CET 00:00:00 - 30/11/2009

فاقد الأهلية

بقلم: سحرغريب
تتغلب على خجلها وتجر قدميها لكي تدخل صالون بيتهم المُحتل بالعريس الجديد وأهله، تقترب شيئًا فشيئًا ترفض الدخول قبل أن تجس النبض فقرارها المصيري يحتاج منها التأني ولكنها لا تملك إلا الإنطباع الأول الذي يدوم في حالتها تلك، هيّ ترفض الزواج عن طريق صالون بيتهم الذي نحلوا وبره تنظيفًا ومسحًا كلما زارهم عريس وفي كل مرة تكتشف مضيعة وقتها وجهدها حتى أنها أصبحت مُصابة بداء القولون العصبي المُصاحب لعرسان الصالونات فأصبحت تتلوى ألمًا  كلما سمعت بمُوعد قدوم عريس جديد لها، أصبحت العنوسة أفضل حل لمرضها القولوني العصبي ولكن أهلها مازالت تساورهم الأمال في إقتناص عريس لها عن طريق الصالونات.

وعلى الرغم من جمالها الهادئ  فقد كان أي عريس صالوناتي يتفنن في استخراج عيوبها المستكينة وكأنها عدوته التي جاء ليكسر بخاطرها، فأول عريس زار بيتهم صدمها برأيه الصريح فيها فقد صعقته نظارتها الطبية ورفض أن يجلس معها مرةً أخرى فهي في نظره أنثي غير كاملة، وقتها بكت بدموع حارة حتي تحصل على عدساتها اللاصقة الأولى حتى لا تتعرض للرفض القاسي المُهين مرةً أخري.
ومع توالي العرسان والحجج الغريبة اكتشفت أن نظارتها كانت حجة البليد أو القشاية التي تعلق بها العريس الأول ليهرب من الزواج بها، لدرجة أن أحد العرسان قال عنها يا خسارة الحلو ما يكملش ناقصها خمسة سنتي بس وتبقي بالطول اللي في خيالي، ساعتها تندرت عليه وقالت ممكن أدخل أفك التنية وأرجع تاني، أما أم العريس فكانت كمن جاءت لتعاين بضاعة بايرة فاتها القطار فكانت تجلس أم الباشا العريس علي البساط مع ابنها لتنقي ست الستات وكأن ابنها (شهريار عصره وأوانه) الذي يستحق ست الحسن والجمال.

كانت فتاتنا تبكي بعد كل عريس يزور بيتهم وتكتشف انطباعه الأول الرافض لها فكانت تتسائل في أسى: هو أنا ناقصني ايه عشان العرسان تهرب مني!
وفي تلك المرة دخلت حجرة الصالون لتجد رجلاً كاملاً طول بعرض بإتزان جلس ليصف مميزاته كالعادة فهو الرجل الخارق بسلامته ومن غير نظارة كمان عريس لُقطة من جميع المقاييس، عرفت من تجاهله لها أنها لن تدخل مزاجه فمن هي لتكون زوجته، شعرت بغروره الواضح وبرفضه قبل أن يعلنها فقررت الثأر لكرامتها التي سيهدرها حتمًا -فهذا مؤكد- فوقفت فجأة وقالت: آسفة أنا مُرتبطة، وهاتخطب قريب جدًا.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق