حادث فردي وقع منذ ساعات في منطقة الأزهر ربما يكشف ويحلل تداعيات الهجوم الإرهابي الذي وقع منذ نحو أسبوع بالحسين وأسفر عن مقتل السائحة الفرنسية وإصابة العشرات.. يشير الخبر إلى قيام الشرطة بإلقاء القبض على شخص أثناء محاولته التعدي على أحد الأجانب بمنطقة الأزهر وحالت قوات الشرطة دون مواصلته التعدي على الأجنبي بعد أن أحدث به جُرحاً سطحياً بالوجه
وتبين من التحقيقات أن الشخص الأجنبي أمريكي الجنسية ويعمل مدرساً بالمدرسة الأمريكية بمحافظة الإسكندرية وأنه كان في جولة بمنطقة الأزهر برفقة زوجته، وأن المعتدي يدعى عبد الرحمن صالح طاهر محمد 46 سنة، ومقيم بناهية بولاق الدكرور بالجيزة ويعمل بمهنة "سفرجي"، واعترف طاهر بأنه قرر القيام بهذا العمل لكرهه الشديد للأجانب بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة!!
تذكرت على الفور بعد علمي بهذا النبأ محاضرة لأحد الأكاديميين المتميزين حذر فيها من خطر العنف غير المنظم على صناعة السياحة، مؤكداًً أنه لو كان تنظيم القاعدة قد قام بمثل هذه العمليات أو غيره من التنظيمات المتشددة، لكان من السهل على قوات الأمن التعامل مع الموقف وتعقب الجناة من واقع الخبرة بطريقة عمل هذه التنظيمات وسجلها الطويل في القتل والإرهاب لكن للأسف المشكلة أن هذا العنف يأتي من أشخاص ليس لهم أي خبرة أو تجربة سابقة، وبالتالي يصعب التعامل مع الأمر أمنياً.
المشكلة أن هذه الحوادث الفردية –التي لها أبلغ الضرر على قطاع السياحة– تأتي من خلال قناعات شخصية لمرتكبيها بضرورة الانتقام من الغرب "الكافر والملحد"، وهذا الانتقام يأتي في صورة قتل الأجانب وحثهم على عدم المجيء مرة أخرى إلى أرض مصر...
خطورة مثل هذه الحوادث أنه يمكن تكرارها في أي وقت وفي أي ظرف وسط صعوبة ملاحقة من يقومون بها لأن هذا معناه توفير جندي لكل سائح حتى يحميه من "ظله"!!
جانب كبير من هذه المشكلة يتعلق بالتعامل الفكري وليس الأمني مع هؤلاء الأشخاص الذين يحتاجون إلى تصحيح المفاهيم والموروثات الخاطئة، ومشكلتنا أننا لا نهتم بهذا الجانب بل ننظر فقط للأمر من زاوية "المفتش كرومبو" الأمنية للبحث عن حل للغز الجريمة والخلية التي تقف ورائها.
يجب أن تكون هناك مواجهة شاملة مع أصحاب الفكر الظلامي المتخلف المنتشرين في كل مكان ولهم منابرهم الإعلامية المتعددة التي تنطلق منها سمومهم، وللأسف فأن نسبة كبيرة من المواطنين يدفعهم جهلهم أو انخفاض مستوى تعليمهم ووعيهم إلى الارتماء في أحضان هذا التطرف لأن الدولة فشلت في البحث عن هؤلاء وإعادة دمجهم في المجتمع بصورة طبيعية.
|