموعد، وأعقب هذا حوار ثلاثى كان اطرافه الأنبا يوأنس والأنبا بيسنتى وأنا، وهو حوار كاشف للذهنية التى تحكم تلك الدائرة وهو جدير بالتسجيل والنشر، لأنه يجيب على اسئلة كثيرة معلقة ويفسر ما غمض عند كثيرين وربما يفسر كثير من الأحداث الكنسية الملتبسة. وتمضى الأيام والسنين ولا يتحدد الموعد وتجرى فى نهر الكنيسة مياه كثيرة، ويتأسس تيار العلمانيين عام 2006 والذى كان بمثابة حجر القى فى المياه الساكنة. وفى هذا المناخ تأتى دعوة من برنامج 90 دقيقة للإجابة على تلك الاسئلة من أنتم؟ ماذا تريدون؟ ماذا فى اوراقكم؟ ، كان من المفترض أن يكون معنا الانبا بيسنتى باعتباره أحد الرموز المستنيرة القيادية فى الكنيسة، حضر الأب الأسقف لكنه رفض أن يجمعنا حوار مباشر، وطلب أن تقسم الفقرة الى قسمين نتحدث نحن ـ الصديق هانى لبيب وأنا ـ فى قسمها الأول ثم يأتى الاب الاسقف فى القسم الثانى منفرداً، وكنا نتفهم دوافعه ولم نكن نسعى لنحمله تداعيات اللقاء المباشر، وبين القسمين ونحن نغادر الاستديو التقينا خلف الكاميرات وكان لقاء حميمياً دافئاً احتضننا فيه الاب الاسقف بوجهه البشوش، فعلق الاستاذ معتز الدمرداش بدهشة لا تخلو من معان ومغزى " ألّه ما انتوا حلوين مع بعض أهه أمال ايه حكاية رفض اللقاء المباشر دى.. وجاء رد الاب الاسقف الدبلوماسى ابداً دول ولادى وحبايبى!! " . ولعل السؤال للأب الأسقف هل مناقشة ما يطرح من رؤى خاصة عندما يتعلق الأمر بمسيرة الكنيسة ومستقبلها مشروط بحد أدنى لعدد من يطرحه ؟، لنقبل بهذا على هشاشته ربما لأن عدد من يتبنون الرؤية العلمانية التى نمثلها تجاوز الألف وعندى بياناتهم ورسائلهم البريدية الإلكترونية ـ أحفظها فى ملف خاص ـ ومنهم رموز قيادية من أقباط المهجر كانت فى بداية دعوتنا تناصبنا العداء، وعندما تكشفت لهم بعض الحقائق استشعروا منها خطورة الصمت بادروا فى شجاعة ادبية نقدرها ونحترمها الى طلب ضمهم للتيار العلمانى، بل لا أخفى سراً أن اكثر من عشرة من الاباء الاساقفة وفى لقاءات مباشرة أكدوا تبنيهم لطرح التيار العلمانى، شريطة ان يبقى موقفهم بعيداً عن الإعلان، وكنا نرى فى هذا تكرار لموقف نيقوديموس فى لقاءه مع السيد المسيح (الذي جاء اليه ليلا وهو واحد منهم ـ يو 7 : 50) |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت | عدد التعليقات: ٧ تعليق |